الفصل الثامن....
استمر تحديقها لما بين يديها باستغراب بينما التساؤلات تملأ رأسها عن سبب وجود هذا الكتاب الذي ومن الظاهر أنه مكتوب بخط اليد باللغة الإسبانية... والأكثر جلبة للحيرة هو أن هذا الخط خط غيلبيرت! منذ متى يعرف هذه اللغة بهذا الشكل؟! عن نفسها هي يمكنها القول أنها تعرف بعض الكلمات.... تذكر تماماً كيف كانت وغيلبيرت يتكلمان بها في السابق لكن بشكل ضعيف جداً بدافع اللهو لكن ما تراه الآن يبين لها أن لــ غيلبيرت معرفة وثيقة بهذه اللغة... بالتأكيد هذا الكتاب مكتوب باللغة الإسبانية لأنها استطاعت تمييز معنى بعض الكلمات في الصفحات الأولى لكنها لم تفدها في معرفة محتوى الكتاب.... لم تكن منتبهة لوجوده ضمن هذه الكتب من قبل... لم تفكر في تفتيش محتوى المكتب حتى هذا الحين عندما قررت ترتيب المنزل وتنظيفه بعد أن عادت إليه بعد نقاش طويل مع أوليفيا انتهى بموافقتها..... هذا هو أفضل شيء حدث حتى الآن بما أنها ابتعدت عن جيو الجالب للمشاكل في دماغها....
تركت التفكير بما حصل في وقت سابق من اليوم وأعادت اهتمامها إلى هذا الكتاب ذو الغلاف المخملي الأسود.... حسناً الشخص الوحيد الذي يمكنه الإجابة عن تساؤلاتها هو غيلبيرت.....
دلفت إلى داخل غرفتها ووضعت ذلك الكتاب على الطاولة المرفقة بجوار سريرها ثم قصدت الحمام لتنعش جسدها باستحمام سريع بعد هذا العمل... لكن ذهنها لم يتوقف عن العمل ولم يحصل على الاسترخاء المطلوب وكيف لها ذلك وهي تفكر بهذا اللغز الجديد؟!
أوقفت تدفق قطرات المياه على جسدها وامتدت يدها لتمسك بمنشفتها البيضاء وأحاطت جسدها بها وكذلك فعلت بشعرها وخرجت من الحمام وارتدت أول ما وقعت يدها عليه من ملابس مريحة للنوم بتثاقل....
وعندما أصبحت الساعة تشير للعاشرة مساءً كانت كروس جالسة أمام التلفاز تتابع احدى البرامج وبيدها كوب قهوة ترتشفه بأجواء هادئة من حولها عدا عن رأسها الذي كان يحارب لكي يحصل على هدوءه حيث أنها أصبحت تعاني من بعض الصداع.....
وضعت قهوتها على الطاولة الزجاجية أمامها بعد أن ارتشفت ما بقي دفعة واحدة ثم استرخت على الأريكة وأغمضت عينيها في حين امتدت يدها تضغط على جانبي رأسها تحاول التخفيف من ألمه...
كانت تريد أن تنعم بالهدوء لكن هناك من حال دون ذلك....
فتحت عينيها بوهن وحركت رأسها بتعب لتنظر لهاتفها الموضوع بجوارها على الأريكة عندما سمعت نغماته معلنة عن وصول رسالة ما فالتقطته وتأملت الرسالة بعينين شبه مفتوحتين......
- (الحكيم لا زال يفكر أما الأحمق فقد أخذ قراره... والآن تصبحين على خير وأحلاماً سعيدة).
نظرت مراراً وتكراراً إلى الرسالة الموجزة والتي لم تكن تعلم من هو صاحبها فهذه أول مرة ترى فيها هذا الرقم.....
أنت تقرأ
رماد تختبئ تحته النار
Mystery / Thrillerحياةٌ باتت رمادية غابرة لا تعرف معنى الازدهار، نيرانٌ متوهجة حاولت تغطيتها بذرات رمادٍ آملة أن تطفئها لعلها وعساها تنسى، لكن؟!... لمَ لا؟ لماذا لا يزال كل شيءٍ عالقاً في عقلها؟! هل هذا كلُ شيء؟ أن تبقى أسيرة الماضي!