الفصل الخامس عشر
وصل تقي للتوا بعد إتصال زهراء به لتخبره بما رأته في التلفاز .. ترك الشركة وركب سيارته وبسرعة جنونية وصل لمنزله .. فتح الباب ودخل وهو يركض حتي وصل إلي غرفت الجلوس .. إستقر علي احدي الكنبات علي الجلسة التي تتخذ شكل U .. جلس بجانب زهراء التي تتوسط الكنبة تشاهد التلفاز وتأكل الشوفار مبتسمة إبتسامة لم يفهم معناها .. كانها تشاهد فلم أكشن أو ما شابه ليس لقاء مع سجدة محمد التي ستتحدث فيه عن ذاك المحتل .. جلس بجانبها وضمها لحظنه لتتكئ علي صدره العريض .. وصل صوت المقدمة تقول بإبتسامة محياه " السلام عليكم ورحمة الله وبركاةُُ .. أسعد الله مسائكم وأوقاتكم .. وأتمني أن تكون الفرحة والبسمة عنونا لأفواهكم ...... غادة الشبلي " ... وفي تلك اللحظة جاء فاصل سريع قبل أن تبداء الحلقة .. تذكر فيه تقي يارا .. هل تشاهد الحلقة الأن ؟؟ .. ترى ماذا تفعل ؟ .. هل تبكي ؟؟ .. في تلك اللحظة وصله صوت زهراء الساخر " قالت أسعد الله أوقاتكم والفرحة والفرحة والبسمة عنونا لأفواهكم .. هل هي تمزح ؟ .. تلك الخفيفة تهرب مع إسرائيلي وتتمني هذه لنا السعادة ! " .. كان سيقول لها ..وأنا أراك سعيدة ولكن الحلقة بدائت فلذلك فضل الصمت .. صوت المذيعة " والمواطن يفتخر بتاريخ الوطن الحافل والإنجازات العظيمة، فهو رمز الفخر والاعتزاز ورمز النهضة والحضارة ورمز التقدم والمضي ... فإن زلّ المواطن سوما وخانه .. هل سيغفر الوطن هذه الخيانه ؟؟ .. هل " في تلك اللحظة جاء صوت أنوثي واثق قطع كلمتها قائلا بثقة وقوة وثبات " أنا لم أخن وطني .. ويكفيني أن أعرف أنا ذلك .. أنا لم أتي لأضيع وقتي بتفسير تصرفاتي للناس فالناس لا تقتنع سوى بما ترغب به .. أنا مقتنعة بما فعلت وحتي وإن كره البعض ذلك فأنا لم أخلق لأبهر الجميع " .. في تلك اللحظة إمتقع وجه تقي وتمني لو لم يرا ذلك .. شعر وكأن ماء بارد صب من فوقه .. جائه تعليق زهراء الساخر مجددا كالسكاكين في قلبه كالعادة " ألم أخبرك سابقا أن ذاك السفر كان حجة لتتزوج هناك !! .. ألم أخبرك ولم تصدق !! " .. إبتلعت المقدمة ريقها بضيق من مقاطعتها وقالت بضيق " حسننا .. نحن اليوم لقائنا سيكون مع سجدة محمد .. لقد كانت موظفة في قناتنا وقناة كل الفلسطنين الأرض المقدسة .. ومقدمة البرنامج الشهور ) ما تحت الطاولات ( .. نحن اليوم هنا معها .. تجمعنا بها هذه الساعة التي ستحدثنا فيها السيدة سجدة عن سفرها قبل أشهر لفلسطين .. وزواجها من ذاك المحتل .. وهروبها منه .. وكيف جعلها توافق علي الزواج منه وكيف عرف مكانها .. أشياء كثيرة .. لن نعلم حقيقتها إلا إذا سمعناها منها بأنفسنا " .. عدلت المذيعة جلستها وإلتفتت إلي سجدة وقالت بشئ من الغموض " سجدة محمد .. لطالما عرفناك بدفاعك ووطنيتك .. فلطالما عرفنا ان حب الوطن هو رمزك وفخرك .. وأنك لطالما تمنيت وحلمتي بزيارة فلسطين أليس كذلك !! " .. جائت الكاميرا علي وجه سجدة وإبتسامة حزين شقت وجهها .. وذكرى تلك الأيام التي تمنت فيها أن تزور فلسطين عادت إليها .. قالت بحزن " نعم .. ولازالت وطنيتي كما هي ولم تتغير " قالت المذيعة من فورها " وماذا عن زواجك من محتل ؟؟ .. من رجل قتل أبناء هذا الوطن ! " .. عادت سجدة إلي اجمل ذكرياتها مع جونيور .. كيف حضنها ؟ .. كيف أصبح وطنها ؟ .. وكيف تخلت عن كل شئ في الماضي لأجله .. ﺃﻟﻴﺲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﻭﻟﻰ .. ﺑﺎﻟﺰﻫﺎﻳﻤﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ؟!.. قالت بهدوء وهي ترفع نظرها إلي غادة " الناس لم تفهم ما بداخلي فبدؤا بالتأليف " .. قالت غادة بشئ من الإرتباك " لم أفهم ما تقصدينه !! .. وضحي لي اكثر " .. تنهدت سجدة ولم تعرف كيف تقول كلمتها .. تلك الكلمة الكفيلة بالتعبير عن كل شئ .. عن كل ما عجز اللسان عن شرحه .. كلمة واحدة فقط ... قالت بخفوت " أحبه !! " .. لم يصدق تقي تلك الكلمة التي كذب نفسه عندما سمعها .. أما زهراء فكانت تبتسم بخبث وهمست بكل ثقة من كلمتها " عاهرة " .. وفي غرفة أخرى كانت يارا تشاهد ودموعها تتدفق .. وتلك الكلمة التي كانت كالسكين طعنها بقوة وبدون رحمة .. إرتبكت غادة قبل أن تقول بعدم تصديق " تحبينه !! " قالت سجدة من فورها بتردد " هناك .. هناك أشياء في القلب لا تحكي ولا تقال .. أشياء ربما يعجز اللسان عن وصفها " .. قالت غادة بهدوء " بماذا تشعرين ؟؟ .. ما هو الشئ الذي شعرتي به عندما تعرفتي عليه " .. قالت سجدة بتفكير " أمممم .. موت لذيذ !! .. هذا هو الشعور الوحيد الذي شعرت به عندما عرفت مشاعري تجاهه " عدلت غادة من جلستها وهي تقول " هذه الساعة لكي .. حدثيني عن كل ما حدث لكما .. من أول ما خطت قدميك تراب فلسطين حتي وصلتي للبنان " .. تنهدت سجدة بعمق .. فلا قوة لها لتذكر جونيور أكثر .. ستبكي لا محالة إن تذكرت كيف عرفها وكيف إستقبلها وكيف حضنها .. قالت بغصة " عندما وصلت لفلسطين لم أفكر في شئ سوى في المهمة التي جئت من أجلها .. كنت سأقيم في فلسطين أسبوع وأرجع فورا للبنان .. ولكن حدث ما حدث ومنعني من العودة ... بإختصار ما جمعنا هو صدفة !! " .. قالت المذيعة بعد أن طال صمتهما " كيف عرفك ؟ وكيف وجدك ؟؟ وما هذه الصدفة التي جعلتك تقعين في حب إسرائيلي " .. كانت الموسيقي الهادئة والمرعبة في نفس الوقت سببت لها التوتر .. قالت بهدوء وهي ترفع نظراتها الدامعة لغادة " وربما تقودك صدفة لا تبالي بها ... إلى واقع لم تكن لتفكرى به أبدا !! .. لواقع لم تتخيليه !! .. لم ترسميه !! .. لواقع كرهتيه ولكنه واقع !! .. واقع أحبه قلبي وعشقه ولكن كرهه عقلي من أجل مجتمعي !! " .. قالت غادة من فورها وقد أصابها الفضول في معرفة ما حدث بينهما كما أصاب جميع المشاهدين " اختصرى " .. إبتلعت سجدة ريقها وقالت من فورها " حسننا سأختصر " .. أخذت نفسا عميقا وهي تغمض عينيها وتقول في نفسها .. من اجل جونيور من أجله هو فقط سأتكلم من أجل أن أراه مجددا من أجل إبننا .. وضعت يديها علي بطنها التي لم تظهر بعد وقد شعرت بالثقة والأمان قالت بهدوء " عندما رتب لي سيف أمورى في فلسطين .. لم ينتبه أن جارى إسرائيلي .. لأن ذاك الجار لا يشاهد أبدا .. يخرج من تلك الشقة فجرا ويعود ليلا .. رغم أن القدس الشرقية معظم سكانها إسرائيلين .. إلا أن تلك العمارة التي سكنت بها كانت في حي للفلسطنين ما عدا ذاك الجار الذي لا يعلم عن وجوده هناك سوى القليل .. عندما عرفت القوات الإسرائيلية بوجودى تولى جونيور عملية البحث عن جيهان ولم يتوقع أو يخطر بباله أن تلك التي قلب فلسطين عليها هي جارته .. وهي من تسكن بجانبه .. عندما علمت عن بحثهم عني إختبئت في شقتي ولم أخرج منها .. خشيت أن تأكلني تلك الذئاب في الخارج .. هناك من قال بأنه شاهدني في ذاك الحي أكثر من مرة ... لذلك كانت الحراصة مشددة في ذاك الحي " .. يجب أن يعلم الجميع أن جونيور مختلف .. أن جونيور ليس مثلهم إبتلعت ريقها ثم أكملت وقد تهدج صوتها " في أحد الأيام كنت أراقب حركت الجنود في الخارج .. أراقب عبر النافذة .. لم تظهر من تلك النافذة شئ مني سوى عيني .. عيني التي إلتقطت تلك العينين الصقريتين .. إلتقطت ذاك الذئب الذي أخشاه وأخافه .. اغلقت النافذة فورا عندما رأني ... وبعد دقائق سمعت طرقا علي الباب يناديني بأن أفتح الباب .. لم أفتحه ولم أخرج ... وفي اليوم التالي وجدت ورقة سيف ينبهني أنه سيتم مداهمتي في أي لحظة .. كنت سأخرج من العمارة فورا هاربة بحياتي .. ولكني كنت أسمع صوت الجنود يصعدون عتبات تلك السلالم .. في تلك اللحظة لم يكن لي مفر سوى ذاك الجار الذي كنت اجعل هويته .. طرقت ذاك الباب الخشبي بقوة وأنا ارى نفسي مقتوله بأبشع الطرق .. فتح لي الباب لأصدم أن ذاك هو جونيور نفسه .. صدمت ولم أصدق ما أراه .. هو أيضا كان مصدوما ولكنه سرعان ما إستيقض من صدمته وسحبني فورا للداخل وأغلق الباب .. علي صوت دخول الجنود للطبق وضربهم لباب شقتي .. لقد أنقذني من ذاك المصير الأسود .. توقعت أنه سيستغلني ... تخيلته حقير وسافل مثلهم .. توقعته سيسلمني .. ولكنه لم يفعل !! .. بل كان ودود ولطيف جدا .. لم أكن ألتقي به كثيرا لأنه يعود في ساعات متأخرة ويخرج في ساعات باكرة .. لم أتقبله رغم ما فعله .. مازلت أنظر إليه نظرت المحتل لم أعترف بأنه قد إحتل قلبي .. لطالما نفيت ذاك الشعور الذي شعرت به تجاهه .. ولكن فجئة عرفت أن ذاك الشعور لا يجب أن ينتفي .. إننا بحاجه للخلافات احيانناً لمعرفة ما يخفيه الآخرون في قلوبهم قد تجد ما يجعلك في ذهول وقد تجد من تنحني له إحتراماً .. لم أصدق هذه الماقولة الإ عندما فتحت عيني ورأيت سيف ورأيت في نفس اليوم جونيور .. عندما عرفت بخيانت سيف لي وكنت في حاجة شديدة له .. إنتظر خروجي من لبنان وخانني بكل بساطه .. لطالما كان يدعي أنه يحبني وأنه يعشقني .. أما جونيور فقد ضحي بحياته وأخافني عن الجميع وحماني حتي من نفسه .. وقف معي في حاجتي وظروفي راميا بنفسه وحياته .. لو كشف أمره لقتل تخلى عن تلك المكافئة الضخمة التي وضعت لمن يجدني ويسلمني .. وجدني ولم يسلمني .. حفظني في بيته عفيفة شريفة .. لم يتجرئ يوما أن يطلب مني الحرام .. او يلمح لذلك.. لم يستغل بقائي كما توقعت .. عندما علمت بتلك الخيانة كان جونيور بجانبي .. أخذني في حضنه كي أبكي فيه صدمتي ومئساتي .. ثم أخبرني أنه يحبني ويريد الزواج مني .. تفاجئت في البداية لأنه يشعر بنفس المشاعر التي أشعر بها تجاهه ... عرفت وقتها أنه الرجل الذي يستحقني .. الرجل الذي يحبني .. وعرفت أن ليس كل من يطلق عليهم رجال هم رجال... فكلمة الطير تجمع بين الصقر والدجاجه .. " .. ضغطت علي كلماتها الأخيرة بشكل إستفز المقصود بذلك .. ولكن هل له أن ينكر ؟؟ .. نعم لقد خانها فإستغل الأخر الفرصة وخطفها من بين يده .. أكملت قبل أن تتكلم غادة " الحب هو أن تحتاج إلى شخص واحد في كل هذه الدنيا .. مشاعرك مخلوقة لأجله .. فإذا غاب تشعر أن لا أحد لك .. إختفائه يسبب النقص .. هو شخص واحد كفيل بأن يغنيك عن الجميع .. شخص واحد فقط سرقني ليكون نبض سعادتي والإكتفاء به متعة لا يعرفونها الخائنون .. وهذا الشخص هو جونيور هو الشخص الوحيد الذي لم يخونني .. وهو الشخص الوحيد الذي أحبني بصدق وليس لأي مصلحة .. لذلك أنا لن أبرئ نفسي .. أنا أحبه .. وأقولها أمام الجميع .. لا أظن أني أخطئت .. أنا لم أوذي أحدا ولم أخن أحدا .. خانني الجميع إلا هو .. لذلك إخترته ليكون سلطانا لقلبي " ... في تلك اللحظة طال الصمت ثم قالت غادة بصوت هادئ " وماذا عن تقي ؟؟ " ... نظر تقي بتركيز لردة فعل سجدة التي أنزلت رأسها بحزن وإبتسمت بمرارة وتذكرة كل ما فعله بها .. شعرت بقلبها يعتصر قبل أن تقول بمرارة أقرب للبكاء " ألم أخبرك أن الجميع قد خانني !! .. مواقف صغيره بينت لي من انابالنسبه لهم " .. قالت تلك من فورها " لماذا ؟؟ .. أعني في ماذا خانك ؟؟ " .. تنهدت بصوت مسموع مانعة تلك الدموع التي ملئت عينيها من النزول وقالت " تبقى المواقف هي خريف العلاقات ..يتساقط منها المزيفون مثل أوراق الشجر ... وأنا بداء خريفي منذ ان سافرت .. فالأوراق القوية كجونيور لم تسقط .. بينما سقطت كل تلك الأوراق " .. ثم قالت من فورها " ما فعله تقي بي كان الصدمة الكبرى بالنسبة لي .. وجائت تلك الصدمة في وقت أثبت لي ان جونيور ليس كالبشر .. جونيور مختلف عن الجميع " قالت غادة بعد تردد " هل خانك تقي لأنه تبراء منك فور أن علم بزواجك ولم يعلم أسبابك " .. تجاهلت سجدة ذاك السكين وقالت " أتعلمين أن ما فعله تقي جعلني أوقن أن جونيور هو الشقيق والأب والزوج والصديق بالنسبة لي ... ثم أنا لا يهمني أحد ولا أريد التحدث عن تقي وعن غيره " .. عدلت سجدة من جلستها ومسحت تلك الدمعة وهي تنظر إلي الكاميرات بثقة وتقول " أنا جئت لأتحدث .. عن أسدى .. لأتحدث عن صقرى .. لأتحدث عن محارب لم تستطيع أي إمراءة إنجابه .. لأتحدث عن ذاك الرجل الذي أنا محظوظة لأنه زوجي .. ذاك الأسد الذي ضحي بنفسه كي أعود للبنان وليس كالذي إستغل غيابي فخانني أو كالذي تخلي عني من أجل سمعته ونفوذه .. " قالت تلك من فورها " كيف ضحي بنفسه !!! " .. إلتفتت سجدة إليها وإبتسمت ثم قالت " عندما كنا قد دخلنا في حدود لبنان أخيرا .. كان جونيور قد أُصيب في كتفه لأننا تعرضنا للهجوم في حدود فلسطين .. جائنا مجموعة من الرجال قالوا بأنهم تابعون لحزب الله وأنهم سيسجنوني أنا جونيور .. رغم إصابت جونيور البليغة إلا أنه كان قويا ورفض أن أسجدن وهددهم بأنهم لن يروا خيرا إن عاندوه .. ورغم إصابته وضعف حالته الصحية إلا أنهم وافقوا !! .. قال لهم أن ينزلوني أمام منزل تقي..لقد فعلوا ذلك ولكن قبل نزولي أعطوني ورقة وذهبوا بجونيور .. شعرت بالخوف والقلق عليه .. فتحت الورقة فور نزولي .. تفاجئت بالمكتوب فيها .. ليظهر أنهم عصابه وانا لا اعلم إن كانو ينتمون لحزب الله ام لا .. وأنهم مجرد مجرمي حدود ويطالبون بفدية لإخراجه ضخمة جدا لن أستطيع جمعها .. لذلك أنا جئت هنا .. لأوصل صوتي لرجل واحد يستطيع مساعدتي .. أنا متأكدة من أنه إذا سمعني سيأتي فورا للمساعدة .. انا أعرفه ولا أستطيع أن أبوح بإسمه ذلك من أجل حياته .. أنت يا صديق جونيور .. أنت الوحيد وعائلتك الشريفة الوحيدين الذين لم يستطيعوا التخلي عنا .. أرجوك إن كنت تسمعني فتعال للمساعدة .. وهذا ما أنا جئت لأجله !! " كم تتمني أن يكون أحد أبناء السيد فتحي شاهد ذلك يجب أن يشاهدوا ذلك فهم أملها الوحيد في عودت جونيور إليها من جديد .. يجب أن يعود جونيور إليها ؟ .. هل هو حي ؟؟ .. رباه .. أحفظ لها جونيور .. فقط لو عاد لن يفرقهما شئ مهما كان .. قالت غادة بهدوء " سجدة هل شاهدتي هذا ؟ "..وعندها عرض علي الشاشه مشهد جونيور وهو يضرب واحده ويشتمه بلغتهم .. لقد إقتصوا سبب ضرب جونيور لوالده .. وعندما إنتهى قالت غادة " ما هو رأيك حول هذا "ضحكت سجدة بلطف ضحكة أنوثية هادئه وقالت بمرارة " كيف تعرضون مقطع ولا تعرفون سبب ضرب جونيور لوالده !! "هزت غادة رأسها وقالت" هذا الفيديوا عرض قبل أيام علي جميع مواقع التواصل
الإجتماعي ولا احد يعلم السبب .. فلطالما سمعنا عن كره جونيور لوالده دون أن نعرف السبب " .. تنهدت سجدة وأبعدت غرتها عن وجهها وقالت " انا سأخبرك السبب .. جونيور يضرب والده لأنه أحضر له شابه فلسطينيه مسحية وطلب منه أن .. لا أعلم كيف أقولها مباشرتا ولكن أظن أن الأمر واضح .. عندما رفض جونيور ذلك قال له والده بأن هذه الفتاة شقيقته من والدته وإن لم يفعل هو فسيجعل صديقه وجميع من في المعسكر يفعلون .. عندها ضرب جونيور والده ورئيسه وحمل تلك الفتاة وأخذها لعائلتها .. طالبا أن يرى والدته ولكن زوج والدته رفض " .. تفاجئت غادة وجميع المشاهدين من هذه الحقيقة .. والدت ذلك المحتل القاسي فلسطينية !! .. هل التاريخ يعيد نفسه أم ماذا ؟
[ ]
[ ]
[ ]
[ ]
لقد كانت تلك الساعة ساعة الموت بالنسبة لتقي .. كلام سجدة الذي افار دمائه .. تلك الوقحة تتحدث بكل جرائه عن حبها له أكثر من أي شخص .. ولأول مرة يعرف أن سيف قد خانها لم يسمع بذلك إلا اليوم .. ولكن سيف كان يحبها كيف يخونها .. لقد أفارت دمائه بكلامها عليه .. لو كانت أمامه الأن لقتلها ولو لم يتبراء منها لذهب لها وقتلها وقطع لسانها .. وأحرقها .. من كلامها الذي سخطه .. لم يتوقع أنها جريئة هكذا .. وصله صوت زهراء من جانبه " هل ستعطي هذه الوقحة التي فضحتك أمام الجميع المال .. لتخرج ذاك اليهودى المحتل .. لن تكون تقي الذي أعرفه إن فعلت ذلك " .. كان يغلي غضبا ولكنه حول كبته وهو يقول بضيق " وماذا أفعل ؟؟ ليس مالي ! " .. قالت من فورها " ولكنها أهانتك وجعلت كرامتك وكبريائك تحت الأرض يدوسها الناس بهذا اللقاء السافل .. لقد توقعت أن تقول بأن ذاك المحتل أرغمها .. إغتصبها .. أن تتمني غفرانك .. أن تفعل أي شئ لغفرانك .. هذا ما توقعته وليس أن تعترف بحبها لذلك المحتل وتتغنج بشجاعته .. وتقلب هذا اللقاء تعبر فيه عن حبها له وتشكره كأنه قمر يضيئفي السماء " .. وقف من جانبها وقال بضجر " لا أعلم ماذا أفعل !! " .. وقف ومشى بخطوات سريعة إلي المطبخ وأخرج قارورة زجاجية من الثلاجة وإرتشف منها القليل محاولا الغياب قليلا عن الواقع .. لم يشرب الخمر منذ زمن ولكنه الأن بحاجة للتخدر والغياب عن هذا الواقع الأليم .. إرتشف منها ما يقارب نصفها ثم اعادها إلي مكانها قادته قدميه نحو غرفت يارا .. وصله صوت التلفاز لم يكن غائبا تماما عن الوعي لم يشرب الكثير لدرجة ان يغيب عما حوله .. صوت موسيقي قناة الأرض المقدسة مؤكد أنها كانت تشاهد ذاك اللقاء .. فتح الباب فور ان وصل بدون أن يطرق .. الرؤية كانت أقل وضوحا بالنسبة له .. لقد كانت تجلس فوق السرير تضم ركبتيها لحضنها منزله رأسها ويبدوا أنها تبكي شعرها الأشقر منسدل علي ذراعيها العارين .. ترتدى فستانا صيفيا مريح دون أكمام يصل طوله إلي الركبة باللون الأبيض وعليه زهور وردية صغيرة .. لقد عكس علي ساقيها التي كعيدان الشمع .. إجفلت فور ان أحست بوجوده .. رفعت رأسها إليه .. تنظر إليه بعينيها المتسعة كأنها للمرة الأولي التي تراه .. عينيها حمراء وجفنيها منفوخين من أثر الدموع وأنفها محمر ووجنتيها أيضا .. أغلق الباب خلفه بقوة ولم يزح عينيه من عليها وهو يقترب .. فوقفت منسمرة علي السرير .. قال بهدوء وهو يقترب ببطئ فعرفت أنه هدوء ما قبل العاصفة " لماذا تبكين ؟؟ " .. رغم خوفها وإرتعاشها إلا أنها لم تبعد عينيها عنه وقالت من فورها " متي ستعطي سجدة مالها " .. قال ببساطة وهو يرفع نظره إليها وعينيه تحمل الشر وقد وقف أمامها مباشرا وقد لاحظ إرتعاش جسدها " لن أعطيها أي دينار !! " .. كما توقعت إنه يماطل .. لا يريد إعطائها المال .. قالت بغضب " إذا طلقني !! " .. طلقني !! .. تطلب منه بجرائة أن يطلقها .. لقد جنت .. ربما هي غاضبة لكن لن يغفر هذه الكلمة أبدا .. تشبكت أصابعه في شعرها الذهبي وقربها إليه حتي أسقطها علي ركبتيها أمامه علي السرير .. اغمضت عينيها بتألم .. شعرت بأن الدم توقف عن التسرب لرأسها .. ليته يقتلعه ليتوقف هذا الألم .. سحبها أكثر حتي قرب أذنها من وجهه وقال " ماذا قلتي !! " .. لقد كان غاضبا جدا .. من ذاك اللقاء الذي لعب بأعصابه وأفقده صبره إلي الوسواس الخناس زهراء التي كان كلامها يزيده غضبا .. والأن كلمة الطلاق يسمعها للمرة الأولي في حياته .. رغم ولمها وإحمرار جلدة رأسه إلا أنها قالت بهمس متألمة " طلقني " .. في تلك اللحظة رماها علي السرير بقسوة وقال " سأريك معني الطلاق ؟ .. إن كان والدك قد دللكِ فأنا لن أدللكْ كما فعل هو " ... من شدة غضبه وإختلاطه بتأثير الخمر لم يستطع منع نفسه من إيذائها .. لم يرى شيئا ولم يسمع شيئا .. لقد تصالحا كنذ يومين فقط .. وفي تلك اليومين لم يجد الفرصة للبقاء معها زهراء كانت تعترض طريقه في كل مرة .. أما الأن فيجب عليه معاقبتها ومعاقبة شوقه لها
[ ]
[ ]
[ ]
[ ]
كانت زهراء تستمع لصوت صراخها متشمته .. لم تعرف كيف تصف شعورها .. هل هو السعادة ؟؟ .. لا ليس السعادة .. فسعادتها ليست مع تقي المتمسك بها .. سعادتها مع غيره .. بقائها مع تقي هي سعادة والدها وشقيقها .. وليس هي .. تقي لن يخرج من غرفت يارا إلا في الصباح .. هذه فرصتها للإتصال بسليم وإخباره بما حدث .. ركضت لغرفتها وأغلقت الباب وأخرجت هاتفها وإتصلت بحبيبها .. سليم حبها الأول أحبته قبل أن تعرف تقي الدين وقد إنفصلت عن سليم فترة العامين تقريبا .. وفي تلك الفترة عرفت تقي وتزوجت منه محاولة أن تنسي سليم .. فرح والدها بزواجها من تقي لأنه رجل غني ومعروف .. كانت أول سنة من زواجها جميلة مع تقي حتي أنجبت محمد وحياتها مع تقي مثالية .. ولكن فجئة بعد ولادتها لمحمد بشهرين .. عاد الماضي ليلاحقها من جديد .. حاولت أن تقاوم ولكن لم تستطع فقلبها يحب سليم منذ زمن .. إعتذر منها سليم وبدائت علاقتهما من جديد .. حاولت إرغام تقي علي أن يطلقها ولكن لم تستطع .. ففي كل مرة تبتعد عنه زاد حبه لها وحب والدها وشقيقها له .. والدها وشقيقها هم من منعوها من أن تتطلق منه .. ولازالت علاقتها هي وسليم قائمة .. ولذلك هي الأن لا تشعر باي شعور بالغيرة علي تقي .. حتي عندما تزوج لم تهتم كثيرا لأمره بل إهتمت بكلام الناس اكثر منه .. وصلها صوته الرخو عبر الهاتف " زهرائي !! .. ما هذه المفاجئة " .. قالت بإبتسامة خبيثة " جئت بأخبار " وصلها صوت ضحكته الرجولية الخفيفة وهو يقول " حول زوجك الأحمق " .. وسردت عليه ما حدث فقال فور أن إنتهت " إنها فرصتك " قالت من فورها ولم تفهم ماذا يقصد " فرصتي في ماذا ؟؟ " قال من فوره " أن تطلبي منه الطلاق .. أن تخيريه إما أن يكتب بإسمك مال شقيقته أو أن يطلقك .. عندها سيطلقك وأنا سأتزوجك علي الفور .. أنا أعدك هذه المرة .. يستحيل أن نفترق مره أخرى " .. نعم ربما هكذا سيطلقها .. ولكن ماذا عن إبنها وما الفكرة التي سيأخذها عنها ؟ .. ثم والدها وشقيقها سيقتلانها إن فعلت ؟؟ .. ولكنها تحب سليم ؟ .. قالت بشئ من التردد " لا أستطيع !! " قال بخيبة أمل " لماذا ؟؟ " قالت من فورها بحزن " والدي وشقيقي سيقتلونني ولن يزوجوني لك مهما حدث " .. شعر بالغضب والضجر من ذلك .. لقد إنتظرها طويلا لما لا تستطيع قال من فوره بغضب " أنت كاذبة !!! .. أنت تريدين زوجك .. وليس خوفا من والدك أو شقيقك .. أنت جبانة وحمقاء وكاذبة .. لست شجاعة كسجدة شقيقة زوجك .. تزوجت بإسرائيلي رغما عن الجميع .. لأنه تحبه وبصدق وليست مثلك أنت .. أنت مجرد كاذبة تحب المال والسلطة " .. كلامه جرحها وشعرت بالدموع تحرق عينيها من كلامه المسموم .. ولكن ما الحل ؟ .. كيف ستترك تقي ؟؟ .. لن يوافق والدها مهما حدث .. كانت ستتكلم ولكنه سبقها قائلا " لا تتصلي بي مجددا دعيني أمضي في حياتي إن كنت تريدين زوجك فلا داعي لأن أدمر حياتي من أجل إمراءة تلعب بحبلين " قالت من فورها " أنتظر .. " ولكن لم يصلها أي صوت .. أبعدت الهاتف عن أذنها لتجد أن سليم قد أغلق الخط في وجهها !! .. لقد خسرته للمرة الثانية .. إلي متي يا رب وهي تتمناه ولا تستطيع الحصول عليه
[ ]
[ ]
[ ]
[ ]
[ ]
في فلسطين
قد تم القبض علي زبير وسجنه بعد أن أوصل جونيور وسجدة في طريق العودة وجد بوابة عسكرية لم تكن موجوده أمسكوهوهم يشكون أنه هو من هرب سجدة وذاك المجرم جونيور .. وهو مسجون إلي أن يتأكدوا وإن خرج من السجن لن يبقئ في فلسطين بل سيرحل للبنان .. عندما راء السيد فتحي الحلقة أرسل مؤيد ليحجز لجميع العائلة كي يسافر الجميع إلي لبنان .. إن خرج إبنهم سترحل العائلة إلي لبنان في كل من الأحوال .. عاد مؤيد بسرعة فإستغرب فتحي من رجوعه سأله فور ان رأه " لقد عدت باكرا !! " .. قال مؤيد من فوره " تبا لهم !! .. لقد أغلقوا الحدود وأوقفوا الطائرات كي يموت جونيور " قال فتحي من فوره بضيق " لا حول ولا قوة إلا بالله " .. تأفف بغضب .. هل هذا ما ينقص ؟ .. سيموت الرجل إن بقى مؤيد في فلسطين .. قال من فوره بغضب " لعن الله صديقك الخائن .. لقد تسببت للرجل " .. ثم أشار إلي مؤيد وهو يدور في وسط الصالة وصرخ " إن مات فبسببك "
[ ]
[ ]
[ ]
[ ]
كانت سجدة ستخرج أخيرا من القناة .. مطمئنة وسعيدة .. شئ ما يخبرها أن مؤيد سيأتي للمساعدة .. شئ ما يخبرها أن جونيور حبيبها سيعود أخيرا .. خرجت من القناة وكانت سيارت الأجرى تنتظرها ركضت إليها فسمعت صوت يناديها من خلفها .. عرفت هوية صاحبه دون أن تلتفت .. أغمضت عينيها بقوة ثم أخذت نفسا عميقها وفتحتهما وإلتفتت إليه .. فجائها راكضا قالت فور أن وصل " ماذا تريد يا سيف ؟" .. نظر إلي عينيها السوداء الساحرة وقال " هل غفرتي لي الأن ؟؟ " .. إبتسمت في وجهه وظهرت غمازاتها لتعذبه .. لطالما إشتاق لهذه الإبتسامة قالت من فورها " نعم .. أنا أسامحك ولكن هذا لا يعني أني سأعود لك !! .. فأنا الأن أم ! .. ولكن أتمني لك السعادة في حياتك والمضي قدما " .. شعر بغصة في حلقه فلم يتخيل يوما هذه اللحظة .. أن ينفصل عن المراءة التي عشقها .. رغم كل ما قالته عنه في الحلقة إلا أنه لازال يحبها ولا يلومها قال بحزن " هل بإمكانك أن تعديني بشئ !! .. ولا تخافي لن أطلب منك أن تعودى إلي " .. ماذا يريد إذا ؟؟ قالت بتردد " أعد..ك " قال من فوره ولم تفارق عينيه العسلية لؤلؤتيها السوداء " إن إحتجتي أي مساعدة لا تترددي في طلب ذلك مني .. أنا مستعد أن أجازف وأخرج لك زوجك إن لم يأتي ذاك الرجل لمساعدتك .. ولكن بشرط أن لا تنسي أن تدعي لي " .. تفاجئت من طلبه .. وشعرت بالحزن لأجله .. هل هو نادم علي خيانته ؟؟ .. لماذا تدعوا له ؟؟ .. هل أصابه مكروه ؟
.. تجاهلت فضولها وقالت من فورها " اعدك أن لا أتردد في طلب المساعدة منك وأن لا أتوقف عن الدعاء لك " .. كان سيأخذها لحضنه .. ولكنه تذكر !! .. تذكر ما فعله هو وما فعله زوجها .. هو لا يستحقها .. هو ليس كجونيور الإسرائيلي حتي عندما أمروه أن يغتصب إمراءة بدون مال ولا مقابل لم يوافق .. دون أن يعرف انها شقيقته لم يوافق .. لو كان هو مكانه لفعل ذلك دون ان يتردد .. ولكن هذا درس قيّم ولن ينساه ما دام حي .. فما إبتلاه الله به .. زوجه مريضة بالسرطان وإبن سيولد قريبا وسيولد مريض أيضا او ربما ميت .. بلاء كفيل بتوبته وغسل نفسه من تلك الذنوب والمعاصي التي كان يرتكبها .. ربما قد يكره الشخص شيئا وهو خير له .. لقد كره أن يفترق عن سجدة ولكن بزواجها وزواجه المرغم عليه .. تاب .. تاب إلي الله توبه حقيقية .. لو لم تسافر سجدة لما حدث ما حدث ولما تاب عن بنات الليل .. لمحت سجدة الدموع في عيونه فشعرت بالحزن لأجله .. وكأنه يعاني من شئ ما .. ترى ما الذي يخفيه ... لم ترد إحراجه برؤيتها لتلك الدموع فقالت مغادرة " الأن سأذهب !! .. هل تريد شيئا أخر " .. إبتسم لها وعينيه لازالت تتلألأ بالدموع قال بهدوء " لا أريد شئ سوى سعادتك " .. وركبت فورا في السيارة وعينيه تتبعها .. عينيها السوداء ووجنتيها المتوردة .. لم تفارق عينيه السيارة حتي إختفت وعاد إلي الداخل
[ ]
[ ]
[ ]
[ ]
[ ]
في اليوم التالي
إستيقضت يارا وهي تشعر بألم في مفاصلها إلتفتت إلي جانبها بصعوبة فلم تجد تقي .. لقد نام معا بالأمس .. منذ أكثر من أسبوعين لم ينم في سريرها إلا أمس .. تذكرت ما حدث بالأمس .. شعرت بغصت البكاء وذكرى ما حدث ترودها ... لقد إغتصبها لا شئ سيبرر له هذا .. هي لن تسامحه أبدا .. وكأن تلك المشاعر التي تكنها له قد إندثرت.. لقد كان غاضبا جدا درجة أنه كان قاسيا جدا معها علي غير عادته .. ما السبب أكله بسبب حيثهم حول سجدة أم طلبها للطلاق .. إن كان ما اغضبه هو طلبها للطلاق فاليخبط جدران المنزل جميعها .. إن لم يعطي المال لسجدة سترفع فيه قضية خلع .. لا تريد ان يأكل أبنائها مال الحرام .. شعرت بألم في وجهها لمسته فزاد الألم .. جلست بصعوبه تغطي جسدها العارى باللحاف .. نظرت للمرائة المقابلة للسرير .. أجفلت بسبب تلك الكدمة الزراء أسفل خدها بجانب فمها .. نظرت ليديها الشمعينين التي تحولتا إلي كدمات سوداء من أثار أصابعه ..لم يضربها ولكنه كان قاسيا في كل شئ في قبلاته الجوفاء عكس تلك الحنونة والناعمة .. لم يكن طبيعيا .. هل كان مخمورا أم ماذا ؟؟ ... لمساته لم تكن رقيقة كما إعتادت .. هل كان يقصد ذلك أم بسبب الغضب .. في تلك اللحظة فتح الباب ليطل منه رأس تقي .. وعندما رأها مستيقظة دخل وأغلق الباب خلفه تقدم منها بخطوات بطيئة وهو يقول بهدوء " صباح الخير !! " .. لقد كان هادئا أكثر مما يجب عكس ليلة البارحة التي كان فيها ثورا هائجا ... بل دخل مبتسما .. فور أن وصل وقف أمام السرير فقالت بحقد وهي تنظر إليه بكره " أخرج من غرفتي ! " .. قال ببرود دون أن تتحرك منه شعره " لن أخرج ! " .. أخذت الوسادة ورمتها عليه وهي تصرخ والدموع تهطل من عينيها لا شعوريا " أخرج .. أخرج " .. رمته بجميع الوسائد التي بجابها ولم يخرج .. لم يتحرك .. لم ترمش له حتي عين بعد إن إنتهت كانت أنفاسها لاهثة ودموعها تزداد في النزول وهي تدرك حقيقة ما حدث البارحة .. لقد إغتصبها .. لقد كان مخمورا .. لقد أصبحت تكرهه .. لم تعد تحبه .. لم تعد تريده ..لن تبقئ زوجته .. شعرت بثقله علي السرير بجانبها .. غطت جسدها العارى باللحاف .. مدت يدها العارية الصغيرة بدت وكأنها يد قطة بيضاء جميلة .. تضربه وتحاول أن تبعده عن سريرها بشراسة ولكنه لم يتحرك بل أمسك بمعصمها وسحبها إليه وهو يرى علامات أصابعه علي جسدها .. قال بهدوء " أسف لقد كنت غاضبا لدرجة أن لم أتحكم في غضبي " .. صرخت فيه من بين دموعها " بل كنت مخمورا يا تافه .. ياحقير " .. وضع يده علي فمها وقال " أشششش " .. فأطبقت عليها أسنانها .. عضتها بطريقة طفولية جعلته يبعد يده عنها ثم يضحك بعد أن أدرك ما فعلته .. إقترب منها وضمها لحضنه رغم مقاومتها ربت علي شعرها بلطف وهو يقول بطفولية " أنا أااااسف .. أعدك أن ذلك لن يتكرر " .. زادت في صراخها ومحاولتها لإبعاده " طلقنيييييي ... طلقني ... لا أريدك .. إبتعد " .. كان مستمتعا بنوبة غضبها الطفولية .. طلاق لن يطلقها فالتصرخ كما شائت .. كان سيطبع قبلة صغيرة أسفل خدها ولكنه لاحظ الكدمة الزرقاء فشر بالخزى والعار عليه .. كيف له أن يؤذي هذا الملاك الصغير !! .. بعد مقاومة فاشلة درجة أن أنهكت من المقاومة إستسلمت وهدئت .. توقفت عن إبعاده وتركت دموعها تهطل علي وجنتيها ... إحتضنها وأحني رأسه لرقبتها وطبع قبلة علي نحرها وهو يهمس " أنا أسف .. أقبلي إعتذارى " صرخت من فورها وهي تمسح دموعها " لا !!! " .. قال بهدوء " إن سامحتني سأعطي سجدة مالها اليوم .. بل وستعطيه لها أنت .. سأسمح لك بأن تريها وتلتقي بها .. أعدك اليوم ... وإن رفضتي مسامحتي فلا مال لها عندى " ... كانت سترفض .. فهي عازمة علي الطلاق لن تبقئ معه أكثر .. ولكنها فكرة في سجدة وما تعانيه الأن .. علي الأقل إن أخذت مالها ستخرج زوجها ليكون معها وليحميها ويكون بجانبها كما كان طوال فترة بقائها عنده .. وصلها صوته الهادئ " ماذا قالت أميرتي الصغيرة " .. ضربته بمرفقها في بطنه فضحك بينما قالت هي بضيق وهي تمسح دموعها " موافقة .. ولكن إن أخلفت وعدك هذه المرة .. لن يمنعني شئ من أن أرفع فيك قضية خلع لأتطلق منك .. أتفهم " .. قال من فوره بسخريه " أفهم !! " ..
[ ]
[ ]
[ ]
[ ]
توقفت السيارة السوداء نوع Hummer وسيارتين أخرى سوداء خلفها أمام ذاك المطعم الذي تعمل به سجدة .. هذا الوقت هو وقت إنتهاء دوامها .. حسب ما أخبرها تقي نظرت إلي الحقيبة السوداء بين يديها .. أخيرا سترى سجدة .. كم هي متوترة لا تعلم كيف ستستقبلها سجدة .. هل ستسعد لرؤيتها .. من اجلها سامحت تقي علي شئ .. لولا سجدة لما كانت سامحته عليه طوال حياتها .. لقد أمسكها من ذراعها التي تؤلمها .. عرف أن سجدة هي نقطة ضعفها لذلك إستغلها .. ولكن بعد أن تعطي سجدة المال .. لن يستطيع إستغلالها مرة أخرى .. نظرت عبر النافذة لتلمح تلك المراءة .. ترتدى سروال من الجنز وقميص فضفاض بالون الأزرق ووشاح شوفون أسود .. رغم أن هذه المرة الأولي التي ترى فيها سجدة محجبة .. لو لم ترى حلقة الأمس لصعب عليها معرفتها .. قالت للسائق الذي يعتبر حارسها الشخصي " إنها سجدة !! " .. قال من فوره " أتركي الحقيبة وإذهبي لها وأحضريها " .. إنصاعت لأوامره جعلت الحقيبة مستندة علي الكرسي وفتحت الباب وترجلت من السيارة .. كانت سجدة تقف أمام الرصيف ولم تنتبه لتلك السيارات السوداء المرصوفة علي الجهة الأخرى من الرصيف .. تنتظر أن توقف أي سيارة أجرى كي تعود للفندق أخيرا قد إنتهي دوامها .. لوحت يارا لها بيدها وهي تقول " سجدة !! .. سجدة !! " .. ولكن صوت السيارات المارة كان أعلي من صوتها ولكن سجدة سمعت صوتا يناديها وظنت أنها تتوهم .. نظرت سجدة في بهوا الشارع الواسع لترى تلك المراءة الواقفة أمام السيارة السوداء تلوح لها بيدها ثم بدائت بالتقدم منها وهي تركض .. لقد عرفتها وكيف لها أن تنسي توئمها وشقيقتها التي لم تنجبها أمها .. إبتسمت سجدة لها حتي ظهرت أسنانها البيضاء وتلك الغمازات بدت أوضح .. ضحكت يارا أيضا لها وفتحت ذراعيها لها .. ولكن سرعان ما أغلقتها لصوت فرامل لسيارة أوقفها سائها بصعوبة .. كادت أن ترطم يارا توقفت السيارة أمام قدمي يارا وبداء صاحبها بإلقاء الشتائم عليها .. لم تبالي فور أن إلتفتت لسجدة التي جائتها راكضه وقالت " هل أنت بخير ؟؟ .. كادت السيارة ان ترطمك " .. حضنتهاإليها وتبادلا حضننا طويلا وقالت يارا " أنا بخير عندما تكونين أنت بخير " .. نزلت دموع سجدة رغم إبتسامتها .. تذكرت كل تلك الأيام الخوالي التي جمعتهما .. لطالما كانتا شقيقتين ولكن الحياة أرادت أن يفترقا .. بعض الأحزان لا تحتاج حلولا هي فقط تحتاج لكف صديق يربت على كتفك يقول لك أنا أشعر بك .. فيارا تفهمها بدون كلمات وتصدقها بدون أدلة وتنصحها بدون أغراض وتتذكرها بدون مصلحة .. بعد أن إنتهي ذاك العناق تذكرت يارا أنهما في شارع رئيسي فسحبت سجدة من يدها وقادتها إلي السيارة .. سجدة لازالت تبكي فإنصاعت لها دون أن تعرف أين تأخذها ؟ .. توقفتا أمام السيارة السوداء فتحت يارا الباب لسجدة .. تراجعت سجدة وتذكرت امر تقي .. شعرت بها يارا " أنا وحدى هو ليس معي !! " في تلك اللحظة إطمئنت سجدة وركبت .. قال السائق " إلي أين يا سيدة يارا " متجاهلا سجدة التي أجابت بصوت أجش " إلي فندق )....( " وقالت إسم الفندق .. زفر السائق فهو سأل يارا لم يسأل سجدة ولكن سجدة خشيت أن يأخذوها لتقي فهي لا تريد أن تراه حتي وإن كان سيعتذر لها .. قالت يارا للسائق أن يأخذهما حيث ذاك الفندق .. فهي تحتاج أن تبقئ مع سجدة أكثر .. تحتاج أن تسمع حكاويها .. وأن تخبرها إلي ما ألت إليه حياتها .. توقفت السيارة السوداء والسيارة الأخرى التي خلفها أمام ذاك الفندق ترجلت سجدة وتبعتها يارا .. أخذ منها الحارس الشخصي الحقيبة .. فربما تسرق منها خصوصا أنها إمراءة .. فرحت سجدة بوجود يارا معها هذا اليوم علي الأقل ستونس وحدتها .. وصلتا للغرفة مدّ الحارس ليارا الحقيبة ودخلت خلف سجدة بينما وقف الحارس أمام الباب متأففا .. فلم يخبره سيده أن يارا ستبقي مع سجدة .. هو أخبره انها ستعطيها الحقيبة وتعود فورا ..
[ ]
[ ]
[ ]
[ ]
في الليل عادت يارا أخيرا من سجدة بعد ان قضت عندها النهار بأكمله .. أعطتها الحقيبة التي تحوى المال .. سألتها يارا عن زوجها .. فأجابتها أنها ستنظر اسبوع واحد فقط إن لم يأتي مؤيد ليخرجه ستخرجه بنفسها .. كم أن يارا قلقة عليها .. كيف ستسطيع أن تخرج رجلا من عصابة .. ربما أخذوا منها المال وأخذوها هي ايضا .. تحدثتا عن كل شئ أخبرتها سجدة عن ذاك السفر وبالتفصيل وكل ما حدث بينهما .. سراحتا لا تلومها في حبه بل تقف معها فيه .. سألتها سجدة عن حياتها .. تفاجئت عندما أخبرتها يارا بأنها تزوجت تقي وأخبرتها بما جعلها تتزوجه .. إنتبهت سجدة لتلك الكدمة السوداء التي كانت تخفيها بشعرها .. سألتها عن سببها فلم تجب يارا .. فعرفت سجدة فورا السبب .. عرفت أنها هي السبب .. عرفت أن الشجار الذي دار بينهما كان بسببها هي .. أقفلت يارا هاتفها وعصت اوامر تقي للمرة الأولي لتعاقبه علي ما فعله بها .. كان يحاول الإتصال بها وبدون فائدة .. ما أن وصلت كان الوقت متأخرا من الليل .. لقد كانت الساعة الواحدة .. فتحت الباب بهدوء .. كان المنزل مظلما ولا أحد فيه .. يبدوا أنه نائم !! .. هذا أفضل لا يجب أن تراه اليوم .. دخلت بهدوء دون ان تصدر أي صوت خشيت ان ينتبه لها .. وصلت لغرفتها وتنفست الصعداء أخيرا ستنام وترتاح وفي الصباح سيكون في العمل .. لن تراه حتي يهداء .. فتحت باب غرفتها .. كانت مظلمة كما تركتها .. هذا يعني أن لا احد دخلها في غيابها .. أشعلت الأنوار كي تغير ثيابها ولكنها تفاجئت بالذي متمدد فوق السرير واضعا يديه تحت رأسه مغمضا عينيه وقال ببرود " هل عدتي ؟ " .. ماالذي أحضره .. لم تتوقع وجوده .. منذ أن عادت زهراء للمنزل لم ينم معها سوى ليلة الأمس .. الليلة المشؤمة بالنسبة لها .. أين زهراء كيف تركته ينام معها الليلة أيضا ... قالت بسخرية وهي تغلق الباب " لا بل مازلت في الطريق ! .. ماذا ترى ؟ " .. لم يتكلم فتوجهت إلي الدولاب وفتحت أحد أدراجه تفتش عن ثياب منزلية مريحة كي تنام .. المشكلة أن غرفتها لا تحوى غرفت تغير ثياب لذلك ستضطر للذهاب إلي الحمام في وجود هذا !! .. قال تقي بهدوء " لماذا تأخرتي .. ظننتك هربتي معها هذه المرة " .. تنهدت بضيق وقالت وهي تقف وقد أخرجت ثيابا لترتديها " ليتني فعلت " تركته بخطوات سريعة غاضبة وتوجهت إلي الحمام وغيرت ثيابها .. ارتدت منامة ليلة بالون الأخضر الغامق .. سروال يصل طوله إلي منتصف الركبه وقميص بأكمام قصيرة .. سرحت شعرها للخلف وغسلت أسنانها وخرجت .. راقب ملامحها الجميلة وعينيها الخضراء الغاضبة .. الم يقل سابقا أنه أصبح يحب غضبها !! .. لقد توقع ذلك .. توقع أن توافق وتأخذ المال ثم تعود لغضبها من جديد .. لا وفاء بالوعود لديها هذه الطفلة المشاكسة .. عندما رأها هم بالجلوس بتكاسل .. أشاحت بنظرها عنه وهي تجلس علي السرير ثم تنام وتعطيه بظهرها دون أن تنظر إليه وغطت جسدها النحيل باللحاف .. كان ينظر إلي جسدها الصغير بدهشة .. ترى ماذا تنوى ؟؟ .. قال ببرود مصطنع " لماذا تنامين ؟! " قالت من فورها بسخريتها اللاذعه " لأستيقض في الصباح !! .. ماذا برائيك ؟؟ " .. تنهد في داخله محاولا كبت غضبه من سخريتها وقال بذات بروده " علي الأقل أطفئ النور " .. غطت وجهها جيدا باللحاف ثم قالت " ستطفئه أنت عندما تخرج " .. قال من فوره ببلاهه " أين أخرج ؟! " تنهدت بصوت مسموع ثم قاالت وهي تقلب عينيها تحت اللحاف " إلي زهراء !! " .. قال وهو يقف ليطفئ النور " زهراء منهارة ونفسيتها ليست بخير بسبب الحمل ... تريد البقاء وحدها " .. حمل !! .. زهراء حامل !! .. في تلك اللحظة أبعدت اللحاف عن وجهها وقالت بعدم تصديق " حامل !! " أطفئ النور وأشعل أضواء الأباجور الحمراء .. وإلتفت إليها وقال من فوره " نعم .. لازالت في أشهرها الأولي لذلك هي تكره حتي نفسها هذه الفترة " .. أعادت رأسها علي الوسادة ولازالت مصدومة .. زهراء حامل .. ولكن كيف !! .. شعرت بثقله علي السرير بجانبها ثم أخذ جزء من لحافتها كي يتغطي .. فسحبتها منه بأنانية وإلتفت فيها بأكملها .. لن تسمح لرائحته أن تلاحقها في كل شئ .. نظر إليها بصدمة مما فعلته .. كاد ان يضحك علي حركاتها الطفولية .. ولكنه إكتفي بالإبتسام والعودة للنوم وضمها من خصرها خلف اللحاف إليه .. لم تتكلم ولكنه شعر بإرتعاشها فقربها له أكثر كي يغيضها ضمها بقوة إليه .. وإبتسامته تتسع وهو يشعر بها تحاول فك نفسها ولكن لا جدوى .. هي تعلم أنه يريد أغاضتها كي تتكلم ... ولكن هي من ستغيضه بصمتها وليفعل ما يريد .. علي الأقل تفصلهما اللحافه .. توقفت عن مقاومته ونامت بسلام في حضنه
[ ]
[ ]
[ ]
[ ]
بعد أسبوع
تسارعت الأحداث
كانت سجدة تعد الأيام علي اصابعها كل يوم .. تعد الساعات .. رغم معرفتها بأن إسرائيل اغلقت الحدود وأوقفت جميع الرحلات إلي لبنان ولكن كان لديها أمل علي أن يأتي مؤيد في أي لحظة .. ربما سيأتي من الأردن هي تعلم أن مؤيد لن يترك جونيور إذا عرف بما حدث له .. ولكنها لا تعلم عن ظروفه .. ربما إسرائيل عرفت بأن السيد فتحي وأبنائه ساعدوهم علي الهروب .. هي لا تعلم .. وأخيرا جاء اليوم المنتظر .. ولكن منقذها لم يأتي لذلك إضطرت للّجوء إلي المنقذ الإحتياطي .. بعدما وصلتها رسالة تهديديه علي هاتفها بعد تلك الحلقة وبعد خروج يارا من غرفتها مباشرتا .. عرفت فورا انهم المختطفين يريدون المال .. أرسلت الرقم فورا لسيف واخبرته أن يتفاهم معهم حول المال والمكان الذي سيسلمون لها فيه جونيور .. في اليوم التالي إتصل بها سيف وأخبرها أنه سيحضره لها اليوم أخيرا .. بعد طيلت إنتظار .. أخيرا سيعودان معا .. دعت الله ان يحفظه لها .. رباه كيف هو الأن ؟؟ .. هل هو بخير ؟ .. سيف منعها من الذهاب معه وأخذ منها المال وقال بأنه سيحضره لها فورا في الفندق .. المشكلة الرحلة قد تحتاج لأكثر من ست ساعات ذهابا وإيابا .. متي سيأتي .. وكأنها تجلس علي نار .. هل سيكون حي ؟؟ ام ميت ! .. لا تعلم لم تسمع عنه شئ بعد تلك الليلة .. اغلقت باب غرفتها ونزلت عبر السلالم كانت ستتجاوز بوابة الفندق ولكن أوقفها صوت من خلفها " سيدتي !! " .. إلتفتت إليه إنه صاحب الفندق فاكمل " يجب أن تدفي ثمن إقامتك هنا .. فالأسبوع الماضي لم تدفعي حقه بعد " .. راتبها لا يكفي أن تدفع اسبوع دفعة واحدة .. والمال الذي تركه لها جونيور نفد والمال الذي من تقي اعطته لسيف كي يخرج به جونيور .. ولا مال لديها الوقت الحالي قالت من فورها مترجية " سأدفع لك في أقرب وقت .. اعدك فور ان أحصل علي المال سأعطيه لك " قال من فوره بغضب " معك يومين إن لم تدفعي فسأستدعي الشرطة .. لا حل أمامي " .. ودخل لمكتبه في الطابق الأول وتركها واقفة .. ما الحل الأن ؟؟ .. من أين ستحضر المال ؟؟ .. هزت رأسها بلا .. فكل شئ في وقته أجمل .. سيفتح الله عليها من حيث لا تدرى .. اكملت سيرها علي اقدامها حتي وصلت للمطعم الذي تعمل به لتبداء بالعمل لان سيف وجونيور سيتأخران في الطريق .. ترى كيف ستستقبله .. هل تغير .. هل نحف ؟ .. هل عُذب ؟؟ .. هل حالته سيئة ؟ .. هل إشتاق لها ؟؟ .. كيف ستكون ردة فعله إن علم بإبنه ؟ .. أحياناً يصاحبنا شعور غريب تجاه شخص معيّن؛ ونشعر بإستحالة تكرار ذلك الشعور مع غيره، لأننا يستحيل أن نصفه من شدة جماله وكمية السعادة فيه .. أهو الحب ام أنه الشوق
[ ]
[ ]
[ ]
[ ]
خرجت يارا من غرفتها تبحث عن قطعت ثلج لتخفي بها تلك الكدمة الزراء في خدها التي لم تختفي بعد .. لقد مرّ أكثر من اسبوع علي تلك الليلة التي خمر فيها تقي وضربها وإغتصبها .. وتلك الكدمات مازالت أثارها علي جسدها .. توقفت وسط الممر وهي تسمع صوت زهراء الغاضب وهي تصرخ في أحدهم عبر الهاتف " أنا لا أستطيع ! .. لما لا تفهم ذلك " .. سكتت قليلا ثم سمعتها تقول بشئ من الضيق " أسمعني جيدا لا يجب لهذا الجنين أن يعيش أكثر .. يجب أن أجهضه أبحث لي عن طبيب يوافق علي هذا الإجهاض " .. صدمت يارا بما سمعته .. هي تعلم عن خيانت زهراء لتقي منذ ان جائت للعيش معهم .. لقد كانت ترى من نافذة غرفتها كل يوم السيارة الحمراء الصغيرة التي تأخذ زهراء .. لقد كانت تخرج من الباب الخلفي كي لا يراها الحارس ولا يفقدها السائق .. وتركب في تلك السيارة وتذهب ولا تعود إلا قبل عودت تقي بساعة أو ساعتين .. أكثر من مرة رأت تلك السيارة ولكنها لم تتدخل أو تخبر تقي .. فهذا الشئ لا يخصها وربما كانت ظالمة .. ربما هو شقيقها او ما شابه .. لا دخل لها .. ولكنها صدمت في أمر حملها .. لماذا تريد إجهاضه ؟؟ .. هل هو إبن تقي ؟؟ .. يبدوا أنه أبن غير شرعي لذا تريد إجهاضه !! .. هذا ما صدمها وأكد لها شكوكها .. لماذا قد تخون تقي ؟؟ .. تقي يحبها من كل قلبه فلما تخونه !! .. ألم تفكر في محمد الصغير ؟؟ .. وهي من كانت تأكل شرف سجدة بلسانها كل يوم ألا ترى نفسها .. ألم تفكر في ذلك .. ماذا سيقال عنها ؟؟ .. فعلا أن نوائب الدنيا تدور .. فمن يشمت اليوم سيشمت به غدا .. وزهراء من كانت تتحدث بلسان كلسان الأفعي عن سجدة وعن عرضها .. وها هي الأن تعاني من مصيبة اكبر من مصيبت سجدة .. عندما شعرت يارا بهدوء المكان علمت أنها اغلقت الخط فلذلك خرجت .. تفاجئت زهراء بخروجها المفاجئ .. تسألت بينها وبين نفسها .. منذ متي يارا تخرج من غرفتها !! .. ربما هذه المرة الاولي التي تراها تخرج فيها من غرفتها وتقي ليس موجود .. هل سمعت مكالمتها ؟؟ .. أين كانت ؟؟ .. وما اخرجها الأن ؟؟ .. راقبتها وهي تدخل المطبخ .. ثم تخرج بكيس ثلج .. فقالت زهراء بسخرية " ألم تختفي كدماتك .. ام أن تقي قد زادك المزيد " .. توقفت يارا مكانها ولم تنظر إليها .. كانت تحث نفسها علي تجاهلها .. فالكلب ينبح وراء كل من يمر .. واحيانا يكون الصمت هو افضل رد .. ولكنها لم تستطع منع نفسها من النظر إليها والإبتسام وهي تقول " ربما إن علم خيانتك له ستنقلب الراية .. أنت من ستدفسين وأنا من سأراقب .. فتقي كره شقيقته بسبب الخيانة فكيف بزوجته " .. إتسعت عيني زهراء .. رباه هل تعلم بخيانتها ؟؟ .. هل سمعتها ؟ .. يبدوا أنها سمعتها !! .. الأن ستربطها بيدها التي تؤلمها ... بعد ان القت يارا كلمتها تلك .. ذهبت لغرفتها وتركتها تغلي خلفها ... علي زهراء أن تتذوق كلامها قبل ان تنطقه ..
