*7*

48 5 4
                                    

كم هو مزعج هذا الشعور الذي ينتابه الآن...

لم يرغب بالتغير بهذه الطريقة ولكن لا أحد يعلم ما يخبئه القدر له... ولا أحد يضمن أن تبقى حالته ثابتة... ولا عجب في ذلك بما أن الحياة مثل رسم مخطط القلب إذا كان على مستوى واحد فهذا يدل على أن الإنسان ميت...

يدفن المرء أحياناً صندوقاً مليئاً بالأسرار في قاع محيط مظلم متيقناً أن المحيط كاتم أسرار جيد يضيع بداخله كل ما سقط به ولكن ما يجهله المرء حين يفكر بذلك هو أنه سيأتي يوم وسيقوم المحيط وهو كاتم الأسرار بقذف محتوياته إلى الخارج بفضل تلك الأمواج التي ستملأ سطحه أو ستخرج من عمقه خاصة إذا كانت بسبب عاصفة قوية أتت لتنتشل ذلك الصندوق..... وهكذا لا يوجد شيء يبقى مخفياً وراء طيات الماضي دون أمل باكتشافه فكل شيء له يومه ويوم بعض هذه الأسرار أصبح وشيكاً ما دام قد عزم على اكتشافها.......

الشكوك التي انتابته في الأيام الأخيرة دفعته للتفكير ملياً بكل زاوية ليكتشف هكذا بعض الثغرات والتي دفعته إلى فعل ما عزم عليه.. سيجد ما يبحث عنه وسينتقم من أجل صديق طفولته الذي لم ولن يفارق ذاكرته أبداً....

********************************

مضى يومان طبيعيان جداً بعد سفر جيو إلى ألمانيا وقبل مغادرته لم يحدث الكثير فقط استمر ببروده الذي كان يزداد أكثر وأكثر وبدأت تغلفه هالة من الغموض الغريب.... عادت كروس للعمل في الجامعة بعد أن شعرت بأنها أفضل حالاً ولكنها ما زالت تعيش في قصر أوليفيا فهي لم تسمح لها بالعودة لمنزلها بعد....

(وفي اليوم التالي في الجامعة وبالتحديد قرب بوابة الخروج من الحرم الجامعي)

وقف أندرو بعينين متسعتين وفم مفتوح إثر الصدمة التي تلقاها دماغه بسبب رؤيته لهذا الفتى صاحب الثلاثة عشر ربيعاً يقف ويديه مكتفة أمام صدره والغضب مشتعل بعينيه.... يشبه أندرو بشكله لكنه يعاكسه تماماً بشخصيته التي تتضح من حركاته... بدا أندرو خائفاً من شقيقه الصغير رغم فارق السن بينهما إلا أنه يخاف هذا الفتى ويصفه بالشيطان.... بقي متجمداً مكانه وما زال يحدق بشقيقه الذي هو الآخر بقي واقفاً دون تغير من وضعيته...... انتبه الطلاب لوجود ذلك الفتى فاقتربوا ليفهموا ما القصة والتساؤلات تملأ رأسهم فماذا يفعل فتى صغير في حرم الجامعة؟! ومن بعيد تساءل دانيال في نفسه عما يحدث هناك حيث يتجمع الطلاب بذلك الشكل وسرعان ما ترجم لسانه سؤاله في نفسه وهو يوجه نظره للبقية.. زاك وريك وهنري فقال زاك بابتسامة:

- لابد أن هناك أمراً ممتعاً فما رأيكم لو نذهب...

ولم يكد ينهي كلامه حتى أصبحوا بين حشود الطلاب وتقدموا أكثر فأكثر إلى أن توقفوا مكانهم متجمدين مصدومين هم أيضاً كما فعل أندرو.... تمتم زاك بصدمة:

رماد تختبئ تحته النارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن