الفصل السادس
بعد أن خرج من الحمام بعد أن تقيئ وأخرج جميع ما أكله اليوم رغم انه لم يأكل شئ .. لقد أصيب بحمى هذا اليوم ولم يعرف حتي الأن سببها ولم يفكر حتي بالذهاب للطبيب أو أخذ اي دواء لأنه لا يملك المال الكافي لكل هذا .. " ها أنا قادم فقط لا تكسر الباب " .. قالها وهو يخرج من الحمام يحمل منشفه في يده وإتجه نحو باب الشقه ... فور ان وضع يده علي المقبض وأداره حتي اجفل من إندفاع من كان يطرق الباب بسرعة للداخل وأغلق الباب خلفه بسرعة وكأنه كان ينتظر فقط ان يفتح له الباب اغلق الباب لا شعوريا وهو يراقب بنظرة الصدمة ضيفه .. أخر ما كان يتوقعه .. ظن أنه أحد المداهمين اليوم ولم يتوقع أن تكون هي ... رغم انه يشعر بالدوار بسبب تقيئه إلا أن ما يراه لم يعرف ان كان حقيقة أم حلم .. نظر إلي وجهها وملامحها الفاتنة عينان سوداء عميقة واسعة وانف مدبب وحاجبين رقيقين ببشرتها الصافية البيضاء شعرها الأسود الحالك الحريري الذي لا تظهر منه سوى مقدمته بسبب الشال الذي تلفه بإهمال ثم إنتقل إلي جسدها الضئيل بالنسبة له .. هل هذا حقيقة ؟؟ ام أنه يهلوس!! .. أم أن هذه إحدى حلقات برنامجها التي كان يتابعها .. بل ليست كأي حلقة .. لقد بدت أكثر جمالا عن قرب أو علي الواقع .. إتسعت عينيها من هول الصدمة وهي تدرك في عرين أي أسد هذا قد دخلت .. ملامحه الواجمه شعره الأسود عينيه السوداء ذقنه المربع واللحية الخفيفة التي تطوقه طوله الفارع جسده .. عضلاته التي رأتها عن قرب .. كان يرتدى قميص داخلي وبنطلونه العسكرى والحزام الذي كان يثبت القميص الداخلي الأسود في السروال والمنشفه يرميها علي كتفه العارية .. لا شى يغطي عضلاته ولا حتي قميص واحد .. بشرته البيضاء والشعر الذي يغطي مرفقيه عروقه الخضراء التي بدت أكثر وضوحا علي معصميه .. تبادلا نظرة طويلة بينهما وكل منهما هائم في أفكاره .. هل يسلمها الأن أم ماذا يفعل ؟؟ .. وهل تنتحر الان ام تجعله يقتلها هو ؟؟ لانها يئست أن تنعم بالحياة وهي في وسط عرين عدوها .. خرج كلاهما من صدمته عند سماع الإثنين صوت الكلب الذي نبح غاضبا وركض نحو سجدة ( وذلك لأن الكلب مدرب علي مهاجمة الفلسطينين لذلك هجم علي سجدة فور أن إشتم رائحتها ) .. كانت ستصرخ لولا اليد التي أغلقت على فمها واليد الأخرى التي رفعتها فور وصول الكلب إليها ومحاولته للإنقضاض عليها وعضها .. شعرت بأن جسدها تنمل فور ان حملها بيد واحده وكأنها ريشه في يده شعرت بإنقطاع انفاسها بسبب يده الخشنه التي غطي بها فمها وصوته وهو يهمس في اذنها وأنفاسه تدغدغ اذنها صوته الهادئ الذي أخرسها قائلا " أشششش لا تصرخي .. ولا داعي للخوف انت الأن في امان " شعرت بجسدها يرتخي فجأة علي همسه ماعدا قلبها الذي زادت ضرباته .. لم تعرف كيف تصف تأثير كلماته المطمئنة لها .. لم تعرف ما الشئ الذي جعلها تصدقه وتثق به في تلك اللحظة وهو من كان يبحث عنها ليقتلها ليس ليحميها .. وقف الكلب أمامهما وبدأ بالنباح عليها بينما تشبثت هي بحضنه اكثر ودست وجهها في صدره وأنياب ذاك الكلب تراودها في كل حين مما جعل دموعها تنهمر لتبلل صدره.. لم يبعدها عن حضنه بل زاد من حضنه لها فهي تحتاج من يطمئنها ويشعرها بأنها بأمان الذي فقدته فور ان تركت لبنان بعد كل ما مرت به هي فقط ينقصها بعض الأمان ... إنحني إلي الكلب ببطئ وذلك لكي لا تشعر من هي في حضنه وترتعب ... ربت بيده علي رأس كلبه الذي إزداد شراسة محولا الوصل لسجدة في كل مرة كان يبعده جونيور بيده عنها لم يسمح له بالوصول إليها قال بهدوء " غولد اهدأ .. غولد " ... ولكن ذلك لم ينفع مع كلبه الشرس .. لو لم يصمت الأن سينكشف أمرهما .. وإزداد نباحه سيفضحهما .. ربت علي رأسه بهدوء وقال بصبر " أهداء .. هيا انت كلب مطيع " زاد في تربيته وإستطاع تهدئته شيئا فشيئا ليتحول ذاك النباح إلي زمجرة متوعدة .. أما سجدة لم تبتعد عنه ليس بسبب ذراعه التي تمنعها إنما بسبب تلك الدموع الحارة التي تخفيها في حضنه تشبثت بحضنه أكثر وإزدادت دموعها في النزول .. دموع لم تعرف سببها .. دموع الخوف أم دموع الحزن أم دموع الحسرة .. أم أنها دموع الوحدة .. أم أنها لم تحضي بهذا الحضن من قبل وهذا ما كانت تبحث عنه .. بعد ان شعر بتلك الدموع تلذع جسده جلس بها متربعا .. أبعد وجهها عن صدره وحضنه بكفيه ينظر إلي ملامحها الوسيمة والدموع التي تغطي وجنتيها قال بخفوت " أشششش .. لماذا البكاء أنت الأن بخير .. لا تخافي انا لن أسلمك .. " بينما كانت تنظر إليه هي بذهول من بين دموعها .. لقد كانت عينيه مليئة بحنان لم تره يوما .. حنان وحب صادق وليس كالتي تراها في أعين الناس عادة .. فلم تتوقع ان تكون ردة فعل هذا الرجل ستكون هكذا .. هو الآمر والمسؤل عن البحث عنها بحث عنها في جميع مدن فلسطين .. بحث عنها لثلاث اسابيع كاملة .. لم تتوقع أن تكون ردة فعله هكذا وخصوصا أنها هي من جائت إليه في شقته .. لم تنتبه له وهو يحملها حتي وجدت نفسها علي السرير .. عندما وضعها برفق غطاها بالحاف وقال بهدوء مطمئنا لها " الأن يجب أن ترتاحي قليلا .. يبدوا انك متعبه " .. لقد بدت كالطفلة .. أم أنه عاملها علي أنها طفلته وهو والدها !! .. إلتفت إلي الكلب الذي تبعهما ونظراته الحاقدة لم تفارق سجده بعد .. امسكه من قلادته وقال " والان أنت لي معك عقاب من نوع ثاني .. " .. وذهب به خارجا من الغرفة وأطفى الضوء الذي كان مشعلا قبل دخولها للشقه وأغلق الباب خلفه لتصبح الغرفة اكثر هدوءاً وظلاما .. رغم إرهاق سجدة إلا انها إبتسمت من بين دموعها .. ياله من رجل غريب يتحدث مع الكلب وكأنه بشري يفهم .. بل يعامله معاملة لن يعاملها حتي البشر لبعضهم .. وعاملها هي أيضا بلطف لم تحضى به في حياتها يبدوا أنه رجل ذواق وراقي .. اما هو فخرج إلي الصالة اخذ الكلب وربطه جيدا كي لا يهجم علي سجدة في غيابه ثم أخذ لباسا عسكرى أخر من التي كان قد غسلها قبل قليل خلع ما كان يلبسه بأكمله ولبسها بسرعة كي يخرج فكلاب الحرس ستشتم رائحتها في ثيابه .. ولكن ماذا سيفعل الأن ؟؟ .. صحيح أن مكوثها عنده سيسبب له مشاكل كثيرة وقد توصله لدرجة الإعدام إن عرفت السلطات الإسرائيلية .. ولكن لن يسلمها لهم لو كلف الأمر حياته وهي من لجئت له ليحميها .. لن يرضي بالغدر بها وتسليمها .. خرج من الشقة وهو يغلق ازرار قميصه وإتجه إلي الشقة المجاورة له والتي كانت تعج بالشرطة وكلاب الحراسة .. اخفي توتره وقال بتلعثم لتومس الذي يقف في الخارج مراقبا الرجال في الداخل وهم يقومون بعملهم " ماذا حدث ؟؟ .. هل وجدتموها ؟؟ " .. هز تومس رأسه بلا ثم قال " يبدوا انها كانت تسكن هنا وذلك لأننا وجدنا دلائل عن مكوثها هنا ولكن يبدوا أنها تمكنت من الهروب قبل وصولنا .. وهذا هو الدليل " .. ومد له ورقة صغيرة موضوعه في كيس بلاستيكي قرأ ما تحتويه تلك الورقة {سجدة هذا أنا سيف أتصل بك ولا تردين وأخيرا وجدت أن هاتفك مقفل .. ومن فترة وأنا أحاول أن أصل إليك ولكن لم أستطع بسبب الحراسة المشددة علي هذه الجهة وخصوصا عمارتك .. هل تعرفين لماذا ؟؟ .. حسنّا لا أظن ذلك ولكن سأخبرك .. لا أعلم أن رسالتي قد وصلتك في الوقت المناسب أم لا .. لا أعلم حتي إن كنت في هذه اللحظة حية أو ميته ولكن سأخبرك .. جواسيسي أخبروني أن الوحدات العسكيرية في تمام الساعة الرابعة سيحاصرون شقتك وقد علمو عن مكانك .. وعليك أن تبحثي عن حل لنفسك .. عليكي ان تهربي في أسرع وقت .....' أحبك '} .. تنهد بغضب إستطاع كبته رغم انه لا يعلم لماذا قد راوده ذاك الشعور الغاضب فجأة ؟؟ .. قال احبك ولو كان كذلك فعلا لما لم يأتي لينقذها !!!
[ ]
[ ]
[ ]
أنت تقرأ
الأرض المقدسه
Romanceنبذة عن القصة : هذه الرواية قد تثير جدل البعض ونفور البعض .. فكيف لإمراءة فلسطينية تعتز بوطنها ونسبها .وتحبه أن تفعل ذلك ؟؟ .. نحن في زمن مخيف جدا .. نتألم رغم صغر أعمارنا !! .. هذا العالم يجعلني أتسائل ؟؟؟ .. أيهما أفضل ! .. أن تحي كوحش .. أو أن ت...