{ بُـعـدك و ذِكريـَات }

2.8K 282 211
                                    






" هـَل تـظنني تعِـب مِـن كُـل هـذا ؟
إن كُـنت كـذلك ، أهنِـئك أنت عـَلى حـق ، دربِـي ضاق و مـَا أصبـح يـهون بـتنهيدات .. "

* * *


حـَبيـبي ، لـنقـترب أكـثر البـرد لا يـطاق ، أمـِي لـم تـستـفق و جـَسدي لـم يـَعد بإستِـطاعة سريري أن يرفـَعه ..



أنـا صامت ، و خـَائف من صـمتي ، أنا حـقاً خائف أحتاج كـَتفا ، أنَـا بِـحاجة لِـمرسى فسفـينتي لن تـصمد أكثر ستـغرق وجنتـَاي و تعـمى عينـاي بمياه مالِـحة ، أقدامي ستحترق بِـنار الهاويـَة التي أسير على طريقِـها الملتهب و ما مـِن منقذ ، أعلـم ذلك لا أمـتلك منقِـذا ، و هـَذا قـاتل ، يـقتلني ببـطئ ..



* * *

لـِماذا لا تـخبِـره بـمشاعرك ؟

لـن أجيـب عـلى هـذا الـسؤال بِـكلمة ، تـَحلوا بالصـبر و سـأكتب صفحـاتي عنه كذلك ..

* * *



حـَبيبـي ، أحـَادثك مِـن الطـَابق الثـَاني ، آخر غـرفة بالـرواق على يـسارك ، لـَم أفتـح سـتائري منـذ إثنى و سبـعون سـَاعة ، أمـِي نـَائمة و لـَكن عـذرًا هِـي ليست هـنا ، هِـي بالمـشفى الغـرفة 78 الطاَبِـق الرابِـع ، لا تـَقم بِـزيارتها ، لا داعِـي لذَلك مـا دامت لـَن تـَستقبلك بـِإبتسامة و كوب شاي بالكعك السـَاخن ، فـهي بِـغيبوبة ، أعضاءهـا نائمة ،و صدقـني لـم أذهب عِـندها لأنهـَا تمقت أن أراها ضعيفة من غير أحمر شفاهها ذو اللون البـاهي و تسريحة شعـرها الكـلاسيكية التي تلائمها حتـما ..




معـشوق عينـاي ، و من مكتـبي الخـشبي المضاء بهذا المـِصباح الغـَالي أعـطيك إعتِـذاري ، فـأنـَا لـم أدخل المـقهى من أيـام ، تـركتك وحـِيدا مِـن دون حـتى أن تلاحِـظني ..

و لـَكن أنـا لاحـظت و هذا كافـي ..

أخـبرني ما تُـفضل و سـأهديـك !



سأرسِـل أغـلى مـا تتمـنى ، و لـكن ، ما الذي أهـذي به الآن أعـلم جيداً أنك لستَ من يُـفضل الماديات و هـذه من مِـيزاتك المـفقودة ، و بِـما أنـك لا تُـفضل الأشيـاء الغـَالية و لا يـمكننِـي أن أمُدك أثمـَن مـا لدي ، سأعـطيك كل مـَا لدي !

سـأكتب كـُل دقاتي بإسمـك ، سـَأحَـرم نـَظراتي لغـيرك ، لـن أجعل جـسدي يصـطدم بـِغيرك ، سأخـلط أنفـاسي بأنفـاسك و لـيكن الموت مـَصيري إن أخطئت بنَـفَـسٍ آخر ، سأكون مِـلكك و تـكون كُـل مـَا أملِـك ..



* * *

لـماذاَ لا تُـخبرنا بِـإسم حـبيبك هـذا ، غـير إن كـَان وهـميا ، أو غـير موجُـود حـتى !

لـَن أبـرر ، فـمن المـستحيل أن أُشـهر بسـري الـذي أهرب إلـَيه مِـنكم ، سـِري أثمن من أن تتـَلفظ ألـسنتكم القـذرة بإسمه ، سـِري الـذي أعـشقُـه ، سـِري ذو الأعيـن النـَائمة ..


* * *



أعـَاقِـب نـفسي ببُـعدك ، و أنـا أكبر العـالمين أنـَك لا تهـتم و هـذا أكثر العـقوبات إيلامـًا ..

لا أعـلم مـَاذا سـيراني النـاس بـعد كل كلماتي المجنـونة ، غير متزن أم مسحُـوب الكـَرامة ، و لـأخبركم أنني لـَست سِـوى عـَاشق يـحطم المكـَان حـول قـلبه بِـصمت و يـَدعو أن تمـتد يدا محـبوبه و تـُصلح خرابـَه ، أأنـَا أطلب نجمـة من السـماء ، لتـكون بتلك الصـعوبة ؟ و لـكن صدقنِـي لـو أنتَ طلبـتها لكنت قد أهديـتك إياها جميِـلي ..


* * *

هـل أخـدع فـَجر اليـوم ذاهِـباً لأمي ، و أعُـود قـَبل أن تُـشرق الشـمس و سألعـب دور المـكتئب ؟

لـاَ أحـَد سيـعلم ..


* * *


" أهـلا أمـِي ، إشـتقت لعـيناك شـكراً لأنـَك خـدعتي الفـجر أنت كـَذلك و فـتحتي عـيناك ، هـَل كنتـِي تـعلمين بـِقدومي أم أنك أخـذت غايـتك من النـوم و الآن أخـبريني ، ما الذي جعـَلك تنـامين كُـل هذه المـدة لدرجـَة أن نـومك سُـمي بغـَيبوبة ! "




" تـذكـَرت كـُل سـَنواتِ إدمـَاني بُـني ذو القـَلب الـقطنِـي ، تـذكرت كـيف جعـَلتك تـبكي فِـي الزاويـة خـَائفـَا مِـني ، تـذكـرت عـدد الصـَفعات التـِي أخذها ألطـف خـد أبيض علـى الوجُـود ، تـذكرت إفـلاسـي ، تـذكرت عـنفي الذي مارسته عليك و لُـطفك أنتَ بُـنـي بالمـقابل ..

تـذكرت عـِندما ضربتك بِشدة و ركضت أنتَ نـَاحية يدي إن كانت قـد تأذت ،فـتوقـف قـلبي عـن النـَبض .. "



لـَم يـكُـن عـليـك التـذكـر فـالأمـر مؤلِـم بِـحق ، أنـَا أعـلم ذلك جيـداً بِـما أننـِي لـم أنـسى !

_________________

إنتـهــىٰ .

إعـلم أن لـك فِـي مراقـَبة الآخريـن و التـَشبت بالـماضي حِـرمان من السـَعادة ، إمضِــي قـَدماً ..

إعـلم أن لـك فِـي مراقـَبة الآخريـن و التـَشبت بالـماضي حِـرمان من السـَعادة ، إمضِــي قـَدماً

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
AMORIST || VK || ( مـكتـَملـة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن