كانت الساعة تشير للثانية عشر منتصف الليل حيث كانت الستارة السوداء منسدلة تتناثر بها تلك اللآلئ اللامعة لتغطي هذه البقعة من الأرض.......
على تلك الصخرة القريبة من البحيرة كانت تجلس باستكانة تتأمل انعكاس قرص القمر المكتمل في المياه...
عاد لذاكرتها ما حدث لها وشقيقها بسببه لتكلم نفسها بعد أن تنهدت بهدوء:
- هذا وعد أقطعه على نفسي لا تحلموا بأن تعيشوا براحة بعد هذا الوقت فقط انتظروا...
كانت تحدث نفسها بصوت منخفض...رفعت يدها ومسحت دمعة يتيمة نزلت على وجنتها لتذكرها لما حصل بالسابق.... هبت نسمات رياحٍ باردة حركت أوراق الأشجار بخفة جاعلة جسدها يقشعر عندما شعرت بها........
أدخلت الهواء إلى رئتيها بهدوء وبقيت على وضعيتها تلك تتأمل البحيرة بسكون.....
********************************************************
كان يتمشى وحده وهو يضع يده اليمنى بجيب بنطاله والأخرى يحمل بها هاتفه وهو ينظر إليه حتى توقف قريباً من هناك وسمع كل شيء كانت تقوله تلك الفتاة...
كانت تنظر إلى قلادتها التي بين يديها وهي شاردة تفكر حتى تقدم إليها ذلك الشخص قائلاً ببرود....
- ماذا تفعلين هنا كروستافيا؟
التفتت كروس إلى الخلف لترى من هذا ثم وقفت وهي تقول:
- جيو...
تقدم أكثر وهو ينظر للأمام حيث البحيرة وقال:
- لقد تأخر الوقت لماذا ما زلتِ مستيقظة؟
- هذا الكلام موجهٌ لكَ أيضاً...
قال ببرود وهو لا يزال ينظر إلى البحيرة:
- لقد سمعتك...
نظرت إليه وقالت:
- ماذا تعني... ماذا سمعت؟
قام بالالتفات إليها وقال:
- محادثتك عند الكوخ صباحاً.. والآن....
حدقت به جيداً وقالت بصوت منخفض:
- ماذا سمعت؟
لم يتكلم أبداً ولكن بقي ينظر إليها ببرود فعادت تقول بصوت مرتفع قليلاً:
أنت تقرأ
رماد تختبئ تحته النار
Mystery / Thrillerحياةٌ باتت رمادية غابرة لا تعرف معنى الازدهار، نيرانٌ متوهجة حاولت تغطيتها بذرات رمادٍ آملة أن تطفئها لعلها وعساها تنسى، لكن؟!... لمَ لا؟ لماذا لا يزال كل شيءٍ عالقاً في عقلها؟! هل هذا كلُ شيء؟ أن تبقى أسيرة الماضي!