كنت داخلة أنام عشان عندي شغل الصبح بدري افتكرت إني نسيت أغسل المواعين، دخلت المطبخ كانت الساعة حوالي ١١ ونص بليل، وقفت أغسلهم وكان فيه حلة على البوتوجاز لفيت عشان أخدها أغسلها لاقيت عليها خيال أسود ببص ورايَّ ملاقيتش حاجة استغربت وكملت عادي بلف أخدها لاقيت الخيال ظاهر تاني فضلت مركزة معاه أشوفه هيتحرك ولا لأ لأقيته بيقرب ناحيتي لفيت بسرعة أشوفه ملقيتش حاجة رجعت أخد الحلة ملقتهاش في مكانها! لاقيتها في الحوض وأنا متأكدة إني محركتهاش خالص ولا قربت منها، قُلت لنفسي يمكن أنا شيلتها ونسيت، خلصت اللي كنت بعمله ودخلت أنام، تاني يوم وأنا راجعة من الشغل لاقيت جوزي في البيت على غير العادة، كل مرة أنا اللي برجع قبله وهو بيكون لسه فاضل له ساعتين على ما يوصل، لاقيته فاتح التليفزيون وقاعد بيتفرج على ماتش كورة استغربت جدًا لأنه طول عمره مش بيتابع الكورة ولا بيحبها، لاقيته بيبص لي بتركيز وبيقول لي إنتِ لابسة ورايحة فين؟ قُلت له أنا جاية من برّا أنا كنت في الشغل!
ضحك وقال لي بلاش هزار بقى الغدا كان طعمه حلو أوي النهاردة ممكن بقى كوباية شاي من إيديكِ الحلوة دي!
- كمان شاي؟!! إنتَ مبتحبش الشاي وبعدين غدا إيه أنا لسه مطبختش بطل هزار إنتَ!
دخت المطبخ لاقيت كل حاجة زي ما هي من البارح ومفيش حاجة اتحركت من مكانها، طلعت أكلمه تاني واسأله مين اللي حضر الغدا ملقتهوش ولاقيت التليفزيون مقفول ومفيش حد في الشقة، قعدت على الكرسي قدام التليفزيون مش فاهمة حاجة! ثواني ولاقيته بيفتح بابا الشقة وداخل وبيقول لي حضري الغدا بسرعة هغسل إيدي وجاي، اتجمدت مكاني مكنتش قادرة أتحرك أومال مين اللي كان هنا ولسه ماشي! لاقيت تليفوني بيرن ببص لاقيته رقم جوزي استغربت هو ليه في الحمام جوا وبيتصل بيَّ!
فتحت الخط لاقيته بيقول لي أيوة يا حبيبتي أنا جاي البيت دلوقت عايزة حاجة اجيبها لك معايَّ؟
اتخشبت في مكاني مكنتش قادرة اتحرك ومقدرتش حتى أرد عليه فضل يقول ألو لحد ما الخط اتقفل، ضغطت على نفسي وقُمت اتسحبت براحة عند الحمام أشوف مين اللي جوا ده، لاقيت الحمام فاضي ومفيش حد قعدت أدور في البيت ملقيتش حد سمعت جرس الباب بيرن قلبي كان بيدق بسرعة وكنت مرعوبة ومش فاهمة حاجة، قعدت أدور على تليفوني مش لاقياه، فجأة سمعته بيرن! ببص لاقيته في إيدي! وجوزي بيتصل تاني فضل يرن وجرس البيت يرن روحت أبص من عين الباب مفيش حد!
لاقيت الباب بيخبط خبطات صغيرة ورا بعضها بهدوء، أخدت نفس وحاولت أتمالك أعصابي وقولت مين بيخبط؟ سمعت صوت طفلة صغيرة بتقول أنا يا طنط! بصيت تاني من عين الباب مفيش حد! مديت إيدي وبفتح الباب لاقيت بنوتة صغيرة جميلة ومعاها صنية متغطية وواقفة مبتسمة ليَّ، قُلت لها عايزة مين يا حبيبتي؟
قالت لي خدي بتقول لك ماما يا طنط صنية البشاميل دي عشان إنتِ مطبختيش النهاردة ومدت إيديها بيها لاقيت نفسي لا أراديًا مديت إيدي أخدتها، الصنية كانت سُخنة جدًا لدرجة إني مستحملتش أمسكها أخدتها منها بسرعة وحطيتها على التربيزة جوا عندي ولفيت تاني عشان أكلم البنت واسألها هما مين وعرفوا إزاي إني مطبختش النهاردة ملقيتش حد قعدت أنادي مفيش حد بيرد لاقيت جوزي بيتصل تاني فتحت الخط وأنا بعيط وبقول له إلحقني!
أول ما دخل من الشقة كنت ماسكة مصحف، قال لي السلام عليكم مالك يا حبيبتي خير إنتِ كويسة فيه إيه مالك؟!!
قُلت له أحلف لي الاول على المصحف ده إنك جوزي! تنح لي ووقف مصدوم، حاول يكلمني تاني قُلت له أحلف الاول، حاول يهديني لأني كنت منهارة ومش عارفة أبطل عياط، أخد المصحف مني وحلف عليه إنه جوزي، بدأت أهدى وأحكي له اللي حصل من أول ما رجعت من الشغل لحد ما البنت جابت الأكل، لاقيته بيقول لي بنت مين اللي جابت لك أكل! إنتِ اللي طابخة المكرونة دي امبارح حتى شوفي الصنية دي بتاعتنا!
بصيت للصنية وأنا مصدومة ومش فاهمة حاجة! أنا مطبختهاش مطبختش مكرونة من أكتر من شهر مش أنا واللّٰه لاقيته بيقول لي متحلفيش أنا قُمت بليل أشرب من التلاجة لاقيتك واقفة بتطبخيها وعملتي لي مساج عشان رقبتي كانت بتوجعني!
- أنا! عملت لك مساج وفي المطبخ؟ وكنت بطبخ مكرونة كمان! المصحف أهو أقسم باللّٰه أقسم باللّٰه أنا غسلت المواعين ولما خلصتها كانت الساعة ١٢ بليل دخلت أنام وإنتَ كنت نايم.
- أنا بقى قُمت من النوم حوالي الساعة واحدة إلا ربع عشان أدخل الحمام لاقيتك بتطبخي حتى استغربت إنك لسه صاحية وعندك شغل الصبح بدري!
فضلت واقفة مصدومة مش عارفة اتكلم ومش مصدقة إني عملت كده! أنا مش مجنونة طب البنت الصغيرة دي جات منين؟ طب مين اللي كانت واقفة بليل بتطبخ في بيتي؟ انهارت وقعدت أعيط وأنا مش فاهمة أي حاجة، لاقيت جوزي بيطبطب عليَّ وبيحاول يهديني، واللّٰه أنا مش مجنونة أنا شوفت كل اللي حصل ده بعيني أنا خايفة.
- طب حاولي تهدي تعالي نامي بس وأرتاحي دلوقت.
دخلت أنام مصحيتش غير الصبح ببص على الساعة لاقيتها ٧ونص لسه جاية أقوم من النوم لاقيت البنت الصغيرة اللي جابت لي المكرونة قاعدة جنبي على السرير وبتبتسم لي، اتخضيت وافتكرت نفسي لسه نايمة وبحلم لاقيتها بتقول لي نمتي كتير أوي ليه كده؟ صباح الخير يلا قومي عشان تلحقي الشغل، لاقيت نفسي بصرخ وبنادي على جوزي دخل الأوضة بسرعة وهو مخضوض وبيسألني مالك؟ قُلت له البنت اللي جابت المكرونة البارح أهي لاقيته بيضحك وبيقول لي دي سلمى بنت الجيران الجداد اللي فوق شقتنا أمورة أوي يا حبيبتي مش كده؟ كنت هنزل الشغل وأنا قلقان عليكِ هسيبها معاكِ بقى وأنا مطمن عليكِ خدي بالك من طنط يا سلمى.
- إنتَ بتتكلم بجد؟ هتنزل وتسيبني لوحدي بعد كل اللي أنا حكيتهولك ده واللي حصل البارح؟
- برضو مُصرة إن فيه حاجة حصلت؟ يا حبيبتي إنتِ كنتِ تعبانة ومُرهقة البارح حاولي بس تهدي النهاردة ومتنزليش الشغل وارتاحي وإنتِ هتبقي كويسة.
كل ده والبنت الصغيرة كانت واقفة تتابع الحوار بكل براءة ومبتسمة ومش بتتكلم، قُمت من السرير ودخلت الحمام اغسل وشي جوزي نزل شغله لاقيتها واقفة جنبي في الحمام.
- إنتِ دخلتي هنا ازاي؟
- أنا جايبة لك الفوطة تمسحي وشك الباب كان مفتوح.
- لأ مكانش مفتوح، أنا قفلته
- لأ كان مفتوح.
- بقول لك أنا قفلته!
- صدقيني كان مفتوح، السخان ده زي اللي كان عندنا وولع في شقتنا.
- شقتكم ولعت؟
- أيوة دي ولعت واتفحمت خالص وبقت حاجة جميلة.
- إنتوا كنتوا ساكنين فين قبل ما تنقلوا فوقينا؟
- هنا.
- هنا فين؟
- متخديش في بالك.
- بس خلاااااص كفااااية بقى
- إنتِ بتصرخي فيَّ ليه أنا معملتش حاجة.
بدأت أهدي نفسي واتنفس براحة لاقيتها هتعيط معرفتش أتعاطف معاها ولا قدرت أمد إيدي أطبطب عليها قُلت خلاص معلش تعالي نفطر سوا، ومشيت دخلت المطبخ لاقيتها جاية ورايا حضرت الفطار على الترابيزة ومليت لها كوباية لبن وحضرت نسكافيه ليَّ وقعدنا نفطر، لاقيتها مش بتاكل وقاعدة تبص لي ومركزة معايَّ.
- مش بتاكلي ليه؟ الأكل مش عاجبك؟
- أنا فطرت.
- طب اشربي اللبن.
- مش بحبه.
- إنتِ معندكيش مدرسة؟
- النهاردة اجازة.
- أجازة يوم التلات!
- تعرفي إن جوزك شكله حلو.
- نعم؟
- متخديش في بالك، المكرونة عجبتكم؟
- إنتِ مين؟
بقول لك المكرونة عجبتكم؟
- إنتِ اللي كنتِ بتطبخي المكرونة هنا أول البارح بليل؟ صح!
- وأنا اللي عملت مساج لجوزك.
- إنتِ مين وبتعملي إيه في بيتي؟
- إنتِ اللي قاعدة في بيتي ولازم تمشي.
مكنتش قادرة اتحرك من مكاني حاولت بكل قوتي أقوم زقيت التربيزة وخرجت أجري أدور على التليفون عشان اتصل بجوزي، سمعت التليفون بيرن فضلت أدور عليه في الشقة كلها ملقيتش حاجة حاولت أركز مع الصوت لاقيت الصوت جاي من المطبخ اتحركت ببطيء فجأة سمعت باب الشقة أترزع جامد ببص ناحيته ملقيتش حد، جريت على المطبخ أجيب تليفوني واتصلت بجوزي أول ما رد عليَّ لاقيته بيقول لي متتحركيش من الشقة أنا جاي لك بسرعة أوعي تمشي، شميت ريحة دخان قوية ببص في ناحية الطرقة لاقيت في دخان طالع من تحت عقب باب الحمام جريت بفتح الباب لاقيت الحمام والع كله والنار ماسكة في البنت الصغيرة وقاعدة تصرخ وتقول لي إلحقيني، فتحت بابا الشقة وقعدت اصرخ عشان حد يلحقني لاقيت بواب العمارة طلع عندي بسرعة وبيقول لي فيه إيه يا مدام حصل إيه؟ قُلت له فيه حريقة إيه مش شايف الدخان لسه هندخل الشقة ملقيتش حاجة والجو هادي وباب الحمام مقفول، حسيت الدنيا بتلف بيَّ، والبواب واقف مصدوم وقاعد يبص لي، قُلت له لو سمحت نادي جارتنا اللي ساكنة فوق لاقيته بيقول لي مفيش حد ساكن فوق مفيش غيركم إنتوا بس سكان هنا في العمارة، اتصدمت ازاي مفيش غيرنا هنا واحنا لما نقلنا هنا من أربع شهور العمارة كانت كاملة العدد!
- يا مدام بقولك محدش ساكن هنا غيركم واللّٰه أصلًا من وقت الحادثة محدش بيسكن هنا.
- حادثة إيه؟
- الشقة دي ولعت بالناس اللي فيها ومحدش خرج منها سليم صاحب الشقة ومراته وبنتهم سلمى الصغيرة وحتى البواب حاول ينقذهم وولع معاهم.
- سلمى! إنتَ عرفت الكلام ده منين؟
- ما أنا البواب اللي ولع معاهم!
في ثواني كنت سايبة الشقة وجريت لاقيت نفسي في الشارع شوفت جوزي جاي من بعيد ومعاه شنطة سفر، أول ما قرب عندي كان قلقان..
- حبيبتي إنتِ واقفة في الشارع بهدوم البيت كده ليه؟ مالك بتترعشي كده ليه؟ طب أهدي، أنا بحاول اتصل بيكي من خمس أيام مش بتردي عليَّ ليه؟
- ليه إنتَ كنت فين؟
- أنا كنت مسافر تبع الشغل ولسه واصل دلوقت!
- مسافر ؟! يلا نمشي حالًا أنا مش ممكن اقعد في المكان ده ثانية واحدة.
- ليه؟
- الشقة اللي احنا اشتريناها ولعت قبل كده بالسكان اللي فيها وكلهم ماتوا حتى البواب ومحدش ساكن في العمارة غيرنا!
- ما أنا عارف..
- مين اللي قال لك؟
- مراتي، ماهو أنا صاحب الشقة اللي ولعت وهروح أولع فيها دلوقت تيجي تولعي معانا!
لاقيت نفسي بجري فضلت أجري لحد ما لاقيت تاكسي ركبته ووصلني البيت عند ماما واتصلت على جوزي قُلت له أنا مش راجعة الشقة دي تاني ولو عايز تطلقني طلقني بس مش هرجع هناك تاني لو على جثتي.#حكاوي_بالعامية
#أسماء_شميس
أنت تقرأ
حكاوي بالعامية
Contoحكاوي بالعامية ممكن نقول انها اسكربتات بس فيها فكرة شوية بمعنى أنها من أرض الواقع شوية مش خيال زي باقي الاسكربتات و حكاوي بالعامية هي للكاتبة أسماء شميس و لو دخلتم على الفيس هشتاج #حكاوي_بالعامية. هتلاقهوها موجودة.. و صدقوني حلوة جدا و هتتبسطوا لم...