فصل السادس عشر والأخير
منذ الأمس وسجدة تتصل بسيف الذي لا يرد .. لا تعلم ما به .. لقد تأخروا وتريد أن تعرف منه هل معه جونيور أم لا .. لا يرد وعندما ذهبت إلي مكتبه في القناة اخبرتها السكرتيرا أنه ليس موجود ومنذ الأمس لم يأتي .. لقد شعرت بالقلق لذلك قررت أن تذهب إليه في بيته .. عندما رأت سيارته الرمادية أمام الفيلا شعرت بالإطمئنان ولكن لم يدم عندما فكرت .. لما لم يخبرها بعودته ؟؟ .. هل جونيور به مكروه أو أنه ميت ؟؟ .. شعرت بالدموع تملئ عينيها عند تلك الفكرة لذلك قررت أن تدخل .. تقدمت بخطواتها حتي وصلت لباب المنزل .. ضغطت علي زر الجرس ويديها ترتعش .. لماذا لم يخبرها بعودته ؟ أم أنه لم يذهب أصلا ؟؟ .. لا هو ذهب ولكن يبدوا أن جونيور به مكروه أم أنه ميت .. لا تفسير غير ذلك .. إبتلعت غضتها بصعوبة وهي تسمع صوت أقدام من خلف الباب .. جهزت عينيها الدموع وهي في أنتظار ان تسمع خبر سيئ .. دقائق وفتح الباب .. صدم سيف عندما رأها لم يتوقع مجيئها من الصباح الباكر .. لقد توقع أن يكون حارسه الشخصي .. ولكن لم يتوقع أن تكون سجدة من جائت لبيته .. نظر إلي وجهها الشاحب كأنها لم تنم ليلة الأمس أبدا .. ملامحها شاحبه إلا أن عينيها لازالت ساحرة كما هي .. رغم شحبها إلا أنها لم تفقد جمالها .. عيناها كشوارع القدس جميله .. ألف عدو يتمناها كدولة لإحتلالها .. فإحتلها ذاك الإسرائيلي الذي إعتاد علي الغزو والإحتلال .. توتر عندما نظر إلي عينيها وقال بتوتر "" سجدة يا لها من مفاجئة .. لماذا جئت في هذا الوقت ؟؟ " قالت من فورها بجمود " أين زوجي ؟؟ " .. كان سيتكلم ولكن قرر ان يصمت .. فماذا سيقول لها ؟؟ .. أيقول لها أنه مصاب بحمة شديدة وإصابات بليغة رغم أن الطبيب قال بأنه لن يحتاج لأي عملية بما أن الرصاصة قد أخرجت ولكن ذاك الجرح الكبير الذي في كاحله يحتاج للخياطة وجروح أخرى في ظهره بسبب التعذيب .. وذلك حروق وكدمات تغطي جسده .. أعادت سؤالها والدموع ملئت مقلتيها " أين زوجي ؟؟ " .. لم يستطع أن يحتمل منظر دموعها وعينيها الباكية فقال من فوره " لا تقلقي أنه بخير ! " دفعته عنها وهي تقول " لما لم تخبرني إذا كان كذلك ؟ " .. لم يتكلم بينما دخلت هي وبدائت تنادى وسط الصاله الكبيرة " جونيور .. جونيور !! " .. امسكها سيف من أكتفها وقال " سجدة أنه مريض دعيه يرتاح .. ستريه لاحقا " نفضته بقسوة وهي تقول من بين دموعها " لاااااا .. أريد أن أراه الأن " وعادت لمناداته ودموعها تجرى علي خديها .. لم يعرف كيف يجعلها تهداء المشكلة ان جونيور شبه غائب عن الوعي .. والطبيب قال يجب ان لا تراه لأنها ستزيد وضعه السئ سوءً .. إنها تبكي بحرقة بشوق .. وكأنه ميت !! فإن مات ماذا ستفعل ؟ .. شعر بالغيرة للحظة وهو يراها منهارة علي حبيبها .. ولكنه تذكر أنه لم يجاهد كما جاهد ذاك المحتل .. لما يريد ان ينال قلبها ؟؟! ... يجب أن يحارب ويجاهد حتي يتمكن من تحريره والفوز بحبها .. وهو لم يفعل ذلك .. هو من رماها في طريقه .. لو سافر معها لما عرفته ولا رأته ولكنه خاف علي نفسه ولم يخف عليها .. " جونيووووور " .. كانت صرختها خرجت من أعماق قلبها .. خرجت من بين طياته قلبها .. صوتها كصوت الملهوف المكروب المشغوف .. نحيب من إشتدت فاقته وضعفت قوته وقلت حيلته .. سمع صوت لباب يفتح .. فنظر جهة الغرفة الوحيدة التي فيها شخص يتنفس .. خرج جونيور وهو يترنح مستندا علي الجدار يجر رجله المربوط جرا .. قال بصعوبه بسبب انفاسه من الحمه " سجد .. ة " إلتفتت فورا إلي ذاك الصوت الذي ظن سيف أنها لن تسمعه ... إلتفتت إليه ونظرت إليه بشوق وحنين .. كأنها تتأكد .. لم يعرف سيف كيف يصف عينيها المحاطة بالدموع .. نظرتها السوداء مختلطة .. من الدهشة والصدمة والفرحة وحب أيضا .. نظره كنظرت طفل اخبروه ان والدته ماتت ثم يقولون له بأنها عادت للحياة .. لقد تبادلا جونيور وسجدة نفس النظرة .. أهي نظرات الحب ؟؟ .. ركضت إليه من فورها وتعلقت برقبته .. فضمها إلي حضنه بقوة تلف يديها حول خصره وتبكي في حضنه .. هو أيضا حضنها بقوى مستنشقا رائحتها التي إشتاق لها إنزاح الوشاح عن شعرها فأخذت يده تستمتع بنعومة ذاك الشعر الحريري الأسود وهي تربت عليه .. لم يعرف سيف ما سبب الدمعة الفضولية التي خرجت منه لترى الحبيبين الذين لم يفترقا بعد عن بعضهما .. شعر بشعور غريب .. إبتسامة مجاملة .. كأنه يجاملهم بإبتسامته التي تخفي ورائها غيره لو تركها لغطت الأرض بأكملها .. ما أصعب أن ترى من تحب يقع في حب شخص أخر .. كمن يأكل السم ويتلذذ بطعمه .. نصيب .. نصيييييب .. حاول أن يصبر نفسه بهذه الكلمة ولكن زادت تلك الحرقة في قلبه لذلك قرر أن يدخل إلي مكتبه ويركهم وحدهم كي يأخذوا راحتهم ..
[ ]
[ ]
[ ]
[ ]
[ ]
{ اقسم لك أني أحببتك .. أقسم لك أني سهرت الليالي من اجلك .. أقسم اني عشقتك وجننت بك .. ولكن .. العّيش في صفحات الماضي موت بطيء .. ! .. ان يعود الماضي لملاحفتك من جديد كم هو امر مؤلم جدا .. ان يجعلك في حيرة بين ما أنت فيه الان وما كنت فيه .. فمهما أحببتك وكنت سعيدة معك إلا أن الحب الأول له طعم مختلف .. لقد تركت لك إبننا .. محمد فهو أمانه في رقبتك .. أما إبني الأخر فهو ليس إبنك .. حان الوقت لتعلم الحقيقة .. حان الوقت لتعرف من أكون .. حان الوقت لتكرهني .. حان الوقت لتنسى حبك لي .. لأنني نسيت حبك .. أنا الأن حامل من حبيبي القديم .. أحبتته من قبل أن أعرفك .. كان هو حبي الأول أحبيته بصدق فشاء القدر أن نفترق .. ظننت أن من رحل بنفسه لن يعود صحيح أنني حزنت علي فراقه ولكن عوضني اله بحبي لك .. ولكن لم يكن ذاك الحب الكافي لأن أنسى سليم .. إحببتك وتزوجتك ومرت الأيام وأنجبت محمد .. بعد إنجابي لمحمد بشهور .. عاد سليم لملاحقتي .. وأخبرني أنه نادم علي تركي وانه لم يحب إمراءة كما أحببني .. حاولت أن أُقاوم تأثيره الرجولي علي .. ولكن في النهاية وقعت في حبه للمرة الثانية .. طوال فترت عملك وأنا معه .. نتنزه ونلهو ونضحك .. كانا نقضي وقت رائع معا .. قبل أيام من أن أكتشافي للحمل أخبرني سليم أن أخبرك بعلاقتنا كي تطلقني ويأتي هو ليتزوجني .. ولكن كنت جبانه اكثر مما يجب ولم أستطع فتفرقنا وطلب مني أن لا أتصل به مجددا مدمت أريد البقاء معك .. وعندماإكتشفت الحمل .. عرفت فورا أنه ليس إبنك .. لأن هذا الحمل جاء فترت زواجك وبقائي عند أهلي .. لذلك عرفت أنه ليس منك إنما من حبيبي .. لن استطيع قتل إبني .. ولن أستطيع خدعك بأنه إبنك .. لذلك لا حل سوى أن يمشي كل منا في طريقه .. أنت ربي إبنك الذي تركته لك لأني مطمئنة عليه عندما يكون معك أما أنا فسأربي إبني مع زوجي الذي أحب .... عدني أن لا تحزن .. عدني أنك ستحب يارا .. عدني أن لا تتوقف عن حب النساء من بعدى .. إفعل ما فعلته أنا بك .. رد لي نفس الصفعة .. أنا أحببت سليم ونسيت حبك .. أنت أيضا أحب يارا وأنسى حبي ... وأرجوك أعتني بمحمد وإن سألك عني أخبره بأني ميته حتي يكبر ثم أخبره حقيقة والدته الحقيرة .. حقيقة والدته الزانية .. أخبره أنها خانتك رغم أنك كنت لها نعمَ الزوج .. وأريه هذه الورقة كي يصدقك } .. رمى تقي الورقة بجانبه بعنف التي قرائها للمرة الخامسة لليوم .. كمن يضع ضفدعا علي كرسي ملوك ويبتعد قليلا ليعود ويجده يقفز للمستنقعات .. وهكذا بعض البشَر مهما ترفع من شأنه سيعود للمكان الذي اتى منه ! .. لطالما جلعها ملكة علي عرش قلبه .. فقط أطلبي يا زهراء .. أطلبي حتي عيني .. لتجازية بهذه الخيانة .. فلا حب بعد الخيانة .. هذا ما يعرفه .. شعر بالحزن علي محمد وليس عليها هي .. لم يعرف لما لم يصرخ لما لم يبكي ؟؟ .. شئ ما منعه .. ربما لأنها كذبت عليه طوال هذه السنين وهي تحب غيره .. بل شعر بالتقزز منها .. لقد كان يحب زانية !! .. لم يكن يشعر بشئ سوى الصدمة .. لم يتوقع أن تخونه يوما .. لطالما ظن أنها تحبه أنها تبادله نفس المشاعر .. لقد خدعته تلك الحقيرة .. ولكن كل ما يؤلمه هو .. محمد .. هو الضحية الصغيرة بينهما .. هل هذه هي الصفعة التي تحدثت عنها سجدة .. إنها صفعت القلب !! .. كره سجدة لأنه حكم عليها دون أن يعرف ظروفها .. تذكر صوتها المتهدج وهي تقف من أمامه وتقول ) الأرض دائرية يا أحمق .. والصفعه التي تُهديها اليوم ستعود لك بنفس الحدةِ غداً وربما يُكسبها قانون الدوران قوةً أكبر ( .. صحيح ان الأرض دائرية والصفعة قد عادت إليه بنفس الحدة .. وقانون الدوران أكسبها قوة أكبر .. وهو محمد كيف سيعرف بما فعلته والدته .. كيف سيعيش بدون أم ؟ .. فتح تقي ذراعيه لإبنه الذي ركض إليه ورغم ضيقه إلا أنه إبتسم له وهو يقبله .. لا يجب أن يشعر بضيقه فهو طفل لا ذنب له .. قال محمد بنطقه الضعيف " أين .. ماما ؟؟ " .. لم يعرف تقي بما يجيبه .. أيقول له بأن والدته ماتت .. لن يفهم معني الموت وهو بهذا العمر .. إنتبه تقي ليارا التي جائت إليهما .. فهي لم تترك محمد منذ أن علمت بهروب أمه بل بكت لأجله .. أشار إليها وقال " هذه هي ماما !! .. ماما الأخرى لن تعود " .. نظرت إليه يارا بصدمة بسبب ما قاله ولكنها سرعان ما فتحت ذراعيها لمحمد وإبتسمت له بحنان .. ركض محمد إليها فحملته بين ذراعيها .. مسكين لا دنب له في شئ .. ليطعن في طفولته بهذه الطريقة .. وقف تقي من فوره .. كم نحن غريبين نكره من يحبنا .. ونحب من يكرهنا .. أنسعا للشقاء وإختيار المستحيل !! .. أحساس بشع أن تهبهم كل مساحات الثقة البيضاء وتمنحهم كل الأراضي الخضراء التي بداخلك .. وتضع باقاتك الحمراء عند بابهم .. وتسهر لتقرأ أخبارهم فوق جبين القمر .. ثم تكتشف إنهم وضعوا أسمك في قائمة الأغبياء بلا حدود؟؟؟!!! .. إقترب منهما وعينيه لم تفارق عينيها الطحلوبية .. لماذا لا يغير من حياته ؟؟ .. لماذا لا يخوض معها هذه المغامرة ؟؟ .. أن يزيد من قربه منها أكثر حضن يارا من خصرها وطبع قبله علي خدها وقال " عندي لك مفاجئة ستحبينها !! " ..
أنت تقرأ
الأرض المقدسه
Romanceنبذة عن القصة : هذه الرواية قد تثير جدل البعض ونفور البعض .. فكيف لإمراءة فلسطينية تعتز بوطنها ونسبها .وتحبه أن تفعل ذلك ؟؟ .. نحن في زمن مخيف جدا .. نتألم رغم صغر أعمارنا !! .. هذا العالم يجعلني أتسائل ؟؟؟ .. أيهما أفضل ! .. أن تحي كوحش .. أو أن ت...