رَكَـضتُ ورَكَـضت، وكَـان ذُعر الجندي برفقتِـي يحثني على الإسراع أكثَـر.
حتَـى أنتهَـى بِـي المطَـاف بسَـاحة تدريب الجنُـود.
والتِـي كانت أشبه بساحة للتعذِيب بهذا المَـوقِـف.
كُل شَـيء مُريب ويدعُـو للذُعر.
الجنُـود مُصطفين بالخَـلف يشَـاهدُون فردًا منهم علَـى وشك فقدَان حيَـاته.
بالجهة الأُخرى، كان هُناك الچنرَال تايهيونج، يخُـوض مبارزة حادة مَـع الفرد الضعيف أمامه.
كان الجُـندي أمامه عاجزًا عن مقاتلته، لا تُـوجد بقعة بملابسه إلا ولطختهَـا الدمَـاء، وجهه ينزَف، دمَـاءٌ تسيل من كفه المُمسك بالسيف، ورُغم إمتلاكه لسلاح إلا أنهُ لم يحارب هُـو فقط كان يَـصُد الچنرال عن شق وجهه لنصفين.
والمَـشهد الأكثر إخَـافة؛ هُـو الچنـرَال بذَاته.
شَـعرتُ لِـلحظة أنني لا أقِـف بمواجهة إنسان.
لَـقَد كَـان على وشك علَى قَـتل أحدهم، مُحَـافظًا على هدُوءه، ووجهه الثَـابِت.
بغمضة عَـينٍ أو أستطَـاع تجريد الضعيف أمامه من سلاحه تاركًـا إياه مُستلقٍ بالأرض، مُستعدٌ لتلقي موته دُون دفاع.
بالثانية التالية رَفَـع الچنرال نَـصل سيفه مُستعدًا لإنهاء الأخر، حينها أصابني الإستيعاب كَـضربة ثقيلة بالرأس.
"توقف أيها الچنرَال!" صِـحت أنظُـر لهُ بأعينٌ مُتسعة، حتمًـا يملأها الخوف.
يديه التي كانت مرفوعة خلف رأسه وهو يمسك بسيفه لَـم تتحرك انشًا.
ولكنهُ أدار رأسهُ لينظُر لِـي.
وعلى الجهة الأخرى نظر الجُـندي بالأرض وكأنهُ عاد للحياة.
"أنزِل سَـيفك" آمرتُ بصوتٍ مُرتعش.
كُنت شخصًا ثابتًا؛ ولكنني لا أعلم ما يُصيبني حين أكُـون أمامهُ.
"لمَ؟" هُـو سأل بهدُوء، حاجبيه يرتفعان.
"لا نقَـاش بالأوامر المَـلكية، والأن ضع سلاحك جانبًـا" أشرتُ للأرض فلَـم يعطي هو رد فعل.
"أنتِ الأمِـيرة؛ ولكن يبدُو أنني علَـى علمٍ بالقوانين أكثر منكِ، أنتِ أيضًـا لا تجيدين دوركِ" ردَّ بذات النبرة.
يديه هبطت لتستقر قربه؛ ولكنهُ لم يُفلت سيفه، وبطيئًـا هو بدأ يسير تجاهي.
"أتعلمِـين ما القَـانُون الوَحِـيد الذي يَـنُص على إيقافِ عَـن القِـتال؟" هُـو سأل يُميل برأسه، قدميه لاتزال تسير باتجاهي.
"إن كَـانت دِماء الجـنُود ستُراق" رددتُ أنا الأخرى أرفع رأسي لأتمكن من النظر لهُ نظرًا لفرق الطُـول.
"تمامًـا، وهَـل قُـلتُ أنا أننِـي سأقتلهُ؟" هُـو سأل مرة أُخرَى.
تِلك المرة هو كان أمامِـي مُباشرتًا.
رَفع الچنرال يدهُ باتجاهِـي وحين نظرتُ وجدتُ أنهُ يمُد لي سيفه.
"إن كُنتِـي على علمٍ بمتَـى يجب أن يتوقف الچنرال عن قتاله، فلا بُـد أنكِ تُجيدِيـن القتال أكثر مني، هيَّا أيتها الأميرة، تقدمي ودَربي الجنُـود"
هُـو نظر مُباشرة لعينَـاي يَـحُثني على إمساك سيفه.
لَـم أكُـن أخطط لأيٍ مما أراده ولكنني رأيتها فُرصة مُناسبة لإنتشال سيفه وإلقاءه بعيدًا.
لذا مددتُ يدي بالمُقابل، وكُنت على وشك امساكه حتَـى قاطعني هو.
"توقفي" هُـو قال مُقاطعًا إياي، حينها ناظرتهُ بإرتياب.
"أنتِ لا تفقهِـين شَـيئًا بالقتَال" أعاد الچنرال سيفه لقُربه.
ومرة أخرى عاد يسير باتجاهي.
"لَـقَد كُنتي علَـى وشك إمساك السَـيف من نصله، هذَا يعنِـي أنكِ لَـم تُلقنِـي ولَـو درسًـا واحدًا علَـى مدَار حياتِك عديمة النفع" هو تابع حديثهُ.
هل دعاني للتو بعديمة النفع؟
"مِـن المُفترض أن يعلم الچنرَال كُل شيء حَـول من أمامه ليتمكن من تحديد حليفه وعدوه" أقتبس حديثي سابقًـا.
"هَـا أنا أستطعتُ مَـعرفة كُل شيء مِـن لا شيء؛ ولكن ماذا أستطعتي أنتِ؟" مُجددًا هو رفع حاجبيه.
لَـم أكُن أريد المُتابعة بهذا الحدِيث، لم أكن أريد الوقوف برفقة هذا الشخص.
أنا فقط أريد الهَـرَب.
"أتعلمين ما أنتِ؟ حليفٌ أم عدو؟" أبتعد بضعة خطوات للخلف.
نفيتُ برأسي بطيئًا، آملة أن ينتهي فقط ويدعني.
مهلًا.
أنا الأميرة هُنَا، يَـحِق لي المُغَـادرة وفِـعل ما أشاء وذَلك الكاهِـن لا يملك سُلطة علَـي.
لمَ أفعل هذا حتى؟
"دعيني أخبركِ" هُـو لفت أنتباهِي مرة أخرى فنظرتُ لهُ.
"لستِ أيًا مِـنهُم، أنتِ فقَـط مِـثل ذلك الشخص هُناك" أبتعد الچنرال للجانب وأشَـر بنصل سيفه على الجُندي الذي كان سيقتلهُ قبل دقائق.
"إنهُ ساذج ويظنُ نفسهُ ذكيًـا" كان نظرهُ موجهًا للجُندي الذي لَـم يجرُأ علَـى الحراك.
"ولكنهُ أيضًـا، بخطئٍ صَـغير قَـد يُـحدِث كَـوارِث" تلك المرة هو حرك رأسهُ أتجاهي.
وكالعادة لم أفهم مغزاه من الحديث.
"إن تكَـاسل ذلك الجُـندي الأن، فهُـو سيفعل بساحة المَـعركة، وحينها لَـن يكُـون الثمن حياتهُ فقط، بل حيَـاة غيرهُ من الجنُـود"
"لذَا، أنا كُنتُ فقط أُلقنهُ درسًـا، وأجعل منهُ ذُو فائدة" مُجددًا وضع سيفهُ جانبًـا.
"والأن، اذَا أردتِ أن تكُوني ذات فائدة، أنصرفِـي ودعيني أُكمل عملِـي، لأنكِ لَـن تدفعي ثمن خسارة معركة، بل أنا"
أستدَار الچنرَال ليُعطيني ظهره وكَـان على وشك التقدم؛ ولكنهُ حرص على ترك بضعة كلمات أولًا.
"لا تقلقي، سأحرص على جعلكِ ذات فائدة أيضًا"
أنت تقرأ
نوڤا←كيم تايهيونج
Fanfiction"أرجُـو أن نُـولَد من جدِيد حَـيث أكُـون كيانًـا ضِـمن حدودكِ الأرضيَـة، حَـيث تستطيعِـين أن تجدينِـي بَـين ثنَـايَا الشَـمس بدلًا من ليالِـي الشتَـاء المُظلمـة، حَـيث سيكُـون لقائنَـا طويلًا كفاية ليُشبَـع حنين كُلٍ منَا للأخَـر، وحينهَـا أرجُـو أن...