CH7

4.4K 160 459
                                    

لم يستطع عرِّيفُنا النوم تلك الليلة.. أمضى وقتاً عصيباً مع أفكاره.. حائراً في ما إن كان يستطيع حلَّ شيءٍ أم لا...

دخلت أشعة الشمس غرفته معلنةً قدوم الصباح.. فقام ليغتسل.. دخل حمامه الخاص بعد أن خلع أغلب ما كان يرتديه ليكمل ذلك في الداخل...

بدأ بسكبِ الماء عليه.. لتتناثر قطرات الماء على وجهه.. مكملةً جريانها على جسده بغزارة.. أغمض عينيه متقبلاً إياها.. وكأنه يريد أن تسيل معها أفكاره وهمومه... لم يشعر بالوقت الذي أمضاه داخل الحمام وهو على تلك الحالة...

خرج أخيراً ليسمع ضجيجاً في الخارج.. مما يعني أن الجنود قد بدأوا بالعودة.. نظر إلى ساعته فوجد أنه تأخر عن موعد الإفطار.. ارتدى ملابسه سريعاً ونزل ليتناول إفطاره مع أصدقائه...

كانت جالسة كما عادتها.. تضحك وتمزح.. كما لو أن ما حدث لم يحدث.. أما هو.. فغالباً ما كان عابساً وقليل الكلام لذا لم يشعر أحدٌ بحصولِ شيء.. على الأقل في أول فترة...

مع مرور الوقت.. لاحظ بأنها تتعمد عدم النظر إليه.. ولم تتوجه إليه بأيٍ من أحاديثها.. وكأنه غير موجود...

ساعةً بعد ساعة.. يوماً بعد يوم.. تتجاهله مراراً وتكراراً..

احترم مشاعرها وإرادتها.. تحاول أن تُرِيحَ نفسها بهذه الطريقة.. إذاً لا بأس سيتحملها عدة أيام...

عندما اضطر لمحادثتها لأولِ مرة.. تذكر كلماتِها.. واجب الاحترام الذي فرضته عليه.. والحد الذي وضعته بينهما...

لم يناديها بأربع أعين.. لم يناديها بنظراتٍ لعينة ولا حتى باسمها.. أشار إليها بقائدة الفرقة الرابعة.. لتتجمد في مكانها للحظات.. ثم استجمعت قواها وردته بالعريف...

اقتصر كلامهما على العمل وفي وقت الحاجة فقط.. مما جعل حديثهما شبه منعدم.. وقد لفت أنظار الجميع إليهما...

تساءل الكثيرون حولهما.. وكان الاستفهام الوحيد على لسان الجميع.. "ما الذي حدث بين العريف والقائدة؟؟؟"..

ودائماً ما كان جوابهما يتكرر بصرامة.. "لم يحدث شيء"...
~~~~~~~~~~

مرَّ أسبوعٌ وهي على هذه الحالة وقد ضاق ذرعاً بها.. لم يستطع تحمل تجاهلها أكثر.. فتوجه إلى غرفتها.. طرق الباب ووقف بانتظار سماحها له بالدخول...

"أنا ليفاي.."

كانت متكئةً على سريرها.. ما إن سمعت صوته حتى أسرعت لتجلس على مكتبها.. وأمسكت أوراقها متظاهرةً بأنها منهمكة في العمل...

"تفضل.."

دخل إليها ليبدأ على استعجال... "علينا أن نتحدث"

لترد عليه.. "ما الأمر؟ هل هناك عملٌ ما؟؟"

"لا لا يوجد عمل.. أريد التحدث بشأنِنا"

أعادت النظر إلى أوراقها تتظاهر بعدم اكتراثها...
"أوه أنا مشغولة جداً الآن.. هلَّا أجَّلْتَ الحديث إلى وقتٍ آخر"

رهان حبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن