البارت الرابع

35.1K 1K 47
                                    

#_رواية
#_الطبيب_العاشق
#_سلسلة _روايات_العاشق المتملك
#_بقلمى_منة _جبريل

جاء الليل معلنًا انتهاء يوم كامل حمل بين طياته الألم، الإرهاق، والفراق، وانتهاء يوم كان يحمل إلتقاء وحياة جديدة

بعد خروجه من الشركة عاد إلى المنزل وهو يقرر فعل شئ ما... توجه إلى غرفة شقيقته ليجدها جالسة تعبث بهاتفها، ابتسم لها وتقدم ناحيتها وقبل رأسها بحنان ‌:

_ يومك كان كويس؟

_ أفضل من كويس يا أبيه

ابتسم لها مهمهمًا ثم قال بهدوء ‌:

_ دا شيء يسعدني، حاليًا عايز منك خدمة

أماءت له كيان وأنصتت له باهتمام وفضول، ليبتسم ريان ثم قص عليها ما يرده منها وكان ردها هو الموافقة بحماس شديد 

وصل إلى المشفي بوجه جامد يخلو من المشاعر ودلف بكل هيبة لا تليق إلّا به... توجه إلى حيث توجد غرفتها ووقف للحظات أمام الباب ثم طرقه مستأذنًا

كانت جالسة في تلك الغرفة التي لم ترى حتى ما شكل بابها من الخارج خائفة، حزينة، ومرهقة، كان قلبها ينبض بالتعب، ألَا يكفي أن الحياة سلبت منها والدتها، تلك المرأة التي لا يعوضها الزمن أبدًا، سلبت منها ملجأ الطمأنينة الذي كانت تلتجئ له وقت شعورها بالفزع، هي على يقين بأن الله عادلًا في قضاؤه، ولهذا أكرمها بأخ مثل أخيها، ولكن الحياة لم تريد لها انا تعيش في أمان فمثل ما سلبت منها اطمئنانها، سلبت منها أمانها أيضًا، سلبت منها ذلك الشخص الذي كانت تشعر معه بالأمان، سلبت منها سندها في هذه الحياة بعد خالقها وأبعدتها عنه، ولكن لكف الله في كل مرة يدركها، فها قد أرسل الله لها ذلك الشخص ليعتني بها في وقت غياب ملجأها وأمانها 

تجلس بينما تضم قدميها إليها وتضع رأسها بينهما، وعيناها تحكي عن ألم ينخر روحها بعبرات تهكل وكأنها حممًا تُصهر وجنتيها، وعقلها لا يرحمها من التفكير المؤلم مما يزيد من تمزق قلبها، ألّا يرأف بحالها وحال قلبها ويتوقف عن التفكير؟ كلما أتت لها فكره سئية، تقول مواسية لنفسها ‌:

"لا بأس، فالله معي ويراني ويشعر بي …"

لم تعتاد على البوح بما تضمر بداخلها لسوى الله وأخيها من بعده، لمًا شكواها عند الله تكون على يقين بأن الله يدبر لها أمرًا يجبر كسرها ويحول حزنها سرورًا، ولمّا حديثها مع أخيها تكون على ثقة بأنه كله آذان صاغية، يحمل معها آلامها التي لم تستطع حملها بمفردها

تخاف الوحدة، تخاف الظلام، تخاف أن تجلس بمفردها وينفرد بها عقلها ويرهقها بتفكيره الكثير، تخاف أن تأتيها فكرة ما فتبعد عنها شي ما جميل قادم فى يوم ما، تخاف من وسواس ذلك الإبليس، ولكنها تؤمن بالله وبحكمته وهي لن تعترض أبدًا على شيء

الطبيب العاشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن