١٤

352 16 6
                                    

في هذا المنزل عاشوا ما يقارب الثلاثون عاماً لم يسمع لهم جار صوت لا بفرح ولا بحزن، كانوا دوماً منغلقين على أنفسهم حتى بخلافاتهم ومشاكلهم لم يكن يظهر لهم صوتاً أبداً، سوى اليوم، صوتهم اسمع الشارع اجمعه وهم يتصايحون نعم صياح هو اللفظ الأدق لما هم به، كان صياحهم يصل لكل منزل ولكل شخص يسير في الشارع، لم يكن من بالخارج يفهم شئ من هذا الصياح فقط صياح بأصوات رجاليه تتصايح معاً لتختلط أصواتهم ولا يفهم منهم شئ

كانت أمهم جالسه على مقعدها وهي تنظر لهم ثلاثتهم يتصايحون لا يتناقشون، كانت تنتظر أن ينتهوا لتكمل ما بدأته وما كان سبب لذاك الصياح أصلاً، فهي لا تعلم حتى الآن سبب صياحهم على بعضهم البعض، أو تتعمد تجاهل السبب

ام صلاح بصوت مرتفع:
يكفففففي لا بارك الله بكم، جعلتم سيرتنا على كل لسان يا بهايم

حسام بصراخ:
وهل ما تقولينه يعقل أصلاً لنبقي هادئين بالله عليكي

محمد بحده وصراخ:
كيف أصلاً تفكرين بأمر كهذا وكأنه أمر عادي جداً

صلاح بصراخ وهو ينظر للأثنين:
لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت أمكم واللعنه، أين نحن هنا ها

أم صلاح تتنهد:
أنتهيتم، أجلسوا ثلاثتكم ودعونا نتحدث كما البشر

يجلس الثلاثه بضيق لتزفر ام صلاح وتتنفس بعمق

ام صلاح بهدوء:
يجب أن يتزوجها أحدكم حتى لا يتحدث عمكم ويجعل رؤيه الصغار حسره في قلوبنا، أولم يقل لكم ستظل لديه حتى تأتي قصمتها، وهل هي قصمتها ستخرج من هنا، حتي لو فقط زواج صوري المهم أن تكون هي والصغار هنا ولا يتدربون بعيداً عن منزل أبيهم

محمد يضحك بسخريه:
هه ومن هذا الذي ستلبسينه الليله

ام صلاح ترفع حاجب:
أنت يا شملول

محمد ينتفض واقفاً:
لا والف لاااا ليس انا من يدفن بزواجه كهذه لااااااا إنسوني من هذه الأمور وكأني لست هنا

ام صلاح تنظر لحسام:
خذها انت يا حسام

حسام يضحك بسخريه وينفي برأسه:
هههه لا لا لا انا لست أهلاً لمهماتكي يا ام صلاح، كما أنها أكبر مني ولن أدفن بالحيا في هذه الزواجه (يرفع حاجب وينظر لصلاح) زوجيها لصلاح هو أنسب واحد فينا بها

ام صلاح تنظر نحو صلاح الذي بهت لونه ونظر لهم بتوتر:
ما رأيك يا صلاح ولو أني كنت أريدك لأحدي بنات خالك فأنت بكرى وأريد أن افرح بك

محمد يقف ويتحرك للغرفه:
حسام محق صلاح أنسب شخص لها وكان دوماً يلبي طلباتهم ويخرجهم هنا وهناك فلن يكون هناك مانع أن يتزوجها وبذلك تفك عقدته

حسام يومأ واقفاً:
نعم هو عمره مقارب لحسين وكان مقرباً لهم عنا وطباعه وطباعها يتشابهان لحد كبير فهو الأنسب

ليست ليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن