1

5.2K 132 272
                                    

قراءة ممتعة 🖤✨

_______________________________________

"مهما حصل.. تأكد أن تعيش لأجلي حسناً؟"

تزعزعَ نومه بغتةً حينَ شهق فَزعاً مما رآه، والتقى كهرمانه الملتمع حاد المرسم بالسقف للحظات قبل أن يطبق جفنيه الشاحبين جاعلاً أهدابه الساهبة بندقية اللون تتعانق بخفة.

ذاتُ الحلم مجدداً، أم يجدر به قول كابوس؟ مسح محياه بكفيه الشاحبة ذات الأظافر المطلية بالسواد واعتدل بجلسته مقطباً حاجبيه، النوم على الأريكة ليس بجيد لا ؟ تنهد بعمق تزامناً مع ارتفاع ذراعه لعنقه ذات وشم الأفعى آخذاً يمسدها لعل الألم يخف.

لكنه يدرك أن هذا بلا فائدة حقاً، عليه جعل صديقه العزيز يدلكه لاحقاً، يملك يدان جيدة، وعليه الاستفادة من موارد صديقه أوليس؟

بعثر خُصلاته البندقية الملساء التي تصل لكتفيه بينما يستقيم واقفاً يمدد جسده، وأخذ يسير بتثاقل نحو دورة المياه ليغسل وجهه الذي يحمل ملامح بلغت من الحدّة منتهاها، غفوة على الأريكة بعد آخر يوم عمل في الأسبوع ليست بشيء يُنصح به بتاتاً.

"سحقاً"
همس بخفوت يخالف صوته الحاد المعهود حين أفزعه صوت هاتفه ليخرج من حيث كان إلى غرفة المعيشة ليلتقطه ورفعه لأذنه نابساً مقطب الحاجبين " ما الأمر جوليان؟ أفزعتني!"

تنهيدة اختلجت مسمعه من المدعو جوليان تلاها قوله "هل غرقت في أفكارك كالعادة وأفزعك صوت الهاتف؟ كم مرة أخبرتك بألا تسرح؟ أنت محقق يا أبله! عليك التيقظ دوماً!"

مسح محياه بكفه الشاحبة الرقيقة ونطق هاتفاً بحنق "اعتقني من محاضرتك المعتادة لمَ اتصلت؟؟ "

" أحضرت معي بعض الدجاج المقلي، نصف ساعة وأكون في المنزل، جهز المشروبات سنسهر هذه الليلة معاً! "

رفع بندقي الخصلات إحدى حاجبيه مستنكراً ما قاله لينبