اسكربت ١١

413 29 1
                                    

الإنسان مش بينضُج ولا بيتعلم غير لما يمُر بتجربة حقيقية تخليه يفهم إن الحياة مش بالسهولة ولا بالسطحية اللي بيكون مُتخيلها!

حتى الحب كلنا بنكون فاكرينه شيء لكن في المواقف الحقيقية لما بتحصل بتخلينا نكتشف الحب بحقيقته، حقيقته المجردة مش القصص السطحية اللي بنعيشها ونسمعها طول الوقت.

أنا كنت صاحبة قصة من القصص السطحية دي، وكنت فاكرة إن هو ده الحب فعلًا الحب اللي يستاهل إني أهرب من بيتنا عشانه!

سحر صاحبتي الوحيدة من ٨ سنين، عيشنا كل حاجة سوا وكنا بنزور بعض وبنروح لبعض البيت زي أي بنات أصحاب بيزروا بعض وبيخرجوا سوا، بعد كذا مرة روحت فيهم لِسحر في بيتهم عرفت أخوها كرم، كان أكبر مننا بحوالي عشر سنين، للحظة حسيت إن هو ده الإنسان اللي يتقال عنه حب حياتي، وإني مش طفلة ولا عيلة عشان يتعامل معايا زي ما بيتعامل مع سحر أخته، كان كل كلامنا سوا بيخلص إنتِ زي سحر أختي، كنت بحس إني عايزة اتعلم منه كل حاجة، خلصنا الثانوي ونجحت أنا وسحر، ودخلنا الكلية سوا، كان كلامي مع سحر طول الوقت عن كرم أخوها، بسأل عنه بتكلم عنه بعرف أخباره وكل حلمي إنه يحبني زي ما بحبه، لحد ما عرفت إن عمتي عايزة تخطبني لإبنها وبابا موافق حتى من غير ما يعرفوا رأيي، اتصدمت، حاولت اتكلم مع بابا أكتر من مرة كانت كل مرة اسوأ من اللي قبلها ضرب وبهدلة وإهانة ومش هتتجوزي غيره برضو، نفسيًا تعبت، فات تلات شهور محاولات مني إني أحاول بكل الطرق أنهي الكارثة دي، دي مش خطوبة، دي كارثة، احساس إنك تكوني عايشة في أحلام يقظة طول الوقت مع الإنسان اللي بتحبيه وفجأة يدخلوا يخرجوكِ من أحلامك ويحطوكِ جنب حد تاني، متعرفيش عنه حاجة غير إنه ابن عمتك واسمه مصطفى!

هربت من البيت، معرفش ازاي عقلي وقتها صور لي إن هو ده الحل، لكن للأسف اكتشفت بعدين إن هروبي كان هو بداية دخولي للجحيم حرفيًا.

معرفتش أروح فين؟ أي مكان أفكر فيه، عرفت إن أهلي هيوصلوا لي فيه بسهولة، لاقيتني بتصل بكرم، وببكي، ببكي بحرقة، وسألته هو إنتَ ليه عمرك ما هتحبني؟ هو أنا مستاهلش؟

لاقيته مخضوض، حبيت الإحساس ده أول مرة أحس إن حد مخضوض وخايف عليَّ ياريت كان الوقت وقف هنا بعد كل حاجة حصلت وكل حاجة مش هتحصل، ياريته كان وقف هنا وانتهيت، بس للأسف الحياة مش بتهتم بوجع حد بتكمل عادي وكأنك أصلًا مش موجود.

سألني إنتِ فين؟ قولت له واقفة تحت بيتكم، اتكلم بصوت عالي وقال لي اوعي تتحركي أنا نازل لك.

أول ما نزل الشارع وشافني قاعدة على الرصيف، وكأني صعبت عليه بعد ما كان نازل والشر بيتنطط من عنيه، لاقيته قرب وقعد جنبي، وخلع الجاكيت اللي كان لابسه وحاطه على كتفي.

إنتِ عارفة الساعة كم دلوقت؟

الوقت متأخر!

الساعة واحدة بعد نص الليل، مامتك هتموت من القلق عليكِ وأبوكِ هيتجنن

حكاوي بالعامية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن