CH2

4.8K 202 415
                                    

أشرقت شمس اليوم التالي لتدخل أشعتها غرف نوم ومكاتب أعضاء الفيلق...

فيبدأ يومهم كما المعتاد بترتيب غرفهم وتنظيفها.. الاستحمام.. ثم الولوج إلى المطبخ... تحضير الطعام.. سكبه بالتساوي للجميع.. تجهيز الطاولات...

الجميع يعمل معاً بمساواة.. لا فرق بين كبير وصغير.. أو بين رئيس ومرؤوسيين.. لم يكن هناك مكان للتكبر والغرور بين مجندي الاستطلاع كما هو الحال في الحامية والشرطة العسكرية...

بينما بدأوا بتناول الإفطار دخلت تلك المرأة بسمارها الخفيف وشعرها المنفوش بلون الشوكولاته وعيناها المنتفختان متأخرة كعادتها كآخر من يستيقظ من النوم تتثاءب

"صباح الخير جميعاً" محاولةً رفع صوتها الناعس..

ليردها الجميع "صباح الخير هانجي سااان" لتكمل طريقها إلى الطاولة المعهودة ويعود الجميع لتناول طعامهم...

لم تكن بطاولة مميزة.. نفس المقاعد.. نفس الخشب.. نفس الطعام مثلها مثل أي طاولة أخرى في الغرفة..

ولكن إحتراماً من المجندين لرؤسائهم كانوا دائماً ما يتركون الطاولة التي في الزاوية فارغة لهم ليأخذوا مساحة خاصة بهم أثناء تناولهم وجبات الطعام...

لحق بها موبليت "هل أنتي بخير يا فائدة الفرقة؟"

"نعم نعم أنا بخير كالعادة.. عد وأكمل إفطارك"

"حسناً، هذا جيد"

جلست مكانها لتبعد طبقها إلى منتصف الطاولة وتضع رأسها عوضاً عنه...

"آاااه أنا متعبة وأشعر بالكثير من النعاس" لتبدأ تلك الشقراء بإغاظتها..

"أوي هانجي عيناكي منتفختان كالباندا ما بكِ"

"لم أنم جيداً البارحة لقد سهرت طويلاً أفكر ببعض الأشياء"

"هههه يبدو أنكِ سهرتي الليل بطوله تفكرين بأولئك العمالقة الذين ستقابلينهم في الغد"

"نانابا ما رأيكِ أن تشغلي فمك بتناول الطعام بدلاً من إغاظتي؟"

"حسناً حسناً سأفعل ولكن ارفعي رأسكِ وابدأي بتناول طعامك قبل أن يبرد أكثر"

أيقظها كلام نانابا ذاك... لتشعر أن هناك عينان تخترقان رأسها من حدة نظراتهما..

*غريب.. لم يتحدث بأي كلمة.. ولم يقم بأي حركة..*

كانت معتادة على بدأ يومها بتوبيخه لعدم استحمامها..
وإن وضعت رأسها على الطاولة بوجود الطعام كما هي فاعلة الآن كان يرفعها من شعرها لتبتعد، فالنظافة عنده فوق كل شيء، لكنه لم يحرك ساكناً...

رفعت رأسها ببطئ تنظر نحوه باستغراب من صمته لتجده يحدق بها بعبوس...

لم تكن وحدها من استغرب هذا الصمت بل من يجلس على نفس الطاولة معهما أيضاً...

رهان حبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن