الفصل السابع:سقوط

55 13 23
                                    

-لازلتُ لا أعلم حتى الآن عندما قفزتُ قفزة الثقة هل ألتقطتني أم تركتني أسقطُ إلى ما لا نهاية.-

✷✷✷

مازلت الريح تُداعبهم والعشب يحتضنهم بينما أرواحهم مازالت في أُلفة منذ اللحظة الأولى.
يستطيعان خلق مواضيع أحيانًا وأحيانًا يكون فقط الصمت بينهما ، حتي قررت ڤيولا أن تخرج بسؤال لم تجرأ على سؤاله سابقًا لكنها فقط تريد أن تقترب منه أكثر وأن تحاول أن تقتحم عالمه الذي يزداد غرابة وتعقيدًا كل يومًا أكثر من سابقه.
«لا أريد أن أكون شخصًا فضوليًا لكن لماذا لم تعد إلي موطنك بعد إنتهاء دراستك؟
وبالتأكيد لك حرية الأجابة إنها حياتك الشخصية بعد كل شيء.»

أخذ نفسًا عميقًا ثم خرجت بعض الكلمات منه بصعوبة:
«لأنني جبان
فضلتُ الهروب علي المواجهة.»
أغلق عينيه وكأنه سافر بعقله إلى مكان وزمن آخرين ثم أكمل ما بدأه من حديثه:
«أجبن من أنني أواجه فقدان أعز ما أملك...أختي
بعد يوم دراسي عادي توجهت إلى السكن الجامعي ثم أتصلتُ لأطمئن على أهلي كالعادة لأري وجه أمي الشاحب وهناك ناس كثيرون في الخلفية وصوت بكاء واضح
وقبل حتى أن أتساءل دخلت أذني أكثر ثلاث كلمات لم يأتي في بالي أن أسمعها يومًا
فقدنا...أختك...في حادث
لم تدخل الكلمات عقلي لم أدركها هل هي دعابة سخيفة للغاية؟هل هو مقلب من مقالبها التي أعتدت عليها منذ الصغر؟
أنا لم أصدق حينها لقد كنت فقد تجمدت في مكاني لم ألاحظ إنهيار أمي في البكاء حتى، كان صمتي غريبًا جدًا حتى أنهم أغلقوا الخط حتى يتركوني بمفردي لعلمهم بثقل الخبر علي لكنني لم أصدقه، هي كانت تمزح معي البارحة فكيف أفقدها اليوم؟
لقد وعدتني أنه عندما أعود للوطن ستأخذني للملاهي وسنأكل المثلجات سويًا وهي لم تخلف بوعد أبدًا فكيف تخلف هذا الوعد وترحل؟
لم أفعل شيء حينها سوي أنني خرجت من السكن ظللتُ أمشي بلا هدف.
حتي وجدتُ هذا المكان وهنا بالتحديد جثيتُ علي ركبتاي وصرخت ألمًا من ظلم الحياة، لماذا سلبتها مني وهي كانت كل شيء لدي؟
لم يكن لدي أصدقاء كُثر بل كان لدي هي، لم يكن لدي رفيق والا ونيس والا حبيب لم يكن لدي حتى مذكرات يومية بل هي كانت كل شيء بالنسبة لي.
فاجأة وجدتُ دموعي تنهمر وأنا أقنع نفسي أنها مازالت بخير ،ولكن من أخدع؟
هي رحلت وتركتني وحيدًا
رغم أقتناعي بهذا لكنني لازلت أهرب من العودة حتى لا أتيقن مئة بالمئة أنها ليست هنا بعد الآن كيف أعود للوطن وأمر بكل الأماكن اللي لنا ذكريات بها وأذكر نفسي ألف مرة أنها لن تتشارك معي هذه الذكريات مرة أخرى؟
هي فقط أصبحت ذكريات من الماضي لن تتجدد مرة أخرى.
فعزمتُ على عدم العودة، عائلتي غضبت مني في البداية لكنهم قرروا تركي وشأني حتى أتجاوز هذا في النهاية.
أمي مازالت تلح علي بالعودة حتي تراني علي الأقل لكن يا لي من مجرد جبان ضعيف لا يقدر حتي على مواجهة واقعه.»
تصنمت ڤيولا في مكانها لا تعرف ماذا تفعل بعد كل ما سمعت هي فقط لاحظت محاولته في أن يكبح دموعه بشده فأمسكت بيده برفق.
«هوسوك لا بأس في البكاء أخرج كل ما في جوفك من مشاعر.»
في نفس اللحظه التي استقبل فيها كلماتها أخرجت عيناه كل ما كانت تخبئ من دموع وأفصحت عن كل ألم يقع بداخله.
ووسط بكائه خرج ببعض الكلمات المتردده لعدم وثوقه من رد فعل الأخرى:
«هل تمانعي أن تشاركيني مقبرتي؟
أعني أنا دفنتُ الكثير هنا حتي لا أعود إليه مرة أخرى
وقد تجدين هذا غريبًا لكن أنا أشعر بالكثير من الحواجز حولك تحجب الكثير من التعقيدات
وأنا علي أتم الإستعداد أن أسمع روحك قبل عقلك علي أتم الاستعداد أن أفهم كلماتك المعقدة ومشاعركِ التي يمكن أن تعجزي بذاتك عن وصفها
أنا أعلم أن هذا غريب أن تسمعيه من شخص مرت على معرفتك به أسبوع، لكن لماذا أشعر أن كل شيء غريب بيننا من الأساس؟

Sunshine|إشراقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن