9

1.2K 212 37
                                    

أنزلت السَـيف بيدِي أتنهَد.

"كُف عن الحَـدِيث كمشعوز" قُـلتُ أعقِـد ذرَاعَاي.

بالمُـقابِل هُـو رفَـع حاجبيَه ثُم شاهدتهُ ينحنِي ليُمسك بسيفِي، ثُم يضعهُ بيدِي مُجددًا.

"خسرتِـي" هو تمتم بهدُوء.

"ماذا؟" قُلت مُرتبكَة دُون علمٍ بمقصده.

"بسَاحة المعركَة أول من يُفلِت سلاحهُ هو الخَـاسر، لذا تأكدي ألا تفعلِي" هُـو وضَح ناظرًا لِـي.

"أنت حقًا مُريب" قُلت أعقِد حاجبَاي، ريبتي تظهر بوجهي واضحَة.

"أنَا لا أفهمكِ" عقَـد الچنرَال حَـاجبَيه يُـحدِق بي.

"ما الذِي لا تفهمهُ أيها الچنرَال؟" سألتُ أحدِق بِه أنا الأُخرَى.

"ما المُرِيب بِي؟"

هل هو حقًا لا يعِي هذَا؟

كَيف علَي أن أخبرهُ أن كل شيءٍ بِه مُريب دُون أن أبدُو فظَة.

"مَع كَامل احترَامي أيهَا الچنرَال؛ ولَـكِن كُل شيءٍ بك مُريب" رددتُ أتحمحم فالنهاية أُمَركِز عينَاي بالأرض تفاديًا للنَظَر بوجهه.

مَـرة أُخرَى هو ظل صامتًا يُحَـدِق بوجهِي دُون تعبِير.

أشعَر بالإهانة؟

"فلتُحددِي" كَـان هذَا ردُ الوَحِـيد.

لكَم من الوَقت سيتعَين علَـي خوض هذه المُحادثَة؟

تنهدتُ أرفَع نظري لهُ، إحدَى يدَاي تسترِيح فَوق خصرِي

"كمَا قُـلتُ سابقًا أنت لا تُظهِر أي شعور أو تعبير بوجهك، وهذَا مُرِيب لَـن يتمكن أحد مِن فهمك إن لم تُعبَر عمَا بداخلك" وضحَـت مَقصدِي أُشير لوجهه بسبابتِي.

لَـم يعطِـيني هذا الشخص ردًا للمرة التي لا أذكُر عددهَا وأخذ يسير مُقتربًا منِي، ثُم استدَار ليكُـون واقفًا خلفِي.

جَـفلتُ حِـين لمس كفهُ البارِد يدِي التي كانت قبل ثوانٍ قُرب خصري ولكنهَا الأن عالقَة بيده.

ثم استخدم يدهُ الأخر لتَحُل مَحل يدِي فَوق خصرِي الذي أخذ يرتجف ما إن لمسهُ هو، وأخَذ يدير جسدي يُعَدِل من وضعية وقوفي.

"أنتَ..قريبٌ للغاية" قلتُ أحاوِل عدم الشعُور بالذُعر داخليًا.

"أولًا أنا الچنرَال بالنسبة إليكِ لذا لا تستخدمِي شيئًا أخر لمُناداتِي، وثانيًا وضعية وقوفك خاطئة، وثالثًا يُمكنكِ تلقيني دروسًا حول المشاعر لاحقًا فلتضعي تركيزك بدروسكِ الأن"

حدِيثهُ قُرب أذني عاد يُرسِل القشعريرة لجسدِي لذَا أغمضتُ عينَاي أتنفَس الصعدَاء.

لَـو لَم يكُن يبدُو كجاهلٍ حِين يكون الأمر حول قُربه جسديًا منِي لركلتهُ.

ولكن بكُل الأحوال أنا مُضطرة على إطاعته والإستماع لهُ للوقت الرَاهِن.

"أنا لَـم أَكُن ألقنك درُوسًا، ولا أرِيد" رددتُ حين ابتعُد هو عني وشعرتُ أنني أستطِيع التنفُس مرة أخرى.

هُـو أنحنَى يلتقط القوس والسَـهم اللذَين وقعَا مني مُسبقًا "ظننتكِ تُريدِيننِي ألا أكون مريبًا؟" هُـو تسائل يَمُد القوس والسَهم إلَي.

"بالطبَع أرِيد! لأنني لا أرغَب بالشعُور بالذُعر كُلمَا نظرتُ بوجهك" عارضتهُ وأنا ابسط يداي أمامهُ لأخُذ أدواتِي ولكنهُ عاد يلتف ليقف خلفِي.

ومجددًا عُدنا لذَات الوضعَية الأولى حيث كَان يُمسك بكلتَا يدَاي يُثَبت كُلًا من القَوس والسَهم ويوجه كفَاي.

كَان قريبًا منِي لذلك الحد الذِي شعرتُ بصدرهُ الصلب ضِد ظَـهرِي.

أبتلعتُ غُصتِي أحاوِل التَـهدِئة من رَوعِي.

لا أُصَدِق أن أبي هو السبب بجعلي أنتهي في هذا الوضع.

أنا لم أكن بهذا القُرب من إبن عمي حتى!

"إلهي.." تمتمتُ أجفل حِين وضع هو وجهه قُربِي، وأراح ذقنه فَـوق كتفِي، بعضٌ مِن خصلاته التي كانت ناعمة للغاية إحتكَت بوجنتِي التِي سرعان ما ارتفعت حرارتهَا.

لمَ هو بهذَا القُرب!

حركتُ عينَاي فوجدتهُ مُغلقًا لإحدَى عينيه يُركِز على الهَـدَف أمامه ويُعِـيد ضبط يدَاي.

"أطلقي.." هو همَـس قُرب أذني، ومجددًا خَـفق قلبي بشدة وسارت القشعريرة عبر عمودي الفقري وإلى كامل جسدِي.

أطعتُ أمرهُ وأفلتُ السهم الذِي كان بين إصبعي الأوسط والسبابَة.

توسعت حدقتَاي بعض الشَيء حِـين أصبتُ الهدَف تمامًا ورُغم هذَا فهُو لم يفلت يدِي بل أراحها لجانبِي وظل مُمسكًا بها.

هُـو حرك رأسه التي كانت مُستريحة فوق كتفي للجانب يُحَدِق بي، جاعلًا مني أكثر توترًا حتَى.

"لمَ حرارة وَجهكِ مُرتفعة؟ هل مرضتِ؟"

وقفتُ صامتَة لثوانٍ، ولسببٍ ما لم يترحك هُـو أيضًا.

هل يفعل هذَا عمدًا؟

جفلتُ فجأة حِـين إستمعتُ لصوتِ صفيرٍ يصدُر من أحدَى الطوابِق المُطِلة على هذه الساحة الفارغة...

التي لا تحوي سوى كلينا...

بهذه الوضعية...

"ابتعد عني!" عُدتُ للواقِع اخيرًا ادفعهُ عنِي ثُم رفعت رأسِي لمصدر الصوت حَـيث رأيتُ چونجكوك يُراقبنِي.

وكانت هُناك ابتسامة مُزعجة فوق وجهه.

"مهلًا..الأمر ليس كما تظنهُ!" رفعتُ صوتِي المُغتاظ كَي يصل إليه من هذه المسافَة.

ولكنهُ فقط ابقى تلك الابتسَـامة وهو يحدِق بكلينَا.
"أجل بالطبع إن الأمر لا يبدُ وكأنكمَا كُنتمَا ستتبادلان قُبلة بعد ثانية من الأن"

"توقف هذَا مُقزز!" صِحت أغلق عينَاي.

"ما هي القُبلة؟"

____________________________

إنشاءالله التحديثات هتبقى كتير هنا فالأيام الجاية!

نوڤا←كيم تايهيونجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن