الفصل الثاني

654 28 11
                                    


نظرت لها بسخط واستهزاء لتقفل الباب بالمفتاح تاركه تلك الفتاه ذات العشر اعوام تكافح لفتح ذلك الباب ولكن دون جدوى . .

استسلمت لمصيرها لتنظر لنافذه معلقه في السقف يتسلل منها ضوء خافت وهي تقول بصوت حزين

"اسأحبس مجددا . . آلن يتسنى لي رؤيه الشمس مره اخرى! "

مددت تلك الفتاه جسدها علي فراش قد وجد مسبقا لتنغمس في ذلك الظلام  . .غفت عيناها المتعبتان لتنجرف في سلسله من الكوابيس المتصله . .

فتاه صغيره تهرب من شخص ما . . دماء تغطي جسدها . . "سيسيليا " . .شخصا ما يناديها بصوت خافت تكررت تلك الندائات لتنهض تلك الفتاه مرتعبه وتنظر حولها في خوف . ." اين انا " ذلك كان قالته لنفسها في رعب

"أه . . صحيح لقد تم احضاري هنا "

فتح الباب لتدخل تلك الخادمه ومعها طعام رث قليلا  ولكنه كافي لملئ معدتها الفارغه . . كانت تلك الفتاه هادئه لم تفزع او تحاول الهروب كانت خائفه من مواجهه العالم الخارجي الذي لم تلاقيه ابدا . . اهو بذلك الجمال لاحارب للخروج اليه ! ام انه مليئ بالوحوش كما كانت حياتي مليئه بها حتى الان . . ذلك ما قالته لنفسها مرات ومرات وهي مستلقيه علي ذلك الفراش ليالي وايام واسابيع  . . حفظت تفاصيل الحائط و اعداد نجوم السماء . . كانو الملجأ الوحيد لها عندما تتجمع عليها همومها . .

مرت الايام ليأتي ذلك اليوم التى خرجت به من عرفتها وقد تعافت جروحها . .  اعطي لها ثوبا مزخرفا ذا آلوان زاهيه وقد ربط شعرها لتصبح كالأميرات  في طلاتهم . . ظنت ان الحياه قد ابتسمت لها وان ايامها القاسيه ستنجرف بعيدا لتحل محلها ايام عذبه ! . . ولكن تلك الآمال لم تدم طويلا . .

تركت الخادمه تلك الفتاه واقفه لتجلب شيئا ما قد نسته ،تجولت تلك الفتاه بالأنحاء لتسمع  حوار قد دار بين افراد العائله التي اشترتها :

"لا تخافي يا جوليت . . والدكي.سيحميكي لن ابعثكي لذلك المكان . . "

لتردف فتاه بصوت باكي مرتجف

" انا خائفه يا ابي ماذا إذا اكتشفوا ما فعلت . . "

رد عليها الاب بصوت ثابت

"ابنتي . .  لاتخافي فانا قد جلبت فتاه تشبهكي سنضحي بها بدلا منك . . "

نزلت تلك الكلمات كالصاعقه على جسد تلك الفتاه زادت ضربات قلبها لتتصبب عرقا

" أأنا اضحيه ؟"

اتت الخادمه العجوز لترى ارتعاشات تلك الفتاه . . تجاهلتها ببرود واخذتها بكل حزم للعربه ليذهبوا للتضحيه بها بدلا من الابنه الثريه . .

في الطريق افاقت تلك الفتاه من صدمتها لتنظر حولها . . كل دقيقه تمضي هي قربا لهلاكها . .

انتظرت وكلها آمل للهروب حتى حالفها الحظ ودخلت طريق محاط بجانيه بغابات  ابطأت العربه قليلا نظرت الفتاه للخادمه العجوز ونهضت بسرعه لتفتح باب تلك العربه وتدخل بين الشجيرات

اخذت بالركض لا تنظر حولها . . كل ما تبتغيه هو النجاه . .

"اريد العيش ! "

ذلك ما قالته قبل ان تسقط من فوق جرف ما تاركه ورائها الموت الذي كان ينتظرها . .

إمبراطورة سيلفيا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن