تابع

80 11 4
                                        

نيه وقال بحزم " سنفترق هنا وسنتقابل في وسط جبة الذيب .. كي نكمل عمليات الإعتقال " قال المقابل له بإحترام شديد " ماذا عن الإجتماع سيدي " فإشتدت نبرته الحازمة لتظهر بحة صوته بوضوح قائلا " لن أحظر .. فعملي أهم من ذالك بكثير " قال ذالك بهدوء " ولكن الإجتماع في بيت والدك سيدي .. سيغضب إن لم تحضر " .. قال بنفس نبرته وهو يخرج سجارة من الصندوق الذي دسه في جيبه " إلي الجحيم هو وإجتماعه " قال الأخر بشبه هامس " كما تريد سيدي " .. ليغادر بخطوات واثقة التي لم يعودو يسمعو منها سوى تهشم الأغصان اليابسة تحت وطئته .. وضلين يتبعانه حتي إختفي ... فك العمامة الزرقاء التي كانت تحتضن عنقه ولفها علي رأسه ليكمم بها أنفه وفمه وفكيه .. وبم يبقي من وجهة سوى عينيه السوداء الواسعة بنظراتها الصقرية الحادة
[ ]
[ ]
[ ]
أخذت جهاز التحكم وغيرت علي ذالك الفلم الممل بالنسبة لها .. بالنسبة لواحدة لم تعرف كيف تحب أو كيف تعشق .. أو لم تصدق بالحب إنها تراه أسطورة لا معني لها ولا أهمية فقط الناس تحب أن تبالغ كان الفلم ممل بالنسبة لها .. وضعت علي إحدى قناوات الأخبار ترى أوضاع بلادها التي تقهقرت .. ترى ما حدث مع أبناء بلادها الذين يدفعون بدمائهم ظلما وقهرا .. رفعت الصوت مركزة بكل حواسها وقلبها ينقبض في كل مرة ترى فيها تلك المشاهد البشعة .. ثم عرضوا مقطعا لجونيور جون وهو يلقي توعدا بلغتهم .. لم تعرف إذا كانت عبرية أو فطحلية قالت من بين أسنانه بنبرة حاقدة وكارهه " اللعنه عليك " .. علي صرخات من تجلس بجانبها صارخة بحنق " سجدة .. لماذا غيرتي القناة؟ .. إنه فلم جميل .. أريد أن أكمله .. ماذا بكي " .. وكأن سجدة لم تسمع شئ وهي تراقب الأخبار بنظرات متئلمة .. حزينة ... مقلتيها السوداء الواسعة كانت تحكي قصة من الألم والحزن اللذين لا نهاية لهما علي ما يبدو .. قالت تلك بغضب وهي تقف من مكانها حتي أصبحت أمام سجدة " سجدة هل أنت صماء ؟؟ .. قلت لك غيرى القناة .. الفلم علي وشك أن ينتهي " قالت سجدة ببرود دون أن تنظر لوجهها " ليس الأن فهذا وقت عرض الأخبار .. وأنا لم أحبب ذالك الفلم " .. إستسلمت يارا لعنادها فهي أكثر من تعرف سجدة المشهورة بعنادها منذ  صغرهما .. جلست بجانبها مكتفة يديها إليها بغضب وقالت "هل تحررت فلسطين أم ماذا؟ " لم تتكلم الأخرة وهي تضع إحدى يديها علي خدها واليد الأخرى تمسك جهاز التحكم تراقب بنظراتها الحزينة .. كانت الإنارة مطفئة وضوء التلفاز عكس علي عينيها  السوداء وزاد رموشها إلا كثافة .. تلف شعرها الأسود بإهمال إلي ظهرها سمعت يارا تقول بحنق" .. وما الجديد مثلا .. الأخبار نفسها .. اليهود يمارسون قتل وظلم الفلسطينين كالعادة .. ككل يوم ونحن نسمع نفس الأخبار .. " .. بعد صمت مميت لا يتخلله إلا صوت التلفاز المنخفض .. أخيرا تكلمت الصامته هناك قائلة " هل يملكون قلوب يا يارا ؟؟ ... هل هم يشعرون مثلنا .. أم أن قلوبهم تصلبت وأصبحت كالحجارة .. هل كلهم هكذا؟؟ " ... سؤالها الذي لم تكن يارا تتوقعه منها .. لم تتوقع منها تفكيرا كهذا .. صحيح هل كلهم هكذا ؟؟ .. نظرت يارا للسقف للحظة ثم عادت بنظراتها الخضراء تجاه ضاحية ذاك الوجه الجميل .. والغمازات التي أختفت لنظراتها الحزينة .. قالت بهدوء " لا أظن ذالك .. فأبي حدثني عن شخص  إسرائيلي الجنسية .. تربي في تشتت حسب ما سمعت منذ طفولته وهو متشتت .. لا أعلم من تكون والدته ولكن حد علمي أن والده ووالدته إنفصلا وكان هو العملة التي أصبحت من حق والده .. الذي كره وعذبه وقتل طفولته بقسوة ووحشيه وأهانه وكأنه ليس إبنه إنما عبد عنده خصوصا بعد زواج والده من إمراءة أخرى .. زادت معانات هذا  الطفل " سكتت للحظة وهي تبتلع ريقها محاولة تذكر المزيد عن حياة ذاك الشخص الذي حدثه عنه والدها رحمه الله .. أكملت قائلة " تخيلي أن الإسرائيلين نبذوه .. وأذوه كثيرا .. لدرجة أنه كان يلجئ لمنزلنا القديم محتميا بأبي رحمه الله .. أخبرني أبي أيضا أن الفتي تعلم اللغة العربية وأتقنها كما يتقن لغتهم الفطحلية و العبريه ... كان شديد الحنان عليه .. ربما لأن أبي لم يرزق بأبناء إلا بعد عشرين سنة من زواجه .. لذالك تعلق بذالك الطفل ذو عمر الثمان سنوات .. الذي كان يهرب من قسوة والده وزوجته إليه .. كما أن أبي إستغل ذلك وعلمه اللغة العربية وبعض الأشياء التي تخص ديننا .. كما وعلمه كيف يقراء القراءن ... وعندما حملت أمي بي في فتره كان الإسرائلين يمنعون إنجاب النساء الفلسطينيات في تلك الفتره .. قرر الفرار للبنان حتي أولد وأعيش .. ومن هناك لم يسمع عنه أبي شئ " عاد الصمت للحظة حتي قالت تلك بذهول " أيعقل أنهم يختلفو !! .. وهل علم والده أنه يلجئ إليكم " قالت تلك وهي تهز رأسها نافيه " لا أعلم .. ولكن أبي أخبرني أنه في كل ليلة يسمع صراخ ذاك الطفل الموجع .. وكأن هناك من يعذبه .. ويضربه .. ولا أعلم إن كان والده أم زوجته من يفعل به ذالك .. وكذالك كانو يمنعون عليه الأكل ليومين أو ثلاث .. لذالك كان يلجئ إلي منزلنا لكي يأكل " ... قالت تلك بحزن وهي تتخيل تشتت ذاك الطفل " يهود حتي في أبنائهم .. فمابالك نحن " .. ثم قالت مباشرتا متسائلة " وكم كان عمره عندما سافر والدك وخالتي " قالت تلك وهي تفكر " ربما .... عشر سنوات " ثم عادت لطرح سؤال أخر " وهل هو مسلم الأن ؟؟ " كانت تلك ستجاوب لولا سماعها لباب الشقة ينفتح .. وقد عرفت فورا من الذي جاء لزيارتهم ومن هو غيره الذي يمتلك نسخه لمفاتيح شقتهما .. سمعت صوته الخشن ونبرته الحازمه وهو ينادى " سجدة .. هل أنت نائمة ؟؟ " نظرت الإثنان لوجهي بعضهما .. كانت سجدة تراقب ملامح إبنت خالتها التي تغيرت فجئة وتحولت إلي حزن عميق عينيها الخضراء الفاتحة كانت تحكي كل شئ .. مهما كابرت فلن تستطيع أن تخفي علي سجدة حبها الشديد لشقيقها .. تنهدت سجدة بصمت علي حال إبنت خالتها .. لماذا الحياه باهته هكذا .. لماذا الجميع يائس من حياته بما فيهم هي .. سكنها مزيج غريب من البشر .. أهدافهم متقاربة .. منهم من يحبنا ونحبهم ومنهم من يكرهنا ونكرهم .. ومنهم من عشنا لذكراه وعاش لذكرانا .. لقد سمعت الكثير من قصص الحب .. الحزينة ولكن قصة إبنت خالتها( يارا )وشقيقها( تقي) كانت مختلفه تماما .. راقبت يارا وهي تلم شتات مشاعرها المبعثرة .. لكي تقف وتتجه بخطوات مسرعة نحو غرفتهما .. إلتقيا أمام باب الغرفة .. بتصادم لم يقصده الإثنين .. تقي داخل للغرفة ويارا كانت هاربة منها .. يارا إحمر وجهها فجئة من شدة الخجل بعد ذاك الإرتطام الذي لم تقصده .. بينما همس تقي متمتما بالأسف .. ولكن يارا تحركت فورا نحو الغرفة المقابلة بعد أن دخلت وأغلقت الباب خلفها بقوة .. علي نظرات الواقف أمام باب الغرفة الأخرى الذي كان أذكى من أن يخفي عليه إنكسارها .. ونظراتها التي تخفيها عنه خشيت أن يرى فيهما ذاك الحب الذي تكبته بداخلها منذ زمن .. ولكن ما بيده حيله .. فقلبه ليس ملكه وخصوصا أنه إعتبرها كشقيقه له .. وضمها إلي شقيقته بعد وفات والديها كي تكون تحت حمايته .. ولكن يضع في حسابه أن يارا قد تراه يوما شئ أكبر من شقيق .. لم يراها له إلا شقيقة ولن تتغير نظرته لها إلا شقيقه .. )' تقي الدين ' هو شقيق سجدة وصديق سيف .. بعد أن قتلوا والديهما تقي الدين كان عمره عشرين عاما سجدة ثمان سنوات .. وكان لهم ورث عن أبويهما فقررا الفرار لخالتهما أم يارا رحمها الله التي سكنت في لبنان هي وعائلتها لكي يتمكنو من بناء أنفسهم بعيدا عن الحرب .. بني شركة لإنتاج العطور وعاش يعمل بها هو وزوج خالته اذي وقف معه قلبا وقالبا حتي تخرج وأصبح رجلا .. وبعد وفات والد يارا ووالدتها كان عمره ست وعشرون عاما لذالك إستلم رعاية يارا مع شقيقته .. عمره الأن 30 عاما مواصفاته .. طويل .. بجسم متناسق بعضلات تغطي صدره وأكتافه .. شبيه لسجدة بعينين سوداء واسعة وأهداب كثيفه .. وغمزات كغمازات شقيقته .. بلحيه حالكة متناسقة بشعر ناعم وكثيف يصل إلي منتصف أذنه ممشوط للخلف .. ببشرة حنطيه .. زادته جاذبية .. هو الأن متزوج منذو عام رزق حاليا بطفل عمره ثمان أشهر .. إسمه محمد .. تزوج عن حب من إمراءة كانت تعمل لديه في الشركة أحبها وقرر أن يتزوجها .. وإلي الأن لم يفرط في حبه لها ولا حتي بنظره يلقيها تجاه إمراءة أخرى إلا نظره عابرة لا تعني شيئا .. ولكن المشاكل الأخيرة بين زوجته وشقيقته الوحيدة جعل الأمور تتوتر بالنسبة له .. ) بعد أن أصبحت الغرفه فارغة إلا من الشقيقين .. إتكئ تقي علي الجدار وخلع حذائة الأسود الفاخر .. ثم تقدم وكأن شيئا لم يكن ودخل الغرفة وجلس بجانب شقيقته التي لازالت تتابع الأخبار .. نظر هو الأخر جهة التلفاز فور جلوسه يستمع إلي اخر الأحداث عن المواجهات في فلسطين .. قال بهدوء ونظره علي التلفاز " هل من جديد ؟ " قالت تلك ببساطة دون أن تنظر إليه " لا " .. بعد أن طال الصمت بينهما قالت سجدة بهدوء " ما أخبار محمد ؟ " إبتسم بهدوء وهو يتذكر إبنه الأول الذي بات يشتاق له وقال " بخير .. لم أره منذ الصباح " قالت تلك من فورها ببرود " غريبة زيارتك المفاجئة هذه .. والأن قرابت الواحده " .. عرف أنها تستفسر بطريقة غير مباشرة وكأنها تقول ( كيف وافقت زوجتك علي زيارتك لنا وخصوصا بهذا الوقت المتأخر ) .. قال بهدوء " لقد أخبرت زهراء أني سأتأخر اليوم " .. ذاك يعني أنه جاء من وراء ظهرها ولم تعلم بعد بقدومه إلي هنا لكانت قطعت له رجليه .. هي تعلم ما داء زوجته .. إنها تظن أنه كان بين تقي ويارا علاقة وحب في الماضي وأن سجدة تقف في صف إبنت خالتها وأن بقدوم تقي إلي هنا سجدة تملئ رأسه ضدها .. وتلح عليه بطلاقها والزواج من يارا ... ولكن الأمر عكس ذالك تماما سجدة لن تخرب بيت شقيقها وتعيش إبنه في تشتت .. وأن ما كان بين يارا وتقي لم يكن بالحب المتين أو بالشئ الذي يذكر .. لقد كان حبا من طرف واحد فقط حبا من قلب يارا المنكسر فقط .. تقي لم يبادلها يوما نفس المشاعر وهذا ما يجعل يارا منطوية علي نفسها وحزينة .. قالت بهدوء وهي تراقب شوارع تلك البلاد التي بالكاد تتذكرها " كم أتمني زيارة فلسطين .. ليتني أستطيع ذلك " قال فورا بسخرية " نجوم السماء أقرب لكي من أن تشمي هوائها " نظرت إليه بعدم فهم وقالت ببرود كابته تحته غضبها "لماذا ؟ .. هل من سبب يمنعني من ذالك " قال ببساطة دون أن يكترث لغضبها الذي شعر به " ألا تعلمين أننا ممن حكم عليهم بالعيش خارجها .. ممنوعين من دخولها .. وخصوصا أني صاحب شركة كبيرة مشهورة ايراداتها داعمه للمجاهدين وكل يعرف ذالك " .. فكرت في كلامه للحظة ربما هي تعرض حياتها وحياته للخطر .. ولكنها مصرة علي أن تشم هواء بلادها .. قالت بعد تفكير " ما رأيك أن نزور أوراقنا ونغير أسمائنا .. لكي نتمكن من دخولها " نظر إليها هذه المرة وهو منصدم من كلامها .. قبل لحظات ظن أنها تمزح ولكن الأن إتضح له أنها جادة فيما تقوله .. قال بإنصدام " هل أنت مجنونه ؟!! .. أنت إعلاميه مشهورة وحتي وإن زورت لكي كل حياتك .. فالجميع سيعرفك " ... طال الصمت بينهما للحظة .. ثم قال تقي مغيرا مجرى الحديث " ما أخبار سيف بعد وفات إبن عمه ؟؟ " قالت بلا مبالاه وهي تذكر حديثهما هذا الصباح " بخير .. لقد أخذ علي خاطره بعد وفات إبن عمه " قال متمتما " رحمه الله .. كم أتمني أن يكون من أهل الجنه " .. قالت هي الأخرى هامسة " ليسمع الله منك يا أخي " .. عاد مجددا ليسألها ذاك السؤال الذي جاء من أجله .. فعلاقتها هي وسيف قد أخذت فترة زمنيه طويلة .. وإن كان لا يريد الزواج منها سيقطع له رقبته في أول لقاء بينهم .. قال " ماذا حدث بشأن الخطوبة هل تأجلت " .. توقعت هذا السؤال منه منذ أن سمعت الباب فتح ليدخل هو منه .. فكل ما يرهقه وجود يارا وسجدة في حياته .. وضجيج زوجته حولهما .. يارا رفضت العريس الذي قدمه لها قبل أسبوع .. وترفض كل من يتقدم إليها خصوصا إن كان من طرفه قالت بهدوء " نعم أنا من طلبت تأجيله بعد وفات إبن عمه " كان سيتكلم ولكن ذاك العاجل الذي ظهر فجئه في التلفاز أخرسهما وهما يتلقيان بصدمة خبر تفجير ذاك المسجد وتعذيب جميع المصلين هناك بعد صلاة العشاء مباشرتا .. لقد قمعو وقتلو وإغتصبو وسجنو قرابت نصف سكان تلك القرية .. والأن ماذا تفجير أحد مساجدها .. وكأنهم يريدون مسح تلك القرية عن وجه الكره الأرضية بأكملها .. ما أخرج كل منهما من تلك الصدمة وهم يتخيلون أن سكان تلك القرية قد ماتو بأكملهم .. هو رنين هاتف تقي .. نظر الإثنين جهة الهاتف .. شعر تقي بالجذر وهو ينظر إلي الساعة التي تجاوزة الثانية عشر ليلا وقد راح في حديثه حتي أنه لم ينتبه للوقت الذي تأخر .. فتح الخط وقال بهدوء " نعم حبيبتي " ... "لا فقط كان لدى بعض العمل .. وهاقد أنهيته .. وأنا الأن في الطريق عائد إليك " .. سكت قليلا لكي تتكلم ثم قال بحنيه ورقه "حسننا حبيبتي .. حسننا " .. ووقف فورا خارجا من الغرفة بل الشقة بأكملها .. ثم إلي سيارته بسرعة البرق .. وقفت حينها الجالسة هناك وأطفئت التلفاز وتوجهت لغرفتها وهي ويارا التي كانت تمثل النوم علي سريرها مغطيه وجهها باللحاف بينما هي ليست نائمه بل تبكي شوقها وظمئ قلبها .. دائما وكل ليلة هكذا وكل مرة تراه فيها أو ترى إبنه الذي حلمت ذات يوم أحلاما غبية مثلها أن يكون إبنها .. تبكي بصمت ولكن ذالك لا يخفي علي سجدة .. ولكن سجدة لم تهتم لبكائها يوما رغم أنه يؤلمها ولكن ربما البكاء سيخفف بعض الألم الذي تكبته بداخلها .. كي تنهار حصون تماسكها أمامهم هنا علي وسادتها تبكي ضعفها وذلها .. فكم كسرها إنتظارها لشخص ينتظر شخص ثاني .. للحظة عاد تفكيرها لبلادها التي تتدمر دون أن يتمكن أي شخص من فعل شئ وإيقاف ذاك الدمارالشامل .. كل ما تتمناه هو أن ترى بلادها .. أن تتزوج فيها تربي أبنائها علي حبها .. أن تموت فيها .. أن تدفن في ترابها الطاهر .. إلي متي وهم في الغربة .. إلي متي وهم ممنوعين من رؤيتها .. المشكله أن تقي أوضح لها إعتراضه عن دخول تلك الأراضي ومعه حق في كل ذالك .. فدخول أي واحد منهم لها سيشكل خطر علي الأخرين .. وربما يؤدى لفقدها لتقي طيلت حياتها .. ولكن ما المشكلة لو سافرت وحدها إليها وإن لأسبوع .. بشخصية مجهولة علي الأقل ستتمكن من زيارة أعمامها الذين باتت تخشي أن يأخذهم الموت فجئة دون أن تراهم .. تركتهم شبابا في سفرهم والأن ماذا .. تزوجو وبنو حياتهم في تلك الظروف الصعبة .. ووصلو حتي مرحلة المشيب وهي لم تراهم إلا في الصور .. المشكلة أن تقي وكأن الأمر لا يهمه لم يفكر يوما بزيارتها ولم تراوده كل تلك الأفكار التي تراودها .. ولكن كيف ستقنع تقي بزيارتها لهم .. بعد لحظات من التفكير مر عليها طيف سيف كفكرة مجنونة منها لزيارة تلك البلاد .. والأن كيف ستقنع سيف بالموافقة ... بعد لحظات أو دقائق من دخولها لسريرها أخذها النوم علي حين غرة وغاصت في نوم عميق تاركة كل شئ خلفها للغد
[ ]
[ ]
[ ]
يتبع
....

الأرض المقدسه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن