قصص قصيرة

سفر

سفر

انا مهندس بترول كل فتره بنشتغل فى موقع ، عشان كده كل فتره مكان الشغل بيكون مختلف عن المكان الى قبله واحياناً بتبقى محافظات مختلفه وطبعاً شغلنا بيبقى فى الصحرا
المره دى الموقع الى هنشتغل فيه فى مرسى مطروح المفروض اننا بنسافر بالاتوبيس لكن عشان كان عندى شوية ظروف اتأخرت يومين بعد الاتوبيس واتفقت معاهم فى الموقع انى هرمي ميكروباص وانهم يبعتوا عربيه تاخدنى من مكان وصولى للموقع .

وفعلا ركبت الميكروباص الساعه 12 بالليل وعشان اقعد براحتى خدت الكرسيين الى جنب السواق ، وع الساعه 12:30 بدأ السواق يتحرك ، انا مبعرفش انام فى الطريق وتقريباً بعد ساعه كان معظم الناس الى فى الميكروباص نامه وبدأ السواق يتكلم معايا

*سجاره يا بيه
-تسلم مبدخنش
*طب بعد أذنك هولع سجاره
-أه طبعا براحتك
*عارف مشكلة السفر بالليل ايه يا بيه
-ايه
*ان معظم الناس بتسافر زى ما انت شايف كده .. السواق لو مش فايق ممكن يسقط هو كمان ..عشان كده كويس أنك صاحى
-لا متقلقش انا مبعرفش انام فى السفر
*المشكله ان الطريق هنا مرعب
-مرعب ازاى يعنى
*يا بيه ده طريق صحراوي والعربيات مش كتير بالليل
-طيب وايه المرعب فى كده
*طب هقولك انا من أسبوعين كنت مسافر ع نفسى الطريق ومعايا ركاب وفجأه شوفت على جنب الطريق راجل عجوز لابس جلابيه بيضه واسمر ودقنه كبيره وماسك مصباح منور من بتوع زمان كده وكان بيبصلنا بنظره مرعبه
-عادى تلاقيك بيتهيقلك .. أو منمتش كويس بس
*بيتهيقلى ازاى يا بيه .. هو انا بس الى شوفته ده أكتر من راكب شافه
-طيب ما يمكن كان واحد واقف فعلا عادى يعنى
*وايه الى يوقف واحد فى مكان صحراوي زى ده 
-عادى يمكن عرباوي ولا حاجه
*مهو المشكله أننا بعد نص ساعه شوفنا الراجل مره تانيه وكان بردو واقف على جنب الطريق والمشكله الاكبر ان بعد نص ساعه تانيه شوفناه لتالت مره بص المرادى كان بيبصلنا ويبتسم .. تصدق بالله يا بيه
-لا اله الا الله
*راكب معايا عملها ع نفسه .. بس انا عذرته ما انا كمان كنت هعملها ع نفسى

طبعاً انا كنت متأكد انه السواق بيقول أى كلام بس افتكرت قصه كنت قريتها زمان عن اسطوره فى ماليزيا الاسطوره كانت بتتكلم عن ست اسمها ساكيرا بتوقف على جانب الطريق وبتلبس رداء فضفاض مضئ وكانت بتشاور للمسافرين عشان يوصلوها معاهم والسواق الى مكنش بيقفلها كان بيتفاجئ انها قاعده وراه فى المقعد الخلفي والموضوع ده سبب حوادث كتير فى الطريق هناك وحتى الشرطه بدأت تحذر الناس من ظهور ساكيرا فى منطقه معينه .

ولكن وانا سرحان وبفتكر القصه فجأه لمحت راجل عجوز
لابس جلابيه بيضه واسمر ودقنه كبيره وماسك مصباح منور وكان بيبصلنا فعلاً ولقيت السواق بيصرخ

*شوفت يا بيه شوت
-شعر أيدى كله وقف ودقات قلبى زادت وحتى مكنتش عارف أرد عليه بس حركتله دماغى انى شوفته
واحد من الركاب الى قاعدين ورانا قال
•ده شبح الحاج أدهم
-مين الحاج ادهم ده
•كان راجل عجوز ساكن فى بلد قريبه من هنا ابنه كان أختفى وخرج يدور عليه ولأن الدنيا كانت ليل سواق كان مسافر بعربيته خبطه وموته ومن وقتها وناس كتير من الى مسافرين بيقولوا انهم بيشفوه فى نفس المكان كأنه لسه بيدور على أبنه .. المهم انك لو شوفته أعمل نفسك مش واخد بالك لانهم بيقوله انك لو وقفتله بيسألك عن ابنه ولو قولته انك متعرفش بيغضب غضب شديد وبيقولوا ان الى بيقف بيلاقوه ميت فى عربيته
*أقف لمين يا با وانا عبيط
-فضلت اقرأ قرآن فى سرى طول الطريق لحد ما وصلنا ومرتحتش يومها الا لما شوفت نور الشمس واول ما وصلت طلبت نقلى لموقع تانى .. الحكايه دى اول مره أحكيها لانى محكيتهاش لحد قبل كده بس حبيت اكتبها عشان الى بيسافر من هناك ياخذ باله .

تمت