«٤»

185 47 96
                                    

كان ذلك اللطيفِ يمسكُ بهاتفِه مُتطلعًا إلى الساعةِ للمرةِ العاشرةِ تقريبًا على التوالي..
ينتظر حبيبتُه في شارع (باب المنارة) بموطنهما (تونس) الخضراء، كما اتفقا سابقًا مُنذُ يومين..
يتأمل المارةَ لعلها تكون إحداهنَّ!
يُفكِر بحماسٍ في ردةِ فعلِها حينما ترى باقةَ التوليبِ الأرجواني التي أحضرها إليها؛ فـهو يعلم أنه المُفضَلُ إليّها، كما أنَّه سيُخبرِها وأخيرًا أنه وبعد سنةٍ كاملةٍ مِن العمل الشاق؛ استطاع أن يؤهلَ ذاته لطلبِ يدِها مِن أبيها!
لا يُمكِنه وصف سعادتِه.. يكادُ قلبُه أن يُحلِقَ!

حسنًا لقد تأخرت بالفعلِ! قررَّ أخيرًا أن يُراسِلها..

حبيبتي؟».
ديالا.. لِمَ تأخرتِ؟».
هل أنتِ بخيرٍ؟».
لدىَّ مُفآجأة إليّكِ!».
أو.. مُفآجأتان بمعنى أصحٍ».

[تمت الرؤية من قبلِ حبيبتي⁦♡⁩]

[حبيبتي♡⁩ تكتب..]

«لن آتي..»_

تفآجأ كثيرًا! بل وأصابه الإحباط وكثير مِن.. مِن خيبةِ الأمل!

ولِمَ؟!»
لقد كان اتفاقًا يا ديالا
حسنًا.. فقط أخبريني، هل أنتِ على ما يُرام؟».

[تَمَّت الرؤية من قبلِ حبيبتي⁦♡⁩]

[حبيبتي⁦♡⁩ تكتب..]

«بلا مُبرراتٍ يا مُعِز»_
«نحنُ لا نصلحُ لبعضِنا وانتهى الأمرُ!»_

ظلَّ «مُعِز» يكررُ قراءةَ هذه العبارةِ وهو يحاول استيعابَ ما أرسلته له للتو!
رُبما أخطأت بالإرسالِ! كيفَ واللعنة أخطأت؟!

اتصل بها لعلها توضِح..!
ردَّت أخيرًا بعد الاتصالِ الرابعِ رُبما..

تنهَّد عدةَ مراتٍ وصوته يشوبه رعشةٌ طفيفةٌ وكأنَّه كان يركُضُ لأميالٍ وهو يهتف بتوترٍ وعصبيةٍ:
«ديالا! ما هذا الذي أرسلتيه؟ لا بُدَّ وأنكِ اختلطَّ عليكِ الأمرُ وأخطأتِ في الكتابةِ، أو رُبما خطأ لوحةِ المفاتيح.. أليس كذلكَ؟».

زفرت بحنقٍ ثُمَّ صاحت بلا مُقدماتٍ:
«لا لم يكُن خطئًا! أنا لستُ لكَ!..».

مررَّ يدُه بين خُصلاتِ شعرِه في عصبية:
«ولِمَ.. ما الذي حدث فجأة!».

«لقد أرسلت لي صديقتي صورًا لي أنا وأنتَ في حفلِ زفافها الذي كُنّا به مُنذ شهرٍ معًا.. أنتَ تبدو أقصرَ مني يا مُعِز دون حتى أن أرتدي كعبًا عاليًا.. ما هذا العار؟! أتزوجُ قزمًا! ليس بي عيبًا كي أقبلَ بكَ

انفطرَ قلبه، بل وتهشمت قدرته على المقاومةِ..
«قِزمٌ! هل الآن فقط اكتشفتِ أنني قصيرٌ؟ بعد أكثرِ مِن عامٍ من الحُبِ، ماذا عن معافرتي كي أكن معكِ؟، ماذا عنَ.. ماذا عَن قلبي؟ أنا لَمْ أؤذيكِ في شيئٍ!».

كان يصرخُ في الشارعِ بعدما ألقى بباقةِ التيوليب على الأرضِ، كما ألقت هي بقلبِه!

وكأنَّ الحُب أصبحَ مِن حقِ الشبابِ طوالِ القامةِ فقط!

أنتَ مرآتك✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن