فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ "
كان زكريا يعلم أن الله لا يُعجزهُ شيء ، وأنهُ ليس بحاجة إلى الأسباب حتى يفعل، لإن هذا أَمْرُهُ ، إِذَا أَرَادَه قال لهُ كُن فَيَكُونُ ، بأسباب وبلا أسباب..
فـ طلب من الله ما لايُصدقهُ عاقل ، وأعطاهُ الله من خزائنه التي لا تنقُص." وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا "
رَزق مريم فاكهة الصيف في الشتاء ؛ وفاكهة الشتاء في الصيف ، وبالبحر أنجى موسى وقومه، وبالبحر أغرق فرعون وجنده ، وحفظ يونس في بطن الحوت، وحفظ إبراهيم في وسط النار ، وحفظ إسماعيل وأمهِ بواد غير ذي زرع.
ولو أنك هممت لإزالة جبل من مكانه لجعله الله خاشعًا متصدعًا لك ، فَقط تأملها " فإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا .."" وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ "
فَـ اسْتَعِنْ بِالله وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بشيء قد كتبه الله لك ولن يضرُك الله ..
تلذذ بالدُعاء وكأنه خُلق لك وحدك ، واروِ ظمأك بوصف اللّٰه " إِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ " وأخرج الهّم من صدرك ، وبُث له شكواك وألمك وما يُثقل سكنات فؤادك ، واُزرُف الدمع من عينيك وإذ لم تستطع فتباكىٰ ..
وكُن كريمًا عند الدُعاء لأنّ الله لا يمنح كنوزه إلّا لمن يقبل عليه بحُب..
واعلم أن الله يبتليك ليُطهرك ، فـ كُل ألمٍ تمر به آيل للعبور ، وكُل غصة في القلب يأتي بعدها الفرج ، ومهما كثرُت الأبواب الموصدة فـ غدًا ستُفتح لك
أنت لا تعلم خفايا القدر ، فـ كُل يومٍ يُرسم لك خطً مُتصل بـ خِطة وطرف الحبل بيّد الله
والذي يتصل بالله لا تخشىٰ عليه ولا تخشاه
فكُن أكبر من واقعك وتشبث بـيقين قلبك أن الله سيُنزَلَ تدابير لَّن تَرَوْهَا..
تلذذ .." وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا "
ثق بأن الله لَن ينسَاك ، سيُؤتيك من الغيْب أحلَاه,ثُم يعوِّضكَ بِما يليقُ بِقلبك ، كما عوض الله أُم سلمة برسول الله ﷺ ، وما أدراك بعوض الله الذي إذا حلّ أنساك ما تَمَنيت وما دَعيت ، وما حلِمتَ به وما لم تحلُم ، ولن ينسىٰ الله دُعاء كُنت تلح به ، ولن ينسى ثقتك الدائمة بأنه هو العون لك ، لن ينسى مُراد قلبك ، وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ
حتىٰ تَرْضَىٰ "))