«٣»

192 47 47
                                    

أثناء تلاشي خيوط الشمسِ في مشهدٍ تتألمُ له القلوب..

كانت «تشو-هي» تخطو خطواتٍ سريعةٍ دخولًا إلى أحدِ مراكزِ التسوقِ الكُبرى في (سيول) بعدما أنهت عملَها؛ رغبةً منها أن تشتري فستانًا جديدًا في أسرعِ وقتٍ ممكنٍ؛ لـحضور حفل زفاف إحدى صديقاتها الذي سيُقام في المساءِ، أي بعد ساعةٍ أو اثنتين.
هرولت نحو أولِ إتيليه التقطتُه عيناهَا..

«مِن فضلِكِ.. هل يُمكِنكِ مُساعدتي في إيجادِ فُستانٍ مناسبٍ ذو لونٍ هادئٍ؟».
قالتها بابتسامةٍ لطيفةٍ لـفتاةِ من طاقمِ العملِ، بينما تحاول تنظيم خُصلاتِ شعرِها التي تبعثرت؛ إثر حركتها السريعة.

رمقتها الفتاةُ بنظرةٍ ساخرةٍ، وظلَّت تتأملها لـثوانٍ بِدءً مِن خُصلاتِ شعرِها، وحتى أخمُصِ قدميّها..

ثُمَّ ابتسمت بجانبيةِ قائلةً بينما تعقد ساعديها أمام صدرِها:
«للأسف لَمْ نفتتح قِسمًا للباندا بعد! رُبما عليكِ يا سيدة أن تتبعي حميةً غذائيةً قاسيةً؛ كي تستطيعي شراءَ أي شيئٍ مِنْ هُنا، فهذا الإتيليه للجميلات فقط».

صُدِمَت المسكينةُ في تلكَ اللحظةِ، لدرجةِ أنها لَم تُدرِكْ أنَّ دموعَها قد فازت وانسابت من عينيها؛ لتنُم عَن مقدارِ حرقةِ قلبِها في هذه اللحظةِ..

بل وأضافت فتاةٌ أخرى من الطاقم في حنقٍ ونبرةِ مُتحذلقةٍ: «لقد دمرتِ معايير الجمالِ في دولتِنا يا هذه!».

أرادت أن تصرخ! شعرت بدوارٍ أصاب رأسَها، روحها ترتجف! أُلجِمَ لسانُها..
بينما قلبها قد هشمه الشعورُ بالقهرِ.

أنتَ مرآتك✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن