الخاتمه

24 1 0
                                    

الخاتمة
بعد عشرين عام

نظرت سجدة إلي إبنتها وهي ترتدي فستان الزفاف الأبيض .. وبجانبها إبن خالها وعريسها محمد .. لقد ربت سجدة إبنيها بعيدا عن الماضي .. وتزوجت ملك من محمد أما فارس يدرس في الجامعة في كلية الهندسة .. لم تتزوج سجدة بل بقيت علي إبنيها وربتهما وعلمتهما وحكت لهم عن شجاعة والدهم وعن حياته وكبريائه وشرفه .. وأنه كان لها نعم الزوج وكان الأب المثالي لأبنائها ... تمكنت من إجتياز وفاته بصعوبة .. عندما تذكرت أن مجهاد لا ينام قبل أن يقراء سورة الرحمن .. فعلت مثل ما كان يفعل كي تتمكن من النوم والمضي في حياتها .. هي لن تكذب علي نفسها وتقول أنها قد نسيته .. بل تتذكره كل يوم دون أن يمر عليها يوم وتنساه فيه .. صفقت سجدة وجميع الحضور لمحمد عندما ألبس ملك خاتم الزواج .. شعرت سجدة بالسعادة لو كان جونيور هنا .. ماذا كان سيفعل ؟؟ .. سيكون سعيد جدا بزواج إبنته .. مدللته الصغيره كبرت وتزوجت !! .. مدللته التي أخذ الرصاصة التي كادت أن تصيبها هي ... نظرت سجدة لإحدى الزواية فلمحت ذاك الرجل ببذلته العسكرية يلوح لها ويبتسم بفخر فإبتسمت له وعندها راقبته يخرج من صالت الفندق الضخمة .. لم ينتبه له أحد أو يراه أحد .. لقد إعتدات علي رؤيت خياله في موقفين ..  موقف شديد الحزن كي ينسيها ذاك الحزن فلا يزول حزنها ولا تتوقف دموعها إلا بوجوده ... وفي موقف كهذا شديد السعادة لأن سعادتها لا تأتي إلا برفقته ..
#
#
#
#
#
رغم انها تعالجت نفسيا منذ صغرها إلا أنها لم تستطع نسيان موت والدها أمام عينيها .. لطالما راودها في جميع أحلامها كان يرتدى الأبيض وينظر إليها وهو مبتسم وبفخر .. أغمضت ملك عينيها ثم فتحتهما مانعة تلك الدمعة من النزول .. إبتسمت ملك لجدتها التي تلوح لها من بعيد وهي مبتسمة .. والدت جونيور لقد أسلمت بعد وفات جونيور ولم تقطعهم أبدا وكانت علي تواصل دائم مع أحفادها كذلك زوجها وأبنائها نبذوا الديانة المسيحية وإنضموا للإسلام .. عادت بنظرها لمحمد الذي كان شديد الوسامة بلحيته السوداء وبشرته السمراء وعينيه السوداء الواسعة وتلك النقرة في أسفل ذقنه زادته جمالا
[ ]
[ ]
[ ]
[ ]
[ ]
نظر تقي للمراءة التي تبكي .. تقف بجانبه وتصفق وتمسح دموعهاسألها بقلق " لماذا تبكين ؟؟ " رفعت نظرها إليه وقد عرفته ومسحت دموعها وقالت " ألم تعرفني ؟؟ " .. هز رأسه بلا محاولا تذكرها .. فعرفت هي أنها لم تعد شيئا مهما في حياته .. وأن تلك الشقراء قد سلبت قلبه وأنسته لحبه الأول .. أنزلت رأسها للأسفل وقالت " أنا أم محمد ! " .. لم تقل زهراء خشيت أن يكون قد نسي حتي إسمها .. لذلك قالت أم محمد صدم تقي عندما عرف من تكون !! .. إنها زهراء !! .. لقد نسيها تماما .. أحب يارا بعد رحيل زهراء .. أحبها في أقل من شهر .. لقد كان سعيدا جدا مع يارا .. وإكتشف أن حبه لزهراء لم يكن حبا بل كان نزوه .. وعرف أنه سلك طريق خطئ فعاد وسلك الطريق الصحيح .. نظر لوجهها وعينيها الشاحبتين والهالات السوداء التي تحيط بهما رغم مساحيق التجميل .. إلا إنها لم تستطع ان تخفي إرهاقها وشحوبها وتجاعيدها .. يارا مازالت محافظة علي رونقتها وجمالها رغم تقدم العمر بها .. إلا أنها مازالت جميلة كما كانت ... بفستانها الكرزى الطويل وأكمامه المطرزة .. وتسريحتها الرقيقة ومكياجها البسيط .. لازالت تخطف قلب من يراها كما إعتاد الجميع
[ ]
[ ]
[ ]
[ ]
[ ]
تسارعت الأحداث
ذكريات أنطوت وحياه مضت وأحلام تلاشت وقلب مازال يرفض النسيان .. هذا ما خطر ببال سجدة وهي تقراء كراس كتبات جونيور وأشعاره الذي تقرأه كل سنه في يوم وفاته ... كإحياء لذكرى وفاته .. أما ذكرى حبه فتحييها كل يوم عندما تضع رأسها علي وسادتها كي تنام ... تتدفق الذكريات فورا إليها .. منذ اللحظة الأولي التي رأته فيها .. لم تستطع سجدة أن تخلع خاتم زواجهما من أصبعها ... اما خاتمه هو فصنعت منه قلاده تزين بها نحرها .. ترتديها يوميا .... وسمتها قلادت حبهما .. فلن تخلعها إلا عندما تموت .. لأنه هناك فقط سينتهي حبها له ... " أمي أنظرى ... لقد أصبحت تناسبني " إلتفتت سجدة إلي فارس الذي دخل للتوا .. يرتدى بذلة والده العسكرية السوداء بالقبعة والحذاء العسكرى ايضا ... لقد أصبح نسخة عن والده .. حتي أنه ورث عنه نفس الجسم ونفس الطول رغم صغر سنه .. فهو الأطول بين أصدقائه في الجامعة .. ويبدوا أكبر منهم عمرا ..  وهذا ما ورثه عن والده ... النضج المبكر ... لقد ذكرها بجونيور خصوصا بعد أن إرتدى بذلت والده .. حتي في طباعه كانت كطباع جونيور .. مشيته ضحكته الرجولية الهادئة .. حتي بحت صوت جونيور المميزة .. سمعته يقول " لا ينقصني سوى كلب حراسة لأكون مثله .. أليس كذلك " .... أيعني أن يكون هناك غولد أخر ..  بعد غولد حرمت الكلاب .. كم حزنت لموته ولحاقه بجونيور .. بعد عام واحد  من وفات جونيور مات غولد ... لعام كاملة لم يمل الكلب من إنتظار جونيور الذي لن يأتي .. لم يمل من إنتظاره أمام الباب .. يخرج في الصباح متحمسا ينتظره أمامه البوابة علي أمل أن يعود .. ويعود في الليل خائبا حزيننا ..  إستمر علي هذا الحال  لعام كامل ثم مات ليلحق بصاحبه ... قالت بهدوء " ولكن علي والدك كانت أجمل .. كانت تليق به أكثر منك " ... إقترب منها وهو يبتسم ليجلس بجانبها ويحضنها ويقول " أنا أعلم أن لا أحد يشبه والدي الذي خطف قلبك ومنعك من نسيانه حتي بعد موته ..  عشرين سنه مضت ولم تستطيعي نسيانه ... يبدوا أنه رجل عظيم جدا .. لذلك لزلتي تحبينه ..  " ضمته هي ايضا لحضنها وهي تقول " والدك لا يشبه أحد ... حبي له فاق حب جوليت لروميوا ... وحبه لي فاق حب قيس ليلي .. اتمني أن تشبه والدك في القليل فقط ... لأنوالدك رجل لا ييوجد منه إثنان ... فقط أىيدك أن تشبهه في القليل ... ولكن أن تكون نسخة الأخرة له فهذا مستحيل "
◇ ◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇

إنتهت










هذه الرواية روايتي الأولي .. وهي من صنع الخيال .. ولا تظنو اني احب اليهود .. ففلسطين وطن جميع العرب .. والقضية الفلسطينيه قضيتنا .. وأنا عندما تحدثت عن البطل تحدثت عن بطل مسلم وليس يهودى ... واكررها هذه القصه من وحي خيالي .. اي ان الأشخاص غير موجودين في الواقع ..



أتمني أن تنال القصة إعجابكم .. تهمني أرائكم في التعليقات .. أتقبل منكم النقد والمدح .. وشكرا .. وانتظروني في روايتي الثانيه قريبا ❤

الأرض المقدسه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن