تقول احداهن تقدم ﻟﺨﻄﺒﺘﻲ ﻣﺮﺗﻴﻦ و رفضت، و في اﻟﻤﺮة الثالثة أﺻﺮّ أﺑﻲ و ﻗﺎل : " إذا ﺟﺎﺀﻛﻢ ﻣﻦ ﺗﺮﺿﻮن دﻳﻨﻪ وﺧﻠﻘﻪ ﻓﺰوﺟﻮه "
ﻗﻠﺖ : " ﻻ أﺣﺒﻪ ﻳﺎ أﺑﻲ "
ﻓﻘﺎل : " اﻟﺤﺐ ُلا ﻳﺒﻨﻲ اﻟﺒﻴﻮتَ ﻳﺎ ﺑﻨﻴﺘﻲ، لا أدري ﻣﺎ ﺳﺮ ﺗﻤﺴﻜﻪ ﺑﻚِ، اﻟﺸﺎبُ ﺧﻠﻮقٌ ﻻ ﺗﻀﻴﻌﻴﻪ ﻭﻧﺤﺴﺒﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ، ﻗﺎﺑﻠﻴﻪ وﻟﻮ ﻟﻤﺮة و إن ﻟﻢ ﺗﺄﻟﻔﻴﻪ ﻓﺄﻋﺪك ﺑﺄﻻ أﺿﻐﻂ ﻋﻠﻴﻚِ ﺑﻌﺪ الآن "
ﻛﻞ ﺣُﺠﺠﻲ ﺑﺎﺀَت ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ وﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺑﺎﻟﺸﺠﺎﻋﺔ اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻷﺧﺒﺮ أﺑﻲ أن ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻣﺘﻴﻤﺔٌ ﺑﺂﺧﺮ ! اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ أﻧﻪ ﺧﻠﻮق
ﻗﺒﻞ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻪِ ﺑﺴﺎﻋﺎتٍ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺗﻠﻘﻴﺖُ دﻋوة ﻟﺤﻀﻮر ﺣﻔﻞ ﺧِﻄﺒﺔ اﻟﻤﺤﺒﻮب ... ﻓﺒﻜﻴﺖ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻣﺮة ﻟﻀﻴﺎع اﻟﻤﺤﺒﻮب وﻣﺮة ﻹﻗﺒﺎل اﻟﺨﻠﻮف، ﻋﺰﻣﺖ ﻋﻠﻰ أن ﻳﺮﻓﻀﻨﻲ ﻗﺒﻞ أن أرﻓﻀﻪ ﻛﺮهته وقتها دون ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ
و ﻣﻦ ﺛﻢ ﻗﺎﺑﻠﺘﻪ : ﻣﺤﺎﻓﻆٌٌ ﻋﻠﻰ ﺻﻼة الجماعة، ﺣﺎﻣﻞ ﻟﻜﺘﺎب ﺍﻟﻠﻪ، ورده اﻟﻴﻮﻣﻲ ﺛﺎﺑﺖ، ﺻﺎرم ﺑﺸﺄن ﺿﻮﺍﺑﻂ اﻟﺨﻄﻮﺑﺔ، ﺣﺮﻳﺺٌ ﻋﻠﻰ الأذكار، أﻣﺎ ﺑﺸﺄن ﺣﻔﻞ الزفاف الإﺳﻼﻣﻲ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺘﺮض ﺑﻞ ﻃﻠﺐ ! ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻌﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﺼﻮىﺗﻪ ! ﻛﺎن وﺳﻴﻤﺎ ﺑﺪرﺟﺔ زادﺗﻨﻲ ﻛﺮها ﻋﻠﻰ ﻛﺮهي اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻛﻤﺎ أردت !.
ذﻟﻚ ﻻ ﻳهم ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﺧﻠﻮﻗﺎ وﻻ ﻧﺘﻔﻖ، رﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻧﺨﻠﻖ ﻟﺒﻌﻀﻨﺎ اﻟﺒﻌﺾ، ﻣﺎ ﻋﻠﻲّ إلا ﺻﻼة الإستخارة ...
ﻛﻨﺖ أﺷﻌﺮ ﺑﺮاﺣﺔٍ و لا أدري ﻣﺎ اﻟﺴﺒﺐ، ﻛﺬّﺑﺖ ﻧﻔﺴﻲ و ﻗﻠﺖ ﺳﺄرﻓﺾ و ﻣﺎ الضرر ﻟﻮ ﻧﻔﻴﺖ ! ﻓﺘﺬﻛﺮت اﺑﻦ ﺣﺰم ﺣﻴﻦ ﻗﺎل : " اﻟﺤﺐ هو اﺗﺼﺎلٌ ﺑﻴﻦ أﺟﺰاﺀ اﻟﻨﻔﻮسِ اﻟﺘﻲ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ لها أن ﺗﺤﺐ "
ﻓﻘﻠﺖ : " و ﻟﻜﻨﻨﻲ أﺣﺒﺒﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﻜﻴﻒ ﻟﻠﺸﺨﺺ أن ﻳﻌﺸﻖ ﻣﺮﺗﻴﻦ ! ؟ "
و ﻻ ﺃدّﻋﻲ إن ﻗﻠﺖ ﺑﺄن ﻋﺒﺎرة ﻃﺮأت ﺑﺒﺎﻟﻲ سمعتها ﻣﻨﺬ أن ﻛﻨﺖ ﻓﻰ الإعدادية ﺗﻘﻮل : " إذا وﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺣﺐ ﺷﺨﺼﻴﻦ ﻓﻰ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ ﻓﺎﺧﺘﺎر اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻷﻧﻚ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺗﺤﺐ الأول ﻟﻤﺎ وﻗﻌﺖ ﻓﻰ ﺣﺐ اﻵﺧﺮ ".
وﻛﻠﺖُ ﺃﻣﺮي ﻟﻠﻪ وﻗﺒﻠﺖْ و ﻟﻜﻦ ﺑﺪاﺧﻠﻲ ﻛﻨﺖ أدرك أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺤﺐ ﻋﻠﻰ الإطلاق، الحب ﺟﺮﺑّﺘﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻛﺎن ﺷﻌﻮرا أﻋﻤﻖ ﻣﻦ ذﻟﻚ ...
ﻣﺮت اﻟﺨﻄﻮﺑﺔ و أﻧﺎ ﺑﻴﻦ ﻧﺎرﻳﻦ ﺗﺎرة أﻣﻴﻞ إﻟﻴﻪ و تارة أﺷﺘﺎق إﻟﻰ المحبوب السري .
ﻛﺮهت ﻧﻔﺴﻲ ﻭﻛﺮهته و كرهت ﻛﻞ ﺷﻲﺀ، ﻛﻨﺖ أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻨﻔﺎق ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻲ ... ﻛﻴﻒ ﺳﻨﻌﻘﺪ القران ﻋﻤﺎ ﻗﺮﻳﺐ و أﻧﺎ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﺑﺂﺧﺮ، ﺳﺠﺪت ﻓﻲ إحدى اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ و بكيت، لا أﻋﻠﻢ هل ﻛﻨﺖ أﺑﻜﻲ ﻷﺟﻠﻪ أم لأﺟﻠﻲ وﻟﻜﻦ وﺟﺪﺗﻨﻲ أردد :
" اللهم دﺑﺮ ﻟﻲ ﺃﻣﺮي ﻓﺈﻧﻲ ﻻ أﺣﺴﻦ اﻟﺘﺪﺑﻴﺮ "ﻛﻨﺖ أقرأ رواية " ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ زوﺟﻲ في الأتوبيس " انتهيت منها ﺛﻢ اﺑﺘﺴﻤﺖ وﻗﻠﺖ : " ﺗﺮﻯ ﻣﺘﻰ ﺳﺄﻛﺘﺸﻔﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪ ﻳُﻮﺳﻒ؟ "
اﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﺧﻄﺐ ﻗﺮﻳﺒﺘﻲ وﻷﻧﻪ ﻻ أﺣﺪ ﻳﺪري ﺑﺤﺒﻲ ﻓﻜﻨﺖ ﻣﻀﻄﺮة ﻟﻠﺬهاب، ﻛﻨﺖ أدري ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﺸﺨﺺ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻐﺎﺿﻴﺖ ﻋﻦ ذﻟﻚ وﻟﻢ أرى إلا ﻣﺤﺎﺳﻨﻪ أﻣﺎﻣﻲ و ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎل : " ﻣﺮآة لﻟﺤﺐ ﻋﻤﻴﺎﺀ "
ﻛﺎن أﺑﻲ ﻣﺴﺎﻓﺮا ﻓﺄوﺻﻠﻨﺎ اﻟﺴﻴﺪ ﻳُﻮﺳﻒ ﺑﺴﻴﺎرﺗﻪ و اﻛﺘﻤﻞ اليوم و اﺻﻄﺪﻣﺖ اﻟﺴﻴﺎرة ﺑﺄﺧﺮى ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﺨﻄﺄ ﻋﻠﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﻛﺎن الأخرق الآﺧﺮ هو من يقود بهمجية، وﺻﻮت اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻓﻲ ﺳﻴﺎرﺗﻪ أﺻﺎﺑﻨﺎ ﺑﺎﻟﺼﻤﻢ و اﻟﻌﺠﻴﺐ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺘﺬر ﺑﻞ ﺃﺧﺬ ﻳﺴﺐ و ﻳﺸﺘﻢ ! و اﻟﻤﺤﺒﺐ أن ﻳُﻮﺳﻒ اﺑﺘﺴﻢ ! ﺣﺴﻨﺎ ﻻ ﺗﺴﺄﻟﻮا هل هذا وﻗﺖ الإﺑﺘﺴﺎم؟ ﺣﺘﻰ أﻧﺎ ﻗﻠﺖ ذﻟﻚ و ﻟﻜﻦ اﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺎﺗﻨﺔ لا أﻧﻜﺮ ذﻟﻚ، المهم اﺑﺘﺴﻢ و قال : " رﺑﻨﺎ يهدﻳﻚ "..
و ﻛﺄﻧﻪ ﺳﺒّﻪ ﻣﺜﻼ ﻟﻜﻲ ﻳﺰداد الآﺧﺮ ﻋﺼﺒﻴﺔ وﻳﺘﻔﻮه ﺑﻌﺒﺎرات ﻣﻘﺰزة تشبهه، الأﻣﺮ أزﻋﺠﺒﻨﻲ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎﺭﺓ و لا أدري لماذا ! ، الصادم أﻧﻪ ﻛﺎن اﻟﻤﺤﺒﻮب ! رأﻳﺘﻪ و اﻟﻌﺠﻴﺐ ﻟﻢ ﻳﺨﻔﻖ ﻗﻠﺒﻲ ﻛﻤﺎ اﻋﺘﺎد ! ؟ رأﻳﺖ الإﺛﻨﻴﻦ أﻣﺎﻣﻲ و ﻟﻜﻦ ﺷﺘّﺎن ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺸﺎﺑﻴﻦ وقتها اﺑﺘﺴﻤﺖ و ﺗﺬﻛﺮت ﻋﺒﺎرة ﺃﺑﻲ : " اﻟﺤﺐُ لا ﻳﺒﻨﻲ اﻟﺒﻴﻮﺕَ ﻳﺎ ﺑﻨﻴﺘﻲ "...
ﺗﺮى ﻣﺎذا ﻟﻮ أﺣﺒﻨﻲ اﻟﻤﺤﺒﻮب وﺗﻘﺪم ﻟﻲ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﻛﻨﺖ ﻛﺎﻟﺤﻤﻘﺎء ﺳﺄﻗﺒﻞ ! وقتها رددت : " وَﻋَﺴَﻰٰ أَنْ ﺗَﻜْﺮَهُوا ﺷَﻴْﺌًﺎ وَ هُوََ ﺧَﻴْﺮٌ ﻟَّﻜُﻢْ ۖ وَ َﻋَﺴَﻰٰ أَنْ ﺗُﺤِﺒُّﻮﺍ ﺷَﻴْﺌًﺎ و هُوَ ﺷَﺮٌّ ﻟَّﻜُﻢْ ۗ وَ اﻟﻠَّﻪُ ﻳَﻌْﻠَﻢُ وَ أَﻧﺘُﻢْ ﻟَﺎ ﺗَﻌْﻠَﻤُﻮن"
اﻛﺘﺸﻔﺘﻚ ﻋﻠﻰ ﻗﺎرﻋﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻳﺎ ﺳﻴﺪ ﻳُﻮﺳُﻒ .ﻋﻘﺪﻧﺎ القران ﻓﻨﻈﺮ إﻟﻲّ و اﺑﺘﺴﻢ، ﺗﺒﺎ ﻟﻪ إن اﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﺗﻔﺘﺘﻨﻲ !
ﻓﻘﻠﺖ : " ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻟﺨﻄﺒﺘﻲ ﻣﺮﺗﻴﻦ و رُﻓﻀﺖ، ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻨﻲ ﻣﻨﺘﻘﺒﺔ و ﻟﻢ ﺗﺮﻧﻲ ! ﻓﻠﻤﺎذا ﺗﻤﺴﻜﺖ؟ "
ها هو ﻳﺒﺘﺴﻢ ﻣﺮة أﺧﺮى ! أ حقا ﻳﺪري ﻣﻔﻌﻮل اﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﻋﻠﻲّ أم أﻧﻪ ﻳﺒﺘﺴﻢ ﻗﺪرا؟
ﻓﻘﺎل : " رُﺑﻤﺎ ﻟﻦ ﻳﻘﻨﻌﻚِ ﺟﻮاﺑﻲ ﻟﻮ ﻗﻠﺖ ﻻ أدري ! ﻗﺎﻟﻮ مهذبةٌٌ ﻓﻔﻜﺮت، ﻋﻠﻤﺖُ أﻧﻚِ ﻣﻨﺘﻘﺒﺔ ﻓﺄﺣﺒﺒﺖُ، ﺳﺄﻟﺖُ ﻋﻨﻚِ ﻓﺄﻗﺪﻣﺖُ رﻓﻀﺖ ﻣﺮة ﻓﻘﻠﺖ ﻻ ﺑﺄس ﺣﺎوﻟﺖ ﺑﻌﺪ ﻋﺎمٍ ﻟﻌﻞ و ﻋﺴﻰ ﻓﺮﻓﻀﺘﻲ ﻣﺮة أﺧﺮى ! ﻗﻠﺖ رﺑﻤﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻚ ... وﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﺟﺰءا أﻋﻤﻖ ﻳﺨﺒﺮﻧﻲ : ﺑﻠﻰ إنها ﺧﻠﻘﺖ ﻟﻚ " ، دﻋﻮت في رﻣﻀﺎن ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﻘﻴﺎو، وتمنيتك و ﻗﻠﺖ : " اللهم إﻧﻲ ﻓﻮﺿﺖ أﻣﺮي إﻟﻴﻚ " ، و لا أدري ﺣﺘﻰ الآن ﻣﺎ ﺳﺮ ﻣﻴﻠﻲ إﻟﻴﻚِ "...