- يا.. إلهي...
بصعوبة خرجت هذه الكلمة من بين شفتيها وهي تكاد تجزم أن الهواء من حولها قد نفذ بالفعل... ضربات قلبها تتسارع بشكل لا تستطيع تحمله أكثر وهي بالكاد تستطيع تحريك عينيها..... هذا هو الشيء الوحيد الذي كانت تتمنى ألا يحدث لها خاصة بهذه الفترة..... حاولت جاهدة رفع نفسها عن السرير لكن سرعان ما يجعلها دوارها الحاد الذي تعاني منه تعيد رأسها لوسادتها.... كانت الأرض تدور بها ورأسها يكاد يتحول إلى قطع صغيرة متناثرة وقد شعرت بهذا بالفعل... رفعت يدها وجعلتها على جبينها وتمتمت بإرهاق:
- آه.. لا أستطيع التحمل أكثر، يا إلهي ساعدني، أفضل أن أموت على أن أقاسي كل هذا.....
أخرجت أنفاسها بصعوبة وضغطت على نفسها مرة أخرى لكي ترفع نفسها... عليها أن تنهض وتنشط نفسها، لن يفيدها البقاء في السرير أكثر من اليوم الذي بقيته.... يوم كامل بقيت فيه طريحة الفراش ولكن هذا الشيء لم يحسن من حالتها.....
وبمنتصف موجة المرض التي تعاني منه ابتسمت ساخرة من نفسها فجأة... هل جُنَّت وفقدت عقلها؟!
شعرت بالاستكانة للحظات فاستغلتها وجلست على سريرها وقد قررت أخذ حمامٍ سريع وبارد يبعد عنها الحمى ويعيد لها نشاطها......
~~~~~~~~
جلست على كرسيها أمام مرآتها بهدوء وصففت شعرها ووضعت القليل القليل من مساحيق التجميل على وجهها وعندما انتهت نظرت للساعة فوجدتها تشير للتاسعة صباحاً.....
أخذت حقيبتها وأخرجت حذاءً بكعب متوسط الطول وانتعلته سيكون هذا أفضل من ارتداءها حذاءً عالياً لأنها ما زالت تشعر بالدوار ويمكن أن يختل توازنها...
تحركت حيث الطاولة الملحقة بسريرها وأخرجت من الدرج الأول علبة الدواء التي من المفترض أن تساعدها وتحسن من حالها وحملت قارورة الماء من فوق الطاولة وارتشفت منها بعد أن تناولت حبة الدواء ووضعت هاتفها في حقيبتها.....
~~~~~~~~~~~~~~~~
جلست أمام المقود بسيارتها وألقت حقيبتها على المقعد الذي بجوارها بإهمال... أرخت نفسها على المقعد وأعادت ظهرها للخلف وأغمضت عينيها قليلاً وبدأت تتنفس بصوتٍ مسموع....
بعد عدة دقائق امتدت يدها للمقود وحركت السيارة منطلقة بها إلى الجامعة.....
~~~~~~~~~~~~~~~~
أوقفت سيارتها أمام مدخل الجامعة وسحبت حقيبتها وترجلت بكل هدوء لتسير محاولة الاتزان بسيرها والدوار ما زالت تعاني منه لكن بشكل أقل من السابق أي أنها على الأقل تستطيع التحمل....
أنت تقرأ
رماد تختبئ تحته النار
Mystery / Thrillerحياةٌ باتت رمادية غابرة لا تعرف معنى الازدهار، نيرانٌ متوهجة حاولت تغطيتها بذرات رمادٍ آملة أن تطفئها لعلها وعساها تنسى، لكن؟!... لمَ لا؟ لماذا لا يزال كل شيءٍ عالقاً في عقلها؟! هل هذا كلُ شيء؟ أن تبقى أسيرة الماضي!