تابع

70 9 3
                                        

بعد قرابت الساعتين من تمثيل النوم والدموع تترقرق من عينيها .. لتسقي بها وسادتها ككل ليلة .. تقلبت وتقلبت محاولة النوم ولكن لم تستطع وصورته تراودها في كل مرة أغمضت فيها عينيها ..ذاك الإرتطام الذي حدث بينهم قبل قليل أحيا مشاعرها التي ظنت أنها ماتت ودفنتها .. شعرت بقربة عندما إلتصقت بصدره العريض .. رائحة عطره تغلغلت في أنفها لتترك شعورا مميزا بالنسبة لها .. رغم كثرة معجبينها إلا أن تقي له تأثير أخر لم تعهده من أي رجل أخر .. وهل هو يشعر بنفس المشاعر تجاهها ؟ ؟ .. هي تعلم الإجابة ولكنها تنكرها أو تخشى الإعتراف بها .. لأن الحقيقة موجعة بالنسبة لقلب عشق وأحب منذ الصغر .. إنها عاجزة عن نسيانه ... لقد أدمنته .. حبه يجرى في عروقها لا شفاء منه .. لقد بنت كل أحلامها عليه .. عاشت علي أن يكون زوجها .. حلمت .. تخيلت .. تمنت .. دعت .. ثم صدمت بالنتائج .. عندما قرر الزواج لدرجة أنها إعترضت أن تحضر الزفاف متحججه بأنها مريضة ولن تستطيع الذهاب .. كي تبقئ هنا وتبكي ألمها وحزنها .. ولكن لم ينتهي ذالك هناك بل تجاوز الأمر حدوده عندما جائت العروس لزيارتها الأولى للشقة .. رغم محاولات يارا الفاشلة في مجاملة زهراء ونسيان تقي الذي أصبح زوجا لغيرها .. إلا أنها لم تستطع كبت حقدها وغيرتها من تلك المراءة وما زاد الأمور سواء هو تدليل تقي لزوجته أمامها لأنه لم يكن يعلم عن مشاعرها تجاهه إلا بعد زواجه .. فلم يكن يقصد جرحها بذالك .. كانت يارا تقاوم وتكابر رغم غيرتها التي بدت تتضح شيئا فشيئا .. فكانت تتجنب أي لقاء بينها وبين تلك المراءة متحججه بحجتها الوحيدة أنها نائمة بغرفتها .. ولكن نظرات الغيرة كانت واضحة في كل مرة واجهت تلك المراءة حتي جاء ذاك اليوم .. الذي جائت فيه زهراء تكاد تطير فرحا ما أن علمت بحملها الأول وكذالك تقي الذي طار من الفرح وهو علي مقابل أن يكون أبا .. عندها يارا لم يستطع لسانها نطق ولا اي كلمة مباركة لهما وإن مجاملة .. مما زاد شك زوجته بمشاعرها .. عندما خرج تقي من الغرفة خرجت زهراء أيضا إلي سجن يارا طرقت الباب مرتان ثم دخلت لتجد تلك غارقة في دموعها وعينيها محمرتان وأنفها من شدة البكاء تبكي بحرقة حالها .. أخر ما كانت تتمناه أن تشهد زهراء .. ضعفها .. كانتا تنظرا لبعضهما نظرات لم تكن مفهومة .. زهراء تنظر لها بكره هذه المرة وشكوكها باتت تتأكد .. ويارا تنظر لها بإحتقار نظره لو كانت النظرات تحرق لحرقتها .. عند سؤال زهراء المستهتر ذاك )ماذا بكي يا يارا تبكين( .. إنفجرت تلك للبوح بكل مشاعرها تجاه تقي بكلام كان جارحا بالنسبة للواقفة .. وعلي نظرات سجدة المصدومة وكذالك تقي الذي لم يغادر الشقة بعد .. لم تستطع يارا أن ترى أحدا وهي تسرد حكاية حبها وعشقها له وكيف سرقته زهراء منها ... بعد أن أفرغت كل ما بجوفها دون أن تترك شيئا إلا وقالته
.. شعرت وكأن شيئا من الحزن والألم الذي تكبته ذاك الثقل العظيم فوق كاهلها قد إنزاح أخيرا .. بعد لحظات قليلة فقط من الصدمة لكل الموجودين بما فيهم يارا التي لم تصدق أنها هي من قالت ذاك الكلام .. عقب تلك اللحظات هجوم غير متوقع من زهراء التي هجمت علي يارا وإنقضت عليها ضاربة لها ودموعها تترقرق علي وجنتيها وكأنها أنهار جارية .. بينما كانت تضرب في يارا التي إستسلمت لها بعد أفرغت كل تلك الأحمال التي تكبتها .. تدخل فورا كل من تقي وسجدة محاولين فك يارا من بين يدى زهراء .. وبعد وقت من المحاولة تمكن أخيرا تقي من سحب زهراء وإبعادها عن يارا ولكن بخصلات شقراء من شعر يارا التي تساقط  بين يديها .. وضعت يارا يدها علي نهاية رأسها وأخر شعرها تحت أذنها اليمني مباشرتا تلك البقعة مختلفة عن باقي جلدة رأسها تلك البقعة التي أصبحت قرعاء بدون شعر .. لأن ما كان فيها هو ما كان بين يدي زهراء .. حاولت يارا كثيرا فيه كي يعود للنمو ولكن بدون فائدة فتلك الفقرة أصبحت علامة تذكرها بتقي في كل مرحلة من حياتها .. وقفت جالسه علي طرف السرير تمسح دمعتها الأخيرة التي إنسدلت علي خدها رفعت خصلاتها الذهبية التي إلتصقت علي وجهها بسبب الدموع .. ووقفت خارجة من سريرها إلي الحمام .. شطفت وجهها بالماء البارد غاسلة دموعها .. محاوله نسيان كل شئ .. نظرت لوجهها في المراء خديها وأنفها المتوردان من أثر الدموع .. عينيها الخضراء ومقلتيها المحمرة .. سألت نفسها أسئلة لا تعرف حتي إجابتها .. لماذا أراك علي كل شئ ؟؟ .. وكأنك في الأرض كل البشر !! .. وكأنه درب بغير إنتهاء ... وكأنها خلقت لهذا السفر .. إذا كنت أهرب منك إليك .. فقل لي بربك أين المفر ؟؟؟ .. ما الشئ الذي يوجد بك ولا يوجد بغيرك !! .. ما الشى الذي يجعلني متمسكة بك حد الجنون !! .. ما هو نوع الجاذبية التي تحملها أنت ولا يحملها غيرك من الرجال ؟؟ .. ألغاز لا توجد لها إجابة في قاموسها .. خرجت من الحمام ليقع نظرها علي ذاك المكان .. أو أمام ذاك الباب الذي إرتطمت به هناك وعلي تلك البقعة تحديدا .. إبتسمت علي أثر ذاك الموقف الذي بات من الذكريات .. ليته يتكرر كل يوم وفي كل زيارة له .. أبعدت نظرها عن تلك البقعة مرغمة نفسها عن تجاهلها والعودة للنوم .. ) يارا شابه عمرها24 عاما تخرجت من الإقتصاد منذ عام فقط .. وهي شديدة الجمال .. لدرجة يعجز الشعراء عن وصفها .. عينين خضروان بلون الزيتون وبشرة صافيه بيضاء عكس عليها خداها الورديان .. بشعر كثيف ذهبي يصل إلي نهاية ظهرها .. بطول وجسم كجسم عارضات الأزياء .. ولكنها حساسة جدا وسريعة الإنفعال والبكاء .. مدللة منذ صغرها وإعتادت علي أن كل ما تطلبه سيكون لها .. وذلك بسبب دلال والديها لها لأنها كانت وحيدتهم .. وبعد موتهم شعرت بفراغ لم تظن يوما أنه سيحدث .. والدتها توفيت قبل والدها وقد أصابها سرطان الثدى أما والدها فقد توفي بعد موت والدتها بأشهر من شدة حزنه عليها .. وتركاها تحت رعاية تقي قريبها الوحيد .. ترك لها والدها أملاك كثيرة التي الأن في يدي تقي لينميها لها .. ولها الأن نصف مبالغ شركة تقي للعطور ) ..
[ ]
[ ]

نهاية الفصل

أتمني أنها تعجبكم

نبي تفااااعل  💙

الأرض المقدسه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن