الفصل الخامس

559 28 9
                                    

يوما ما كنت افضل سياف في مملكه روجال . . كنت أُطلب في ايام كثيره للقتال . . كانت لي مكانتي في القصر الملكي . . كنت حقا سعيدا بتلك الايام . . حتى أتى اليوم الذي قضي علي به . . كانت هناك محظية للملك تحبني . .
‏لم تقل ولكن كل تصرفاتها أوحت بذلك . . أنتبه الملك لي . . إتهمني بالخيانه ،هي كذلك أتُهمت . . ُحكم عليها بالاعدام . . وطردت بعيدا لكوني خدمت المملكه بشكل ما . . كنت اقضي حياتي كرجل مجرم بشيئ لم اقترفه ،أثمل ،اتنقل ،ابكى حزنا على حالي . .

اتى يوما ما . . وانا اتجول بالأنحاء . . خطر ببالي ان اقتل نفسي بذلك السيف الذي كان كبريائي ذات يوم . . ماذا سأحصل بعيشي هكذا ، نظفت سيفي من الغبار وحملته بين يداي . . تنقلت وتنقلت . . حتى وصلت لجرف ما . . وقفت علي حافته وانا انظر امامي مودعاً تلك الحياه التي لم تكن يوماً منصفهً لي . . اغمضت عيناي لأسمع صوت طفله يردد بشهيق وبكاء

" اريد العيش ، اريد العيش " . .

افاقني ذلك من حماقتي لأنظر حولي وتقع عيناي علي تلك الفتاه وهي تتهاوى من ذلك الجرف . . دق قلبي سريعا وصرخت بخوف

"ايتها الفتاه ، اتسمعينني"

لم يوجد رد . . نزلت لذلك الجرف لأجدها معلقه علي شجره ما . . كنت اريد مساعدتها . . لم اكن ادري انها ستكون كالابنه لي . . كل ابتسامه ارتسمت علي وجهها اللطيف كانت تذيب جليد قلبي . . كلما احمرت وجنتاها مرضا . . كنت ابكي بدل الدموع دما . . قلبي ذلك لم اكن استطيع كبح شعوره بالخوف من فقدانها . . اصبحت اميرتي الغاليه . . وسبب عيشي . . وهبة ربي لي . .

فتح راين عيناه بتثاقل . . . ليرى سيسيليا واقفه بجانبه ، ممسكاً بيده وهي تبتسم ابتسامه متألمه ودموعها تسلل برفق لتسقط بعض النقاط علي وجهه راين . .
قالت بصوت متقطع ومتألم

" أأنت بخير يا أبي ! ، لقد قلقت عليك كثيرا . . لقد غبت عن الوعي ليومين . . مرُ علي كأنهم شهران . . افتقدتك كثيراً . . لماذا اخفيت عني مرضك . . لماذا !"

ابتسم راين ليضع يده المرتجفه البارده على وجنتها وهو يقول بصوت متعب . .

" اسف حبيبتي . . لقد خشيت ان اقلقك . . انا "

قاطعته سيسليا صارخه وهي تبكي بحرقه

"تقلقني! كنت تعاني طوال ذلك الوقت وخائف ان تقلقني . . كيف لك ان تفكر بذلك . . انت عائلتي ال . .و . "

لم تتمالك نفسها لتقع باكيه بجانب والدها وهي تصرخ بصوت مسموع لم يكن بوسع راين سوا التربيت علي كتفها والمسح على رأسها كأنه يمسح على رأس فتاه صغيره . . لم تكف عن البكاء لوقت من الزمن . . اعتدلت بعدها في جلستها لتقول بصوت مهزوز

إمبراطورة سيلفيا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن