آرثر وفرسان الحلبة المستديرة

20 2 0
                                    

23، اكتوبر، 1964. الساعة الحادية عشر صباحًا

بريطانيا، مدينة (ويلنجتون ويلز)، جزيرة (ميدن هولم)، حي (طريق الملك جورج)، شارع غير معروف الاسم

كان يكره هذا الشارع دونًا عن غيره، صحيح أن به منزل حب حياته، وأن الشارع هنا يدهن يوميٍا بألوانٍ مريحة للعين، وأن الناس هنا ترتدي الملابس غير المُمَزقة، إلا أن هذا الشارع بالذات، هو أكثر شارع مكروه بالنسبة إليه

ولو سألته لأخبرك لأنه تم سحله على ألوان الشوارع الجميلة، أو لأن هذه الوجوه المبتسمة حاولت قتله، ربما أخبرك أن (البهجة) الموجودة بكل مكان، بالشارع، بوجوه الناس، بالمحلات، تجعله يريد تلويح مضرب (كركيت)* نحو كل شيء ليحطمه،

"يوم سعيد مُسعِد سَيُسعد" حياه أحد المارين من أمامه.
رد بإبتسامة "يوم سعيد مُسعد سَيُسعد"

كم سئم من تكرار هذه الجملة، و لكن ها قد إقتربت اللحظة التي لن يكررها ثانية، سيأخذ المرأة التي يحب ويخرج من هذه المدينة المقززة.

وقف أمام أحد الأبواب ولكن لم تقوى يده السليمة على قرع الجرس، كيف سيكون رد فعلها؟ هل سترحب به؟ هل ستوافق على الذهاب بعيدًا معه رغم جنونية خطته للهروب؟ هل تعلم حقيقه حبوب (البهجة) بعد؟

لا، هذا لا يهم. كل ما يهم أنه سيراها، كل ما يهم هو أنه سيخرج بها من هنا. أخذ نفسًا عميقًا، وطرق الباب.

*-*-*-*-*

13، اكتوبر، الساعة الثانية ظهرًا

بريطانيا، مدينة (ويلنجتون ويلز)، جزيرة (لاد هولم)، حي (جزيرة الجنود)، شارع ( الوادي الأخضر).

" قطعة الموز العفنة هذه لي" قالت الـ(متشائمة) التي تبحث عن الطعام في القمامة معه.

رد (آرثر) "لقد رأيتها أولًا" و أمسك بالموزة بقوة

"ولكنني أُريدها!"،انه جائع، لم يعتد ان يجلس كل هذه الفتره دون بعض الخبز حتى، لو ظل هذا الأمر هكذا لأسبوع فسيموت من الجوع، بدأ المارون بالشارع يلاحظونهم. لو أنه وحده لحاربها حتى إغشي عليها، و لكن لو لاحظ أحد غيرهم هذه الموزة، فلن يحصل عليها أحد. أعطاها الموزة وذهب ليبحث في مكان آخر.

ربما سيجد بعض الخبز الجاف في حطام الطائرة المدمرة. مر بجانب الكثير من المنازل التي كانت تتشابه في بنائها مع الأحياء الجديدة في يوم من الأيام. ولكن الآن أسقفها مدمرة، معظم جدرانها عبارة عن حجارة في الأرض، لو وجدت بها البشر فهم على الأرجح هناك لأنهم لا يريدون النوم في الشارع، بعضها بها بقايا إشعاعات القنابل، الأكياس التي كان يختبأ خلفها الجنود أثناء الحرب، و حطام الطائرات. منذ. يومين فقط كان (آرثر) يرتعد من الخوف من هذه المناظر منذ يومين، و تعجب كيف تعودَّ على هذه المناظر بهذه الفترة القصيره. حتى أنه لم يفاجئه منظر الجسد الكامل لطائرة محطمة فوق ما كان سطحًا أحد المنازل سابقًا ولكنه الآن عبارة عن الحجارة...

السُعداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن