"هَـذَا الشَـخص لا يرُوق لِـي"
كُـنت أقف بشُـرفة القَـصر المُطِـلة علَـى الساحة، حَـيث يُوجَـد الچنرَال المُستجد وبضعة من الجنُـود، وكان چونجكوك يقف قُربِـي.
"لا تقلقِـي، فلا أحد منَّـا يرُوق لهُ أيضًـا" تنهَـد الواقف قُربي.
"ماذا تعنِـي؟" سألتهُ أعقِـد حاجبَـاي.
أشَـار چونجكُـوك بإصبعه إلَـى وجه الچنرَال الذي يقف على بُعدٍ منَـا.
"تَـرين تعبير وجههُ هذَا؟" هُـو نظر لي فأومأت أنَـا.
"لا تُمحَـى من علَـى وجهه أبدًا، لا يتحـدَث، لا يضحَـك، لا يبتسَـم، ويبدُو أنهُ يكرهُ الجَـمِيع ويشعُـر بالملل دومًـا، لا يُظهِـر أي شيءٍ جَـدِيد" بدَى چونجُـوك مُرتابًـا.
"ومَـن يرتدِي الملابِـس السودَاء بحلُـول العام الجديد؟ ذلك الشخَـص يُـجسد الحظ التَـعيس!" هُـو تابع وقَـد ارتفَـع صوتهُ.
قَـبل أن أتمكَـن حتَـى من تحذيره لصوته المُرتفَـع، رفَـع الأخر رأسهُ باتجاهنَـا.
ولو كَـانت النظرَات تَـقتُل، لمِتنَـا بتلك اللحظة لذَا استدَار كلينَـا كَـي لا نواجهه.
"إنهُ مُخُـيف" تمتمتُ أُغلق عينَـاي.
"مَـاذَا إن أخبَـر المَلِك أننَـا وجهنَـا لهُ إهانة؟" أفترَض چونجكوك شيئًا مُخيفًـا.
"سيحُـل بنا عقابٌ شديد" زفر چونجكوك الهواء بضيق.
أستدرتُ لأعاود النظر من الشُـرفة.
وحينهَـا لم يكُـن الچنرَال هُـناك.
"أين ذهَـب؟" سألتُ بصوتٍ مُرتفع كفاية ليسمع چونجكوك.
"رُبما هُـو أتٍ لينحر أعناقنَـا" أجابني الأخر، عينيه تتسع بذُعر.
"ما هذا السلُوك أيها القائد الأعلى المُؤتمن على البلاد؟" سَـخِرتُ منهُ.
"قَـد أكون القائد الأعلى؛ ولكننِـي لم أبلُـغ الرابعة والعشرين حتَـى، وشيء ما حول هذا الرجُـل يُزعجنِـي" تنهَـد چُونجكوك في النهاية.
"ماذا تعني؟" سألتُ أعقِـد حاجباي.
"أظنهُ يكرهنِـي، كُلما رأيتهُ يتملكني هذا الشعور بأنهُ يود غَـرز نصل سيفه داخل قلبي"
ناظرتُهُ بريبة شديدة لبعض الوقت.
"هذا مُريع" أخبرتهُ وأنا أستدير قاصدة الرحيل.
"لنرحل من هنا قبل أن يجدنَـا" تابعتُ أُؤشر لهُ أن يذهب برفقتي.
"أخشَـى أنكِ ستهربين وحدكِ أيتهَـا الأميرة" هُـو تنهد مرة أُخرَى.
"ولمَ؟" عكـفتُ ذراعاي أنتظر منه إكمال حديثه.
"لدَي بعض الأمُـور لأُشرِف عليهَـا، خَـرائط أحتاج لجلبها من أجل معركتِـي القادمة وإلى ما هُنالِك" أخبرني چونجكوك بخططه القادمة.
"إلَـى اللقَـاء اذًا"
انحينَـا لبعضنَـا مرة أخيرة ووقفتهُ أراقبه يذهب من أمامي حتى أختفى.
وأستدرتُ بنية الرحيِـل أنا الأُخرَى.
ولَـكِني أصطدمتُ مُواجهة شيئًـا صُـلب.
ذَلِك العطـر، أعلم مالكهُ جيدًا.
ولم أكنُ مُستعدة لرفع رأسي لأُقابله، ولَـم أرغب بالحديث معهُ حتَـى.
تنفستُ الصعدَاء وابتعدتُ بضعة خطواتٍ للخلف.
أنتظرتهُ أن يرحل من أمامي ولكنهُ لم يفعل.
هل هو هنا لينحَـر عُنقي حقًـا؟
بالنهاية قررتُ أنا رفع رأسِـي والبدأ بالحديث.
"طَـاب مساءك أيهَـا الچـنرَال" قُلتُ بوجهٍ ثابت، أبتلعتُ غُصتي الذي تكونت اثر توتري المجهُـول السبب ولم أجرُؤ علَـى النظر بعينيه حتَـى.
كمَـا توقعتُ، هُـو لم يتحدث.
بغض النظر أنهُ شخصٌ مُخيف وغريب أطوار، إنهُ أبكم أيضًـا.
"طَـاب مساءكِ، أيتهَـا الأمِـيرة"
كدتُ أختنق بغُصتِـي ما إن تحدث هُـو.
فضلًا عن دهشتِـي أنهُ قادِر على التحدُث، كان صوتهُ مُريبًـا.
رفعتُ رأسي مرة أخرى أيتلع غُصتي، حاولتُ الإبتسام بوجهه دون الشعور بالذُعر وتقدمتُ للأمام بنية تخطيه.
ولكنهُ عاد يعترض طريقي.
"لمَ تعترِض طريقِـي؟" عقدتُ حاجباي إثرًا لفعله المُفاجئ.
هُـو أخذ خطوة للأمام، فتراجعتُ للخلف بالمُقابِـل.
"لَـقد لفَـت انتباهِـي حديثكِ برفقة القائد چونجكوك" هُـو قَـال بذات التعبير الثابت.
لرُبما چونجكوك مُحق، هو حقًـا لا يُبدي أي تعابيرٍ مُختلفة.
"وماذا بعد؟" خرَج صوتِـي مُهتزًا رُغم محاولتي للسيطرة علَـى ما أشعُـر به.
"ذَم الأخرِيـن في ظهُـورهم لَـيس سلوكًـا سليمًا" هُـو تابع، مرة أخرى يسير.
لمَ أتعرق؟ لمَ أشعُـر بالتوتر؟ لمَ أنا مذعُـورة؟ ما خطبُ هذا الشخص؟ لمَ أنا على غير سجيتي.
يجب أن أتمالك نفسي!
"هذَا السلُـوك لَـم يكُـن صادرًا مني، أيها الچنرَال" رددتُ أحافظ على المسافة البعيدة بيننا والحرص على عدم النظر لهُ.
"الچنـرَال، مِـن شيمه أن يتعـرَف على ماهيَّـة من أمامه، هكذَا يختَـار جنُـوده المخلصين، وهكذَا يُـحدد عدوهُ، من المُفترض بك أن تعلَـم مَـكنُـون كل من أمامك" تَـابعت أمنعهُ من الحديث.
"رُبما أنت لا تُتقن دورك"
وضعتُ يدِي ضِـد صدرهُ لأحث جسدهُ على الابتعاد من أمامِـي ففعَـل.
أمُل ألَّا ألتقيه حتى يلقى حتفهُ بأحد المعارك.
"ولكننِـي لَـم أُشِـر إليكِ قَـط بحديثِـي، وأنا أعلمكِ أكثر مما تعلمين نفسك، أيتها الأميرة"
___________________________
أنت تقرأ
نوڤا←كيم تايهيونج
Fanfiction"أرجُـو أن نُـولَد من جدِيد حَـيث أكُـون كيانًـا ضِـمن حدودكِ الأرضيَـة، حَـيث تستطيعِـين أن تجدينِـي بَـين ثنَـايَا الشَـمس بدلًا من ليالِـي الشتَـاء المُظلمـة، حَـيث سيكُـون لقائنَـا طويلًا كفاية ليُشبَـع حنين كُلٍ منَا للأخَـر، وحينهَـا أرجُـو أن...