"چونجكُـوك؟.." غمَـر التسَـاؤل وجهِـي وظللتُ أشُـاهِـد الباكِ الذِي اخَـذ يخفِـي وجهه بيدَيه نافيًا أنهُ يبكِ.
"هَـل مذاقهُ مُـرِيع لهذَا الحَـد؟" تَـحدَث الچِـنرَال يُشاهِـد دمُوع چونجكوك الذِي لم يستطِع معرفة سببهَـا.
تنهَـد چونجكُـوك يضع كُـوبهُ جانبًا وقبَض عَـلى ملابسهُ يُحَـدِق بالأرِض، مِـن جهـة يُـحاصرهُ تساؤلِي ومِن جهَـة يحاصرهُ الواقف أمام كلينَا.
"هذَا فقَـط أعاد إلَـي الذكريَـات.." تمتم چونجكوك يبتسم بوجهِـي.
عقدتُ حاجبَاي فِـي تساؤل، رفعتُ رأسِي أنظُر للچنرَال لعله يعلم شيئًا؛ ولكننِي وجد بوجهه ما لا يقل عن كم الحيرة بوجهِي.
"لستُ أفهم" قُلتُ أعاود النظَـر لإبن عمِـي.
هو حكَّ رأسهُ وعَـاد يُمسك بالكُـوب "أعتادت والدتكِ علَـى إعدَاد حليبٍ ذُو مذاقٍ مشابه لِـي بكُل ليلَـة، لقد مر وقتٌ طويل حقًا"
"آوه.." كان دوري لأتفادى النظَر إليه تلك المرة وأحدق بالأرض.
قَـبل أن آتِي أنَـا لهذَا العالَم فقَـد چونجكوك والدتهُ حين كَان طِفلًا وربتهُ أُمِـي.
إلَـى أن فقدت حياتهَـا بَـعد ولادتِي..
لذا فعليًا لستُ أملِك أي ذكريَات معهَا، لا أعلَـم كَـيف كان شكلهَا، كَـيف كان صوتهَا، أي نوعٍ من الأشخاص هيَّ وكَـيف كانت تتصرَف.
لا أعلَـم أي شيء.
لم يتبقَـى لِي سوَى زينَة شعرهَا التِي ورثتهَا وبعض من ثيابها التي فضلَّت الإحتفاظ بهَّا.
بالطبَـع چونجكوك حصل على الجُزء الأثمَن من الذكريات؛ ولكنهُ عاصَـر قدرًا أكبر من الألَم.
لقد فقد أمًا مرتَـين.
ولا أستطِيع الشعُـور سوى بالذنب في بعض الأحيان، والبعض الأخر أُلقِي باللوم علَـى الحظ والقدَر ونظام الكَـون وأي تراهات لا أعلمهَا تُشير إلَى أن حياتِي مُنِحَت مُقابِل حياتِهَا.
"أُيمكنك إخبارِي كَـيف صنعتهُ؟" أفاقني صوت چونجوك مِـن ثُقب أفكارِي ووجدتهُ يحدِق بالچنرَال..
الذي حدق به طويلًا بدوره.
"لا" هو ردَّ بتعبيرٍ غير مقرُوء.
"لَيس لديك الحَـق بإخفاء هذا عنَّا أيها الچنرَال!" قُلتُ أُؤشر لهُ بسبابتِـي.
هو بدأ يسير مُقتربًا لِي وحينهَا تملكني الندم لرفع صوتي لعدة ثوانِي
"أولًا يُمكنكِ إسقاط الرسميَّات حِـين نكَّـون وحدنَا، وثانيًا لدَي الحَـق بإخفاء ما أرِيد" لا أعلَـم لأي سبب؛ ولكنهُ أنحنِـي ليضَع وجهه أمامِي عينيه تكاد تطلُق شرارًا يخترق رأسِـي."هلَّا ابتعدت قليلًا.." تحمحم چونجكوك ليلفت انتباهه فأستدرتُ أشكرهُ بعيناي وأستدار الأخَـر يُعطيه دورهُ بتلقي النظرَات الحادة.
"أرَاك تغَـار، أما كُنت تُحبهَا حُبًا بريئًا؟" رفَـع تايهيونج حاجبيه وتوسعت حدقتَا چونجكُـوك.
"لَيس الأمر كذلك! ولكنك لا تحافظ على المساحَة الشخصية المطلُوبَة، وأنا لا أستطِيع تحمل رُؤيتهَا تشعُر بعدم الإرتياح، أنا إبن عمها لم أقترب منها لهذَا الحَـد! وقد قبلتَّا إكراهًا ولم أستطيع معاقبتك لفعلٍ كهذَا، لذَا حافظ على المسافَة المطلوبة!" نهَـض چونجكوك عن الأرض وأستقام تايهيونج بدَوره.
"أنت تَـشعُـر بالغيرة" كَـان ردَّ الأخر باردًا كتعبيِر وجهه.
صمَـت چونجوك، عقَد حاجبيه في استقطَاب وأُذنيهُ تصبغتَا بلونٍ أحمر قاتِم "لستُ كذلك!!"
"كُف عَن إغاظة إبن عمِي" نهضتُ أوجهُ الكلام لتايهيونج الذي وجه نظرهُ إلَي.
"لَم أسمَح لكِ بالحدِيث"
أيعلَـم مكانهُ هُنا؟ أحقًا يعِي إلَى من يتحدَث؟
"ومن أنت لتُعطيني الإذن! إن لم تلاحِظ فأنَا أعلَى سُلطة من كليكمَا!" تحدثتُ مُغتاظَة وترجعت إلَى الورَاء لأصنع مسافة بيننَا.
"لا تملكِـين سُلطَـة علَى مُحارِب، لَـم تُصبحِي ملكَة بعد حتَى" ردَّ يُشير بسبابتهُ إلَى.
"قريبًا سأصبِح، وحين أعطي وريثًا للبلاد سأطردك إلَى الخَـارِج مِن حيث أتَـيت" مازلتُ أشعر ببعض الذعر داخلي كلما حدثتهُ؛ ولكن چونجكوك بجانبي لذَا كُل شيء سيكُـون بخَـير.
"لا نعلَـم إلَى أين سَـتؤول الأمُـور لذَا لا تسبقِي الأحدَاث" قَـال يُـعطيني ظهرهُ على استعدَاد ليرحَـل.
"إلَـامَا تُشيـر؟" سألتُ أعقِـد حاجبَاي.
هو أدار رأسهُ ينظُر لوجهِـي المُغتَـاظ "فعليًا أملِك فرصَـة كبيرة للزوَاج بكِ بما أننِي أبقيتُ على حياتِك، لذَا قَـد ينتهِي بي الأمر بكونِي والد الوريث الذي سـيعطيكِ صلاحيَّة لطردِي" رفَـع تايهيونج كتفيه وأستدار يسيِــر.
وقفـتُ ساكنة أُحكِـم إغلاق قبضتَـاي وحين أدرتُ وجهِي وجدتُ چونجكوك يسحَب خنجرًا من جيبٍ داخلِـي برداء نومهُ.
"هَـل جُننت؟" قلتُ أجذِب انتباهه.
هو صمت ينظُر لي بوجهٍ يملأهُ الغَـضب والإستيَاء.
"أعطينِي هذَا!" أنتشلتُ الخنجر من يديَه.
لم أكُـن أخطط لمنع الأذى عن الچنرَال قَـط؛ ولكنني أردتُ فعل هذا بنفسي لذَا أسرعتُ برمِي النصل الحاد بإتجَـاه السائر أمامنَا.
ولَـم إدرِك كَـيف ومتِى قَد أستطَـاع إمساك الخنجَـر بكف يده العارِي، وأستدَار يرفَـع كفه الذي كانت تسيل منهُ الدمَاء إلَـي
"تِلك لَـيست أخلاق أميرة أو مَـلكَة مُستقبليَّة؛ وأنا لا أتنازِل عن أي إهانة بحقِي لذَا سأتكَد من دفعكِ لثمن هذَا، طابَت ليلتكِ"
_____________________
أنت تقرأ
نوڤا←كيم تايهيونج
Fanfiction"أرجُـو أن نُـولَد من جدِيد حَـيث أكُـون كيانًـا ضِـمن حدودكِ الأرضيَـة، حَـيث تستطيعِـين أن تجدينِـي بَـين ثنَـايَا الشَـمس بدلًا من ليالِـي الشتَـاء المُظلمـة، حَـيث سيكُـون لقائنَـا طويلًا كفاية ليُشبَـع حنين كُلٍ منَا للأخَـر، وحينهَـا أرجُـو أن...