في هذا المنزل عاشوا ما يقارب الثلاثون عاماً لم يسمع لهم جار صوت لا بفرح ولا بحزن، كانوا دوماً منغلقين على أنفسهم حتى بخلافاتهم ومشاكلهم لم يكن يظهر لهم صوتاً أبداً، سوى اليوم، صوتهم اسمع الشارع اجمعه وهم يتصايحون نعم صياح هو اللفظ الأدق لما هم به، كان صياحهم يصل لكل منزل ولكل شخص يسير في الشارع، لم يكن من بالخارج يفهم شئ من هذا الصياح فقط صياح بأصوات رجاليه تتصايح معاً لتختلط أصواتهم ولا يفهم منهم شئ
كانت أمهم جالسه على مقعدها وهي تنظر لهم ثلاثتهم يتصايحون لا يتناقشون، كانت تنتظر أن ينتهوا لتكمل ما بدأته وما كان سبب لذاك الصياح أصلاً، فهي لا تعلم حتى الآن سبب صياحهم على بعضهم البعض، أو تتعمد تجاهل السبب
ام صلاح بصوت مرتفع:
يكفففففي لا بارك الله بكم، جعلتم سيرتنا على كل لسان يا بهايمحسام بصراخ:
وهل ما تقولينه يعقل أصلاً لنبقي هادئين بالله عليكيمحمد بحده وصراخ:
كيف أصلاً تفكرين بأمر كهذا وكأنه أمر عادي جداًصلاح بصراخ وهو ينظر للأثنين:
لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت أمكم واللعنه، أين نحن هنا هاأم صلاح تتنهد:
أنتهيتم، أجلسوا ثلاثتكم ودعونا نتحدث كما البشريجلس الثلاثه بضيق لتزفر ام صلاح وتتنفس بعمق
ام صلاح بهدوء:
يجب أن يتزوجها أحدكم حتى لا يتحدث عمكم ويجعل رؤيه الصغار حسره في قلوبنا، أولم يقل لكم ستظل لديه حتى تأتي قصمتها، وهل هي قصمتها ستخرج من هنا، حتي لو فقط زواج صوري المهم أن تكون هي والصغار هنا ولا يتدربون بعيداً عن منزل أبيهممحمد يضحك بسخريه:
هه ومن هذا الذي ستلبسينه الليلهام صلاح ترفع حاجب:
أنت يا شملولمحمد ينتفض واقفاً:
لا والف لاااا ليس انا من يدفن بزواجه كهذه لااااااا إنسوني من هذه الأمور وكأني لست هناام صلاح تنظر لحسام:
خذها انت يا حسامحسام يضحك بسخريه وينفي برأسه:
هههه لا لا لا انا لست أهلاً لمهماتكي يا ام صلاح، كما أنها أكبر مني ولن أدفن بالحيا في هذه الزواجه (يرفع حاجب وينظر لصلاح) زوجيها لصلاح هو أنسب واحد فينا بهاام صلاح تنظر نحو صلاح الذي بهت لونه ونظر لهم بتوتر:
ما رأيك يا صلاح ولو أني كنت أريدك لأحدي بنات خالك فأنت بكرى وأريد أن افرح بكمحمد يقف ويتحرك للغرفه:
حسام محق صلاح أنسب شخص لها وكان دوماً يلبي طلباتهم ويخرجهم هنا وهناك فلن يكون هناك مانع أن يتزوجها وبذلك تفك عقدتهحسام يومأ واقفاً:
نعم هو عمره مقارب لحسين وكان مقرباً لهم عنا وطباعه وطباعها يتشابهان لحد كبير فهو الأنسب