تحكي إحداهن وتقول: قبل زواجي أحببت رجل لمدة أربع سنوات، دق قلبي لأول مرة من أجله وتسللت إلى قلبي الفراشات لِترقص فيه، رأيت العالم بعينيه، حدثني عن كل شيء وعلمني كل شيء أصبحت أفكر مثله وأتعامل مع الحياة مثله واخطط لها بعقله، جعلني نسخة مُصغرة منه وكأنني صغيرته التي رباها وصنعها من أجل أيامه وحياته كنت ملتصقة به كأنني لا أملك البصر ولا البصيرة!
وكلما افترق حبيبان كنت أقول في نفسي مستحيل أن يحدث لي مثلهما، لأننا مختلفان وعلاقتنا ليس لها مثيل وهذا الحب سيتوج بالزواج حتمًا، ثم مضت سنوات عمري وأنا بجواره لا يفعل شيء إلى أن رحل وتركني وحدي، قضيت بعد رحيله أربع سنوات أخريات من عمري أحاول الشفاء منه لكنني لم أستطع، تظاهرت أنني شُفيت منه، إلى أن ظهر في حياتي رجل حقيقي أرادني بحق أن أكون زوجته.
تمت الخطبة سريعًا وبعد عدة أشهر تزوجنا، وبعد سنة واحدة وجدتني واقعة في غرام زوجي لكنني وللأسف عند كل مرة كان يحدث بيننا شيء جميل أو ترقص الفراشات داخل قلبي كنت أجد نفسي أتذكر أول إنسان أحببته ولم أكن لأتذكر حبه أبدًا لكنني كنت أتذكر كل شيء علمني إياه، وأقول في نفسي لو أنني صبرت على هذا الحب الحرام وما خضته، لكنت الآن سعيدة مُنعمة أتعرف على الدنيا من خلال زوجي وأراها بعيناه هو ويكون هو الأول في كل شيء، لكنني لم أصبر وعجلت إلى ربي باقتراف المعاصي ولم أصُن قلبي ولم أحفظه، وإذا بها أفعالي التي زرعتها قد حصدت نتائجها..
فَهذه بضاعتي رُدت إليَّ!
وكما قال المنفلوطي يجبُ ألّا ينفتِح قلبُ الفتَاة لأحدٍ من النّاس قبلَ أن ينفتحَ لزوجِها لتستَطِيع أن تعيشَ معهُ سعيدةً هانئةً لا تنغّصها ذكرَى الماضِي، ولا تختلِط في مخيّلتها الصّور والألوان، وقلّما أن تبدَأ الفتاةُ حياتها بغرامٍ ثم تستطيعَ أن تتمتع بعد ذلك بحبٍ شريف.
هذه هي الدنيا، والجزاء من جنس العمل!