[ ]
[ ]
[ ]
[ ]
وصل أخيرا سيف للمكان الذي سيلتقي فيه مع هذه العصابة .. توقفت السيارة أمام المنزل الكبير الذي يتوسط تلك المزرعة المنعزلة .. راقب المنزل الذي بدى كالمنازل المسكونه .. متهالك بأكمله .. شعر بالخوف للحظة ولكنه سرعان ما تغلب عليه فور أن تذكر لما جاء !! .. جاء ليعيد زوج سجدة إليها .. حتي وإن كان عودته تعني أنه لن يرى سجدة .. ولكن علي الأقل سيرتاح ضميره ... هو السبب .. فور أن علمت بخيانته تلك التي لو عاد به العمر لما فعلها .. في اليوم التالي وصله خبر زواجها من محتل .. وعاقبتها نفاها تقي .. وثم خطف زوجها .. كل هذا بسببه !! .. لذلك إبتلاه الله بإبن مريض .. بإبن من يوم ولادته وهو مريض .. طفل لن يكون كغيره من الأطفل .. طفل سيحلم ويتمني أن تنموا له شعرة واحدة .. لن يلعب مثلهم .. لن يعيش مثلهم .. وكل هذا بسبب نزوات والده .. كيف سينظر سيف لعيني إبنه البريئة والتي تشعره بالذنب والخزى كلما نظر إليها .. كلما نظر إليها تذكر أنه هو سبب ولادته .. هو سبب معاناته .. هو سبب ألمه ... سيتألم منذ طفولته بالعلاج الكميائي.. كيف سيسمع صراخه المتألم .. صراخه الذي يطعن قلبه كالخناجر بدون رحمة .. سيكون ذنبا يحمله علي عاتقه طيلت حياته .. شعر بدمعة تسللت إلي أجفانه رغم عنه وشعوره بالذنب يقطع قلبه ويخنقه .. ذاك الشعور هو ما يثبت أنه لازال علي قيد الحياة .. دعي في سره أن يعينه علي ما إبتلاه فيه .. مسح تلك الدمعه بيده الخشنة وترجل من السيارة وأشار لحارسه أن يتبعه .. فور ان دخلا من بوابت تلك المزرعة حتي ركض إليها حارس يحمل سلاحا في يده .. صوبه عليهما فرفعا يديهما فورا في إستسلام .. سألهما بحدة " من أنتما ؟؟ " .. أجاب سيف بلا مباله وأثر الدموع لازال في عينيه " سيف العريض " بعد أن أخبره أسمه عرفه فقد أخبرهم بقدومه ورئيسهم ينتظره .. أمر الرجل الذي يحمل السلاح وأخرين قد وصلوا إليهم " فتشوهم !! " .. نفذوا الرجلين ما أمرهما وبداء في تلمس أجسادم يبحثون عن سلاح .. وعندما لم يجدوا شيئا أشار الذي يحمل السلاح " إتبعني " .. تبعهما سيف وحارسه .. وتبعهما الرجلين الذين فتشاهما .. دخلا من جهه أخرى ليس من باب المنزل .. كأنه قبوا تحت الأرض مقسم إلي عدت غرف يخبؤن فيها من يختطفونهم .. وصلوا به لغرفة كأنها مكتب ولكنه متهالك وأثاثه قديم بإضائته الحمراء الخافته المرعبة .. كان هناك شخص يجلس علي كرسي خلف طاولة .. رجل أسود بعضلات وجسم يجعلك تهابه يبدو أنه رئيسهم .. ما أن رأهم قال سأله بصوت مخيف و مرتفع " هل أنت سيف العريض ؟؟ " .. قال سيف من فوره بهدوء " نعم " .. قال الأسود من فوره " أين المال ؟ " .. تشجع سيف هذه المرة وهو يقول " أين جون .. جونيور " .. صعب عليه أن ينطق الإسم الذي لم يعتد علي نطقه .. أمر الأسود أحد الرجال الذين كانوا معه " أحضر الإسرائيلي " ... شعر سيف بألإشمئزز لمجرد ذكره أنه إسرائيلي ! .. هو هنا الأن ليخرج إسرائيلي !! .. كم هذا مقرف ! .. بعد دقائق سمع سيف صوت لسلاسل .. فإلتفت خلفه .. رجل ضخم ببنية جسدية مهيبة تضاهي ذاك الأسود ولكن مع إختلاف في اللون .. إنه ضخم وأبيض وبلحية سوداء نامية وشعر أسود يصل إلي رقبته .. عينين سوداء حارقة بنظرات كنظرات الصقر .. لطالما رأه في التلفاز ولكن لم يبدوا مرعبا هكذا كالطبيعة .. أثار التعذيب كانت واضحه علي وجهه .. رائحة الدماء والعرق تفوح منه .. وجهه ملطخ بالدماء ثيابه ممزقة من التعذيب .. أشار الرجل الأسود إليه وقال " هذا هو جونيور الذي تبحث عنه .. أعطني المال لأحل قيوده " .. عندها أشار سيف لحارسه أن يضع الحقيبة التي يحملها علي الطاولة .. وضع الحارس الحقيبة كما أمره .. فأمر الأسود رجاله ان يفكو قيود جونيور .. إنتبه سيف لمكان القيود الأحمر في يديه ورجليه وكأنه لم يفك من عليه إلا الأن .. عندها فتح الأسود الحقيبة وظهرت السعادة علي ملامحه ما أن راء المال وقال بهدوء هذه المرة " بإمكانكم الخروج " .. نظر سيف لجونيور الذي ينظر إليه .. جونيور كان قد راء هذا الرجل ولكنه لا يذكر أين .. وجهه مرّ عليه في حياته .. قال سيف بهدوء " هيا لنخرج .. زوجتك تنتظرك " .. لا ليس شقيق سجدة فهو رأه في التلفاز في ذاك المؤتمر الصحفي عندما تبراء من سجدة امام الجميع .. ليس تقي ولكن من قال جونيور من فوره بعربية فصيحة " من أنت ؟؟ " .. قال سيف بنفس فصاحته وهو يتجاوزه ليخرج " سيف .. خطيب سجدة القديم " .. نظر إليه جونيور بصدمة .. رغم شحوب عينيه إلا أنها كانت توقد نارا ... لم يتكلم جونيور بينما أشار سيف للرجل الذي كان يمسك بجونيور وقال " أتركه سنخرج الأن " .. ما أن تركه الرجل حتي تهاوى جونيور علي الأرض .. رجليه لم تستطع أن تحمله .. أولا إصابت رجله البليغة لم تعالج فقط أخرجوا الرصاصة منه وعذبه درجة أن رجليه عجزت عن الوقوف درجة أنه لم يستطع التحكم في عظامة .. أجفل سيف ما أن رأه يسقط عرف أنه راء الكثير في هذا المكان المخيف .. كان سيساعده علي الوقوف ولكنه تراجع بإشمئزاز وتذكر أنه إسرائيلي وقال لحارسه " تعال وساعده علي الوقوف !! " .. جاء الحارس وبسرعة محاولا ان يوقفه .. نجح في إيقافه وإسناده من كتفه ولف يده حول رقبته حاول أن يمشي به ولكن رجلي جونيور لم تتحرك قال له الحارس بهدوء " هيا ساعدني لنخرج " .. لم يتكلم جونيور بل كان يغمض عينيه كاتما ألمه وهو يحاول أن يحرك رجليه .. عرف سيف أنه يتألم ولن يستطيع التحرك .. إقترب منهما حتي وقف أمام جونيور الذي كان يحاول الإبتعاد عن الحارس والوقوف وحده ولكنه لم يستطع .. كان سيف سينظم لهم ويسنده من الجهة الأخرى ولكنه شعر بالكرة والحقد ينتابه تجاهه .. هل سيسند رجلا إحتل وطنه ؟ .. يسند رجلا قتل أبناء شعبه .. تذكر المجزرة التي كان جونيور شخصيا أحد المسؤلين فيها .. مجزرة جبة الذيب .. تذكر صراخ غزة .. تذكر كل تلك الأخبار التي تعلنها قناته .. كل من مات .. كل الضحايا في الحشود الشعبية .. ولكنه تذكر .. إبنه !! .. وسجدة وحبها لهذا المحتل ... تحرك من مكانه ليقف بجانب جونيور من الجهة الأخرى وينبطح ويلفذ ذراع جونيور رغم رفضه الأخرى حول رأسه .. ليكون جونيور بينه وبين الحارس .. إسرائيليي بين فلسطينيين .. غازى بين مغزيين .. تحركا به وخرجا به خارج ذاك القبوا المظلم إلي أن وصلا إلي النور في الخارج .. كان جونيور مطئطئا برأسه للأسفل بإرهاق أنفاسه لاهثة .. بعد أن راء ضوء الشمس عرف أنه تحرر .. وكأن الهواء يدخل لأول مرة لرئتيه .. رفع رأسه ونظر للشمس وراء خيال صورت سجدة فيها رغم صداعه .. سجدة حبيبته أخيرا سيعود أليها .. طول فترة إختطافه لم ترحل عن ذهنه أبدا .. يفكر بها ليلا ونهارا .. وصلوا إلي السيارة وصله صوت سيف جامدا وهو يفتح له الباب الخلفي " أركب !! " .. بكبرياء جونيور المعتاد رفع رجله رغم تألمه .. فظهرت لسيف تلك الحروق عندما إرتفع السروال عن كاحله فقال سيف من فوره " انتظر !! " .. توقف جونيور وفي تلك اللحظة اشار سيف للحارس كي يساعده .. حملاه بينهما حتي وضعاه علي الكرسي .. ركب الحارس خلف المقود أما سيف فجلس بجانب جونيور من الخلف .. ما أن جلس سمع صوت ببحه رجوليه مميزة رغم إرهاقه " لا تأخذني لها !! " .. قال من فوره غير مصدقا لمن معه " من !! " قال جونيور بهمس مرهق " إن رأتني بهذا الوضع ستقلق .. لا تدعها تراني " .. عرف عن من يتحدث ... من غيرها يملك ذاك القلب الذي يجعلها تقلق علي محتل .. تلك التي تقطع قلبه قطعت قلبه .. قال من فوره بضيق " لا تخف لن اخذك لها " .. سمعه يأوه بألم وهو ينطق بإسمها .. إسمها الذي حفر في قلبه .. حفر في كل ثنايا ذاكرته .. في كل زاوية من حياته كتب عليها إسمها .. فكيف سيمسح هذه الإسم من حياته !! .. تردد في وضع يده علي جبين جونيور .. ولكن أنفاسه لم تكن منتظمة فخشي أن يموت .. وجد جبينه يشتعل نارا فقال من فوره " يبدوا أنك تعاني من حمه !! " .. ثم نظر إلي حارسه وقال " أتصل بالطبيب حسان وقل له أن ينتظرنا في المنزل " ..
[ ]
[ ]
[ ]
[ ]
[ ]
رن هاتفه بينما كان يراجع الأوراق امامه ... أخرجه من جيبه ونظر لشاشته .. زهراء !! .. ماذا تريد ؟ .. غريب ان تتصل به وهو في العمل .. فتح الخط وقال بهدوء " مرحبا زهرتي ؟؟ " مسحت دموعها وقالت بهدوء " مرحبا حبيبي .. كيف حالك ؟؟ " قال من فوره بقلق وقد لاحظ الدموع في نبرة صوتها " بخير !! .. لماذا تبكين ؟ " .. قالت من فورها وقد توترت " من انا لا .. ولكن !! " ثم سكتت ولم تكمل فقال من فوره بقلق " زهراء تكلمي ما بكي ؟؟ .. إتصالك هذا ليس من عادتك !! " تنهدت بعمق وقالت " حسننا سأتكلم .. يارا سقطت وفقدت الوعي ولا نعرف ما هو السبب .. إتصلت فورا بطبيب العائلة وقال أن حالتها سيئة جدا وأنه سينتظر نتيجت التحاليل ليعلم ما بها " .. وقف من فوره بهلع وقال بإنصدام قلق" ماذا ؟؟ " .. قالت من فورها " لقد اخبرتك بما حدث لها .. وإعتني بمحمد فهو إشتاق لك " .. تجاهل كلمها وقال وهو يمشي بخطوات كالركض " أبقي بجانبها .. سأتي حالا .. ركض عبر الممرات حتي وصل إلي المصعد وهو لا يرى شيئا .. كله قلق علي يارا .. ماذا أصابها ؟؟ .. لقد كانت بخير قبل أن يذهب لعمله ؟؟ .. إن أصابها اي مكروه لن يسامح نفسه أبدا .. وصل إلي الطابق الاول وجد السائق أمام الباب الذي صدم ما أن راه لم يتوقع رؤيته .. ركض تقي إلي سيارته وركض السائق خلفه .. ركب تقي أمام المقود فقال السائق بقلق " ماذا حدث سيدى ؟؟ " .. رمي عليه تقي المال دون أن يرى حتي كم اعطاه وقال وهو يشغل المحرك " ستعود في أجرى .. لا وقت لدى " .. وتحرك تقي من فوره .. بسرعة جنونيه وصل للمنزل في اقل من عشر دقائق لم يكن بعيدا جدا عن الشركة وبسرعته هذه تمكن من الوصول في وقت قياسي ... اوقف السيارة بقوة امام المنزل لدجة أن الفرامل أصدرت صوتا مرتفع لتوقف تلك Hammer بتلك السرعة المجنونه .. نزل منها بسرعة وركض إلي غرفت يارا بسرعة وهو ينادى بهلع " يارا !! .. يارا !! " .. فتح الباب دون أن يطرق فتفاجئ بوجودها جالسة علي السرير وتقراء كتابا بسلام .. تفاجئت بدخوله العاصف .. إلتقطت عينيه عينيها الخضراء بنظراتها البريئة فقال من فوره " هل أنت بخير ؟ " قالت من فورها ببرود ولازالت تنظر إليه " نعم !!! .. بخير ؟ " دخل وإقترب منها .. بحث بعينيه عن جهاز التغذية .. عن أثر الإبر .. قال بتشكيك وهو يرفع حاجبه" متأكده !! " .. قالت من فورها " نعم .. لماذا ؟؟ ماذا حدث ؟ " .. خرج من الغرفة وهو يقول بضيق " أين زهراء ؟؟ ! " قالت وهي ترمي الكتاب " لما أنت غاضب ؟ .. لم أتناولها !! " .. عندما خرج و لم يرد وقفت من علي سريرها وضربت الباب خلفه بقوة وغضب .. ما به هذا الأحمق الأن !! .... اما تقي فصعد للطابق الثاني وهو يركض عبر السلالم .. ما مصلحت زهراء فيما قالته ؟ .. ماذا ستكسب إن أقلقته ؟؟ ... فقط غضبه وأن يشتمها بكلام يبكيها لا أكثر !! .. لقد جعلته يترك عملا مهما كي تمزح تلك المزحه الثقيلة .. وصل للغرفة وفتحها كانت فارغة اغلق الباب خلفه وناد غاضبا " زهراء " فتح باب الحمام ولم تكن فيه .. فتح غرفت تغير الثياب فتفاجئ بأن ثيابها ليست موجودة .. خرج فورا من الغرفة وهو ينادى بقلق " زهراء !! " .. دخل لغرفت محمد الغرفة كانت مظلمة سوى من أضواء الأباجور الخافته محمد كان ينام بسلام علي سريره الصغير .. قابضا علي يديه الصغيرتين وجنتيه محمرة من النوم .. لم تكن في غرفته .. عاد لسرير محمد مراقبا برائت إبنه وهو نائم مستمتعا بسماعه لصوت أنفاسه .. كان سيخرج ولكن إلتقطت عينيه ورقة صغيرة مكوية وموضوعة علي الطاولة بجانب السرير .. إلتقطها بفضول وعقله يخبره أنها تحتوى علي شئ ليس جيدا
[ ]
[ ]
[ ]
[ ]
نهاية الفصل
![](https://img.wattpad.com/cover/244447967-288-k765845.jpg)
أنت تقرأ
الأرض المقدسه
Romanceنبذة عن القصة : هذه الرواية قد تثير جدل البعض ونفور البعض .. فكيف لإمراءة فلسطينية تعتز بوطنها ونسبها .وتحبه أن تفعل ذلك ؟؟ .. نحن في زمن مخيف جدا .. نتألم رغم صغر أعمارنا !! .. هذا العالم يجعلني أتسائل ؟؟؟ .. أيهما أفضل ! .. أن تحي كوحش .. أو أن ت...