تكملة *11* والأخير من الجزء الاول

30 3 4
                                    


الفصل الحادي عشر..2..

عندما يقرر العقل التحكم بسلوك صاحبه فسيلغي عمل القلب بشكل نهائي ولن يكون للمشاعر أي معنى حينها، لكن هل القرارات التي يخرج بها عقلك تكون دائماً قرارات صائبة رغم كون أن احداها سيتسبب بفقدانك أشياء وأشياء كانت لتكون سبب جعل الحياة تبدو أفضل مما هي؟

لكن ماذا عنها؟! كيف ستكون الحياة أفضل إن لم تستمع إلى عقلها؟


بعد تفكيرها الطويل قررت..... لن تبقى، وستحاول وتظل تحاول إلى أن تنسى.... أجل يمكنها النسيان، هذا ما أخبرها إياه عقلها بعد القرار...

اكتفت من التفكير وعليها التنفيذ..... هنا ستضع نقطة وستنتقل إلى سطور جديدة لكن مع بعض التغييرات فهي لم تعد كما كانت قبل عدة أشهر، باتت تعرف كل شيء أو هذا ما تعتقده، ربما بقي هناك بعض المفاجآت التي تنتظرها من يعلم؟! لن تستبعد هذا بعد كل ما حصل....

غيلبيرت ليس شقيقها، ومتى علمت؟ بعد أربعة وعشرين سنة! لماذا لم يخبراها بهذا؟ لماذا أخفيا عنها الأمر؟!

كان عليها أن تعرف على أي حال فهو لا يشبهها ولا يشبه والديها ولا أي أحد من عائلتها لكن! كيف لها أن تعرف وهي لم تفكر بهذا من قبل؟ لم تنظر إلى اختلافه على أن شيء غريب، بعد كل هذا ستتوقع حدوث أي شيء... لن تصدم من أي شيء قد يحدث بعد الآن، لن تفعل هذا لأنها اكتفت فأي صدمة ستأتي أقوى من الأمر الصادم الكامن في أعماقها؟!

حركت يدها لتستقر على صدرها وشعورها بالاختناق ما انفك يلازمها، لا تريد العودة إلى المنزل الآن والتفكير مرة أخرى، لا أبداً، هذا آخر شيء قد ترغب بفعله.... متأكدة أنها ما كانت ولن تكون صاحبة أثر قد يترك عنده، ومن هي بالنسبة له لتكون كذلك؟!

أغمضت عينيها وأخذت نفساً عميقاً أخرجته بهدوء وأخرجت كل شيء بداخلها معه وتغير شكلها فجأة......

انطفئ البريق من عينيها وما عاد للحياة أي معنى في تقاسيمها ولا حتى في صوتها عندما أعلنت أنه قد حان الوقت.... والتقطت هاتفها الذي تركته بجوارها منذ جلوسها على المقعد في هذه الحديقة الخالية في هذا الوقت من أي إنسان، وأي انسان قد يفكر بالبقاء خارجاً في هذا الوقت سوى أمثالها؟

أسقطت بصرها على هاتفها بين يديها وأعادت فتحه لتجد كم الاتصالات الواردة من مناسا ووالدتها والبقية حتى أندرو.... لا بد أنهم قلقوا عليها فهي لم تذهب إلى الجامعة في اليومين الماضيين واختفت فجأة.....

لم تُعد تشغيل هاتفها منذ تلك الليلة وحتى هذه اللحظة... ليس وكأنها تريد فتحه الآن بل لأنها تريده هو! تريد الاتصال به والتكلم معه، كان بإمكانها فعل ذلك بهاتف آخر لكنها لم تحتفظ بالرقم بداخل عقلها...... لا تعلم كيف ستكون ردة فعله لكنها متأكدة أنه في مكان ما ويراقبها من بعيد..

رماد تختبئ تحته النارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن