دلف إلى القصر وعيناه حمراء بشدة وملابسه غير مهندمة ويستند على صديقه الذي حرص على أن لا يؤذي نفسه...أوصله إلى غرفته وعدل من وضعيته على الفراش ودثره جيدًا، ليذهب الآخر في سبات عميق وهو يردد كلمات غير مفهومة بملامح حزينة متألمة...
نظر له غيث مطولًا يهمس بحزن :
_ امتى؟؟... امتى تنسى وتعيش حياتك وتطلع نفسك من اللي أنت فيه وتبطل تعذب نفسك وروحك كل يوم كدا ياصاحبي...
ثم غادر واغلق الباب خلفه ثم جلس أرضًا جوار الياب مستندًا على الحائط بظهره ورأسه ويثني قدم ويفرد الأخرى مغمضًا عينيه بتعب، ووضع يده أمام الباب حتى إذ خرج ضديثه وهو غافٍ يدعس على يده فيشعر به
كانت حالته اليوم أسوأ من الأيام السابقة، لأنه وببساطة هذا نفس تاريخ تلك الليلة المشؤومة التي حولت حياة صديقه تمامًا، أصبح من حنون إلى قاسٍ، من مبتسم إلى دائم التجهم، من هادئ إلى غاضب...
لقد تغير صديقه تمامًا في مثل هذا اليوم وكأن تم استبداله ... وهو لا يستطيع الذهاب إلى غرفته خوفًا من خروج صديقه ويقوم بإيذاء نفسه ... ولم يشعر بنفسه إلّا والنوم يسرق وعيه.
في الصباح …
فتح عينيه بارهاق روح قبل جسد، نظر حوله ليجد بأنه في غرفته ليتذكر حالته بالأمس وما تاريخ اليوم ليخيم الحزن على عينيه...
تنهد بفراغ وهو يحاول الوصول إلى المرحاض لأخذ حمام بارد علّه يُطفئ نارًا متأججة داخل جوفه، خرج بعد وقت طويل متشحًا بالسواد في كل قطعة من ملابسه، وقف أمام المرآة وارتدى ساعة سوداء ومشط خصلاته ووضع عُطرًا، ليصدح في أذنه صوتها وخيالها وهي تقف أمامه تنثر على جسده الحبيب عطرها المفضل :
_ أيهم، أنا أشعر بالغرام بجد
ثم صوت ضحكاتها وهي تضع قبلة حنونة على وجنته، ارتجفت يده وتهدجت أنفاسه، مسح على وجهه متحركًا بسرعة إلى الخارج، وما إن فتح الباب حتى توقفت قدمه قبل أن تظعس على كف يعرف صاحبها
نظر إلى صديقه النائم أرضًا، وضع كفه على كتفه لينتفض غيث واقفًا ينظر بقلق مرددًا:
_ أيهم أنت كويس؟؟
رمقه أيهم بصمت قبل أن يقترب منه ببطء يعانقه، ليبتسم غيث وبادله العناق هامسًا :
_ كل شيء هيكون بخير
_ رحل عني الخير برحيلها يا غيث، ما بقيَ هي ذكريات تعينني على العيش فقط
_ صباح المحبة يا ولاد
ابتعد أيهم ونظرا باتجاه الصوت ليجدا أنه عامر ليومئ له أيهم بدون التحدث واردف غيث بهدوء :
_ صباح الخير يا خالي
ابتسم عامر واردف بحنان :
_ يلا علشان تفطروا
أنت تقرأ
الطبيب العاشق
Romanceتجمعنا الحياة بنصفنا الآخر في صدف تجعلنا نقول بكل غضب ورفض: لن أقبل بشخص مثل هذا في حياتي أبدًا!. ثم لا يكون نصيبك في الحياة إلّا هذا الذي أقسمت على طرده خارج جدران حياتك شر طرده، ويكون هو الفائز الوحيد بالفؤاد وصاحبهِ. هكذا هي، وهكذا نحن، وفي الن...