اليوم التالي
لقد تأخر اليوم في الإستيقاظ وذلك بسبب منع الإسرائيلين المسجد الملاصق لشقته من الأذان هذه الأيام .. وخصوصا أن عدد الإسرائيلين بدأ يقل في هذه المدينة وزاد عدد الفلسطينين المهجرين من المدن الأخرى .. فكانت البيئة غير ملائمة للإسرائيلين للعيش فيها .. يعتبر جونيور هو الساكن الإسرائيلي الوحيد في هذا الشارع وذلك لوجود هذا المسجد فيه .. كان قد إنتهي من تجهيز إفطار غولد ووضعه في طبقه الخاص علي الأرض وبعد بدء الكلب في الأكل إكتفى هو بقدح القهوة وجلس علي الكرسي وبداء بإرتشافه ونظره لم يفارق كلبه الأسود الضخم والذي وصل طوله لأعلي من ركبته بقليل .. لقد أطعمه اليوم رغم أن الذين يعملون معه حذروهم من إطعام كلابهم قبل أو وقت العمل وذلك كي تهجم علي أي مخالف فلسطيني وبشراهه .. خالف أوامرهم لسببين أولها أنه لن يترك كلبه جائعا قرابة الخمس أو الست ساعات علي الأقل كي ينهي عمله ويرجع به هنا .. وثانيا لأنه أكثر من جرب هجوم هذه الكلاب وقت جوعها عندما كان والده يأمر كلبيه بالهجوم عليه عندما كان صغيرا .. وكأنه ليس إبنه وكأنه فلسطيني كي يمارس عليه تلك العقوبات كان قد تبلل في ثيابه أكثر من مرة في صغره خوفا من هذه الكلاب كان لا ينام الليل بسبب كل تلك الكوابيس وأنيابها التي تقطع لحمه الرطب .. وذاك الألم رغم كل تلك المضادات لسم تلك الكلاب والضمادات علي اثار تلك العضات علي ذراعيه النحيلين ورجليه الصغيرتين .. كان يسمع تلك الكذبة من والده كل مرة علي الأطباء ( هجمت عليه عندما كنت في العمل ) وكل هذا كي لا يحاسب او يوبخه أحد إن لم يوبخه ضميره .. كان يسمع كل تلك الأكاذيب في كل مرة دون أن يتكلم ويدافع عن نفسه بقول الحقيقة .. يكتفي فقط بالإنكماش علي نفسه والصمت التام مكتفيا بذاك الألم الذي لا وصف له .. صحيح أن كلبه عدواني تجاه الفلسطينين ولكن جونيور لن يسمح له بأن يؤذي احدا بتلك الوحشية .. لن يسمح له بان يقترب من طفل أو إمرأة مهما كانت المهمة التي كلف بها .. لذلك هو خالف أوامرهم وأشبعه كي لا يؤذي أحدا .. رفع نظره للهاتف الذي بدأ بالرنين علي طاولة الأكل بجانبه رفعه ونظر لذاك الرقم الغريب وفتح الخط ليأته صوت من في الطرف الأخر قائلا " مرحبا سيدى .. نحن طاقم العمل لمكافحة المزورين ونحن تحت إمرتك سيدى " .. نعم هذه هي البعثة التي حدثه عنها المشير بالأمس .. قال بهدوء وبحت صوته باتت أكثر وضوحا " حسننا مؤكد أخبركم أن العمل سيبدئ من فجر اليوم " .. قال من في الطرف الأخر من فوره " نعم سيدي .. من أين نبدأ ؟؟؟ .. هل نبدأ بالقدس الشرقيه " نظر للأوراق تحته والتي كان يقرأها قبل قليل تخص أسماء المشكوك بهم في تزوير جنسيتهم ومواقع مساكنهم مكتوبه في تلك الورقة قال ببرود " لا .. بل سنبدأ بمنطقة نابلس وسنلتقي هناك الأن " ... قال الأخر من فوره بإحترام شديد " حاضر سيدي " وأغلق الخط من فوره وضع الهاتف علي الطاولة بجابنبه وإنتقل نظره للذي مازال منزلا رأسه ويأكل كل تلك الكمية الكبيرة من الطعام الخاص به والذي سكبه في طبقه .. وقف من فوره وتحرك جهة الحمام الخاص بغرفته قبل أن يراه كي يأخذ حماما ريثما ينهي هو أكله .. وبعد قرابت الربع ساعة خرج وهو يرتدى بذلته العسكرية السوداء وكان ينشف شعره بالمنشبه وهو يمشي بخطوات سريعة جهة المطبخ والذي كان قد أنهي طعامه للتو ونظر له فورا وهو يلعق وجهة من أثار الطعام بلسانه .. أخذ هاتفه ووضعه في جيبه ثم أخذ الكلب من القلادة الحديدية التي يلبسها له وقت العمل فقط .. توجه به إلي الحمام غاسلا بقايا الطعام مع علي وجهه لو رؤها ربما سيدفع غرامة ماليه لأنه أخلف القوانين .. ثم نزل به مسرعا السلالم بعد أغلق الباب والكلب كان مجارى لخطواته السريعة وهو يختصر الدرج في تلك السلالم .. وركب أخيرا تلك الخردة التي يسميها سيارة وتوجه بها تسابق الريح فتلك المنطقة تعتبر بعيدة قليلا عن القدس الشرقيه .. وقد يستغرق الكثير من الوقت حتي يصل .. وسيكون قد تأخر عن عمله وهم من يبحثون عما يربطو به يديه ولكن لن يسمح لهم بالتحكم بمصيرة فما عمل معهم إلا مرغما لأنه لا شهادة لديه ولا أحد سيقبل توضيفه بمرتب مرتفع كهذا إلا هذا العمل الحقير الذي وجد نفسه فيه ..
[ ]
[ ]
[ ]
[ ]
كان المكان مشحونا بالتوتر لكل من الطرفين .. واحد يجلس خلف المكتب الخاص به ينفث نيرانه في الأوراق أمامه ولم يستطع حتي إستعاب ما تحتويه لذلك رماها جانبا يضرب بأصابعه الطاولة أمامه برفق حركة كانت واضحة علي غضبه والنيران التي ينفثهامن عينيه السوداء الحارقة .. بينما الأخر يجلس علي الكرسي المقابل له مشبكا أصابعه في بعض بتوتر .. كان يعلم أن تلك الفكرة فاشلة ولن يتمكن من إقناع هذا الذي امامه بها .. حاول ان يشرح ذالك لسجدة ولكنها لم تفهم .. بل زاد عنادها عليها .. وهو الأن بعد أن إستقبل نوبة الغضب تلك من الجالس أمامه وهو تقي الذي كاد أن يقتله بغضبه لا محالة .. وبعد أن إنتهى من سيل كل تلك الشتائم التي وجهها له حتي لم يجد ما يقوله لذلك أخيرا سكت .. هو لا يلوم تقي بذلك وبأنه سيفعل ما فعله لو كان هو مكانه .. ظن تقي أن تسريع الخطبة هذه من أجل أن يلعبا هذه اللعبة عليه وهو لم يكن ظنّا بل كانت الحقيقة .. إلتفت كليهما للتي فتحت الباب برفق ودخلت منه ترتدى بنلون جنز أسود وقميص قطني أبيض قصير ومعطف يصل طوله لمنتصف فخذتها أسود مفتوح موضحا للقميص الأبيض تحته وحذاء عالي أسود ... تلف شعرها الأسود للخلف بمشبك الشعر .. علا صوت حذائها وهي تقترب من الجالسين .. ما أن وصلت إليهم رفع تقي رأسه إليها وقال بغضب " ما هذا الذي سمعته يا سجدة ؟؟ " نظرت للذي نظرها لها من فوقه .. غهمت نظرته فورا ) إنسي ذالك الأمر ( نظرت فورا جهة تقي الذي كان ينتظر إجابتها فقالت ببرود " صحيح .. أنا أريد الذهاب لفلسطين من أجل العم " لكنه قطعها وهو يقف علي طوله صارخا بوجهها " ماهذا الجنون الذي تفكرين فيه ؟؟ " .. ثم تابع صارا علي أسنانه " يستحيل ذالك انا لن أوافق .. ولن تخرجي من لبنان ولو حتى في حلمك " .. كانت تغلي غضبا في تلك اللحظة ليس لصراخه في وجهها ولا بسبب كلماته الأخيرة بل بسبب الذي يجلس علي كرسيه منزلا رأسه وكأن لا يخصه ونجاح ذاك الأمر لا يخص قناته .. قالت من فورها بغضب " إلي متى وأنت ترفض رأي ؟؟ .. إلي متى وانت تفرض علي كل ما تريد أنت .. وكأن لا رأي لي في حياتي !! .. في نفسي .. هل هذا ما وصاك والدى به .. أن تظهر لي مدى قوتك وجبروتك .. أن تفرض عليا ما لا أريده " .. نظر إليها بصدمة ليس لأنها كانت المرة الأولى التي ترفع صوتها عليه بل بسبب كلماتها الأخيرة .. ولم تكن تقصد السفر بل شئ أخر وهو الطرف الثالث الموجود معهم .. والذي فرض علي حياتها وليس من إرادتها .. أكملت قائلة " لعلمك يا تقي أنا الأن تحت رعاية رجل أخر وهو موافق .. ولن يردع أي شئ قرارى هذا " أخيرا جاء دور الجالس ليتكلم وهو يقول بمجاملة " أنا سأتكلف بكل شى يخصها مصاريفها هناك وتزوير هويتها وجواز السفر حتي تعود .. وسأبعث من يحميها هناك ويطلعني علي كل الأخبار هناك .. ونحن لن نعرض الحلقات إلا بعد عودتها حفاظا علي سلامتها " .. رغم أنه دافع عنها إلا أنه غير موافق بينه وبين نفسه على ذاك السفر وتعريض حياتها للخطر ولكنها حاصرته بتسريع موعد الخطوبه والزواج وإن لم ينجح ذاك السفر هددته بأن ينساها ويخرجها من حياته للأبد وهذا ما لن يسمح به مهما حدث .. نظر لها تقي والنار تشتعل في حدقتيه السوداء التي أصبحت كالجمر وقال محاولا كبت غضبه " وماذا عن الأخرى ؟؟ " .. لم تحتج الكثير من الوقت لمعرفة من المقصودة بكلامه فهي تلك شريكتها في الشقة والتي يتجنب ذكر إسمها علي لسانه كالعادة .. قالت من فورها " يارا قالت بأنها لن تحتاج لشئ وأن ما لديها من مال يكفيها والطعام في الشقة يكفيها أيضا .. وهو عبارة عن أسبوع فقط حتي أكون معها .. فرحلتي لن تستغرق اكثر من اسبوع " .. عاد بنظره لسيف وقال من بين أسنانه " إذا هي مسؤليتك وستخبرني بكل شئ اول بأول .. فأنا لست مطمئن " .. ولا هو مطمئن فكيف له أن يطمئنه ويقنعه عما يعز به عن إقناع نفسه ولولا وجودها اليوم لما كان سيوافق تقي علي ذلك وما كان ليستطيع إقناعه بالموافقة .. هز ذاك رأسه بنعم ووقف وأمسك يد التي كانت تقف بجانبه وقال مغادرا " لنغادر الأن " .. وخرجا من المكتب ليسقط الأخر ثقله بعد أنأغلقا الباب علي كرسيه غرس يديه في شعره بغضب ووضع يده على جبينه متكئا بها علي المكتب وتمتم قائلا " كم هذه الوصاية المتراكمة فوق ظهرى صعبه يا من رحلتم " .. والديه تركا له سجدة و خالته وزوجها ذاك الرجل الحنون تركا له يارا وهي الحمل الأثقل بالنسبة له .. عاد لعمله في أوراقه طاردا التفكير بذاك السفر من رأسه
[ ]
[ ]
[ ]
[ ]
بعد خروجهم من عند مكتب تقي أصر سيف علي أخذها للتزنه في محاولة منه لطرد كل هذا التوتر والجو المشحون والمضطرب بسبب ما حدث قبل قليل .. جلسا في أحد مطاعم بيروت الشهيرة .. فضلا الجلوس علي الطاولات الخارجية عند واجهة المحل المطله علي البحر نسمات الهواء البارد تلاعب وجنتيها وشعرها .. لم تفارق عيني مرافقها لها وهو يراقبها مقابلة له علي الطاولة تنظر بشرود للبحر أمامها وضوء الشمس الذي عكس علي بياض بشرتها الحليبي وحدقدتيها السوداء الواسعة وبياض العين يظهر من تحتهما لإتساع حجميهما وطرفي جفنيها مسحوبان بشكل مميز وملفت للنظر .. أسبلت جفنيها الواسعين في حركة كانت واضحة علي حزنها ولكن لم تزدها إلا جمالا .. العينين الواسعة السوداء والأهداب الكثيفة المغطيه لجفنيها والأنف المدبب الصغير وشفتين رقيقة بشكل مساوى يتناسب مع ذقنها الصغير وتربيعة وجهها المميزة .. أخيرا تمكن من ربطها بعقد به وقد عمل علي ذاك كثيرا حتي يئس من ذلك ولكن أخيرا تحقق ما يريد وبعد عودتها سيكون زواجهما ..وهنا الأمر يكمن في خبرته في النساء وكيف سيكسب قلبها ويجعلها تحبه رغما عنها عندما تصبح زوجته .. كسر ذاك الصمت المميت صوت سيف قائلا بحنان وهو يمد يده علي طولها ناحيت يديها التي تقبضها علي الطاولة " حبيبتي يكفي تعذيبا لنفسك .. فمهما عارض أنا واثق من شقيقك وحبه لك فما كان ليغضب إلا لأنه يحبك ويخاف عليك " لامست أصابعه الخشنه ظهر يديها المقبوضة حتي إبيضت أناملها .. مستمتعا بنعومتها ورقتها .. نعم هذه اليدين الناعمتين له وله وحده .. هو وحده من يستمتع بلمسها .. أبعدت يدها متحججه بإبعاد غرتها عن وجهها بينما نظرها للطاولة تحتها تتجنب النظر جهته .. ثم شغلت نظرها بمن حولها من رواد لهذا المطعم وهي تقول ببرود " ليس هذا ما يؤرقني .. " ساد الصمت للحظة بسبب النادل الذي أوقفه مشيرا له بإصبعه وبعد إبتعاده عاد بالنظر لها مفترسا كل شئ بها بنظراته حتي وصل لرقبتها ونحرهها الأبيض في نظرة كانت متلهقة قال بهدوء عكس النار التي تحرقه " إذا ماهو الشئ الذي يؤرقك ؟؟ ... شاركيني به " تنهدت بعمق وهي تتكئ بمرفقيها علي الطاولة قبل أن تقول " إنها يارا .. فمهما حاولت إيهامي بأنها بخير وسعيدة لن تستطيع ذلك .. أنا أكثر من يعرف يارا إنها كالنسمة حساسة جدا وسريعة التعلق وما تلقته من صدمة من قبل تقي كانت كفيله بموتها .. " ثم سكتت قليلا علي وصول النادل الذي وضع طبقين من كعك الشوكولاته وكوبين من عصير برتقال أمامها ثم تابعت بعد أن إبتعد " يارا ليست نفس تلك اليارا التي كنت اعرفها .. كانت شخصا مفعما بالحياة والسعادة تبعث في نفس كل من يراها أملا في الحياة السعادة .. يارا فقدت نفسها بعد فقدها لوالديها في نفس الفترة تلقت الصدمات بل فقدت ثقتها بنفسها بعد فقدها لتقي الذي كان الضربة الموجعة لها .. مهما حاولت إيهامي بأنها ستكون بخير في غيابي فلن تستطيع .. لأنها ستكون المرة الاولى التي تبيت فيها وفي أي مكان وحدها .. من قبل كانا والدها معها ثم أنا وتقي .. ثم أنا .. ولم تنم في غرفة وحدها طيلت حياتها حتي عندما إنتقلت للعيش معي أنا وتقي كنت أنا ويارا ننام معا في غرفة واحدة حتي الأن لم تفكر إحدانا الإنفصال عن الأخرى ابدا " كان ينظر بإهتمام وهي تتكلم قال بعد صمت " لما لا تنتقل للبقاء في منزل تقي وزوجته حتي عودتك " قالت الأخرى من فورها بضيق " يستحيل ذلك وتقي لم يذكر حتى إسمها علي لسانه منذ أن عرف بمشاعرها تجاهه .. حتى أنه لم يمد لا هو ولا زوجته يديهما لها كمصافحة في أي حفل عابر .. فكيف برأيك ستعيش معهم ؟؟ " .. قال بهدوء متسائلا " ألا أقارب لها غيره ؟؟؟ " هزت رأسها له نافية وقالت " حتى أنها ترفض الزواج من غيره " .. قال بهدوء وهو يأكل اللقمة الأولى له من الكعك الساخن أمامه " معها حق .. أفضل من أن تفني عمرها مع رجل لا تحبه " .. نظرت إليه بإنصدام بينما عاد هو للأكل دون أن يراها .. وكأن كلمته تلك توجهت لقلبها كخنجر دون قصد منه .. كانت قد جعلت قعرا كبيرا في قلبها الذي ينزف .. وما ذنبها هي إن كان قلبها لا يحب ولا يصلح لذلك ؟؟ .. ما ذنبها هي إن كانت لا تشعر بتلك المشاعر تجاه أي شخص ؟؟ ... هي حتى لم تعرف حتى الأن معني الحب !! ... وكيف قد يكون ؟ وما هي علاماته ؟؟ .. لم تجربه كي تعرف مذاقه .. فكيف لها أن تمدح طعاما وتقول بأنه لذيذ وهي لم تتذوقه !! ... بدأت هي الأخرى بتناول طعامها بهدوء .. يقولون ان الحب ان تجد الامان مع من تحبة الحب ... ان تجد الطيور الدفء فى حضن السماء ... الحب حب حقيقى ... الحب يجعل الانسان متفائل بالحياة ... الحب ان تجد الدفء فى حضن من تحبه ... الحب هو حب الروح والنفس ... الحب لم يجعل الانسان يائس من الحياة .. ولكن للأسف هي تعترف في فشلها في إيجاده .. بعد أن أنهيا طعامهما وقف سيف وأخرج بعض المال من محفظته ووضعه علي الطاولة وقال وهو يدس محفظته " هيا نتنزه قليلا علي الشاطئ .. وقفت مغادرة معه .. مد أصابعه الطويلة ليدها وقبضها فوقها .. أجفلت للحظة من ملمس يده وكأنها المرة الأولي التي يمسك يدها فيها .. نظرت إلى وجهه فجأة إلي عينيه العسليه وكأنها تبحث عن الجواب فيهما .. إلتقت نظراتهم للحظة كلما حاول الإقتراب منها شعر بأنها تزداد بعدا عنه .. ولكن قلبه ليس ملكه .. ولا سلطة لأحد عليه .. اشاحت بوجهها عنه وتابعا سيرهما في صمت .. واصلا سيرهما الصامت كل منهما ينظر للجهة المعاكسة علي الأخر والرابط الوحيد بينهما هو اليدين المتشابكتين .. وصوت تلقف الأمواج هو الشى الوحيد المسموع في ذاك المكان الهادئ رغم كثرت الناس حولهم إلا أن هذا الثنائي كان بعيد عنهم كل البعد .. كل منهم هائم في عالمه وهمومه الخاصة .. كسر ذاك الصمت بينهما صوت سجدة محاولة فتح أي موضوع بينهما قائلة بهدوء " الجو جميل جدا اليوم " .. كان سيرد لولا رنين هاتفه الذي أوقفه ودسه في جيبه .. فقالت من فورها " لما لا ترد ربما كان إتصالا مهما " ... هز رأسه بلا وقال "لا لا أظن ذلك " .. وواصلا سيرهما على الجسر بمحاذاة الشاطئ .. عاد الهاتف للرنين مجددا أخرجه مرة أخرى من جيبه وأقفله هذه المرة علي صوت مرافقته " من هذا الذي يتصل بك ؟؟ " .. دسه في جيبه وتوقف أمامها مقابلا لها وعينيه تنظر مباشرة لعينيها .. ممسكا إياها بيديه من أكتافها تلاقت نظراتهم وهو يقول "سجدة هل أنت سعيده معي ؟؟ " .. هل هي حقا سعيدة ؟؟ .. هي مخطوبه من سيف العريض .. الشخص الذي تحلم به اي فتاة .. سيف العريض مالك قناة الأرض المقدسة .. الشاب الوسيم والجذاب والغني .. إبن من عائلة فلسطينيه عريقة .. وفوق هذا كله يحبها .. بل يعشقها ويكاد يجن بعشقها .. هزها من أكتافها برفق وهو يقول " هل تحبينني ؟؟ .. أجيبي " .. أنزلت نظرها للأسفل وهي تهمس بصوت بالكاد وصل لمسامعه " أنا سعيدة معك .. أما حبك .. فأجل الإجابة إلي بعد الزواج " ... كانت نظراته الضائعة تبحث في ملامحها .. وعينيها .. قال بهدوء يعكس النار التي بداخله " متي سنتزوج ؟؟ .. أعني بعد عودتك بأسبوع هل يناسبك ذالك ؟؟ " .. كانت أكتافها تتقطع بين يديه واصابعه الخشنه تلتف حولها .. رفعت نظرها إليه لتلتقي بتلك النظرة الكسيرة في عينيه .. ما ذنبه هو إن كان قلبها لا يعمل ؟؟ .. كم تشفق عليه وتتألم لأجله .. بل وتلعن قلبها في كل مرة رأت تلك النظرة في حدقتيه الذهبية الحزينه لماذا هو يعجز عن حبه ؟؟ .. ولكن هذا قرار لن تتراجع عنه وتسمح لمشاعرها باللعب عليها فالحب مجرد أكذوبه تنقلها الناس بينهم عبر الأجيال .. حتي بات الجميع يؤمن بهذه الأكذوبة التي لعبت بقلوب الملايين ولن تلعب بقلبها فسيف شاب يستحقها وتستحقه هو صديق شقيقها المفضل والمقرب منه ولن يؤذيها ولن تؤذيه ... قالت بهدوء محاولة الجبر بخاطره " نعم إنه مناسب بالنسبة لي " ..نهاية الفصل
[ ]
[ ]
[ ]
[ ]
أنت تقرأ
الأرض المقدسه
عاطفيةنبذة عن القصة : هذه الرواية قد تثير جدل البعض ونفور البعض .. فكيف لإمراءة فلسطينية تعتز بوطنها ونسبها .وتحبه أن تفعل ذلك ؟؟ .. نحن في زمن مخيف جدا .. نتألم رغم صغر أعمارنا !! .. هذا العالم يجعلني أتسائل ؟؟؟ .. أيهما أفضل ! .. أن تحي كوحش .. أو أن ت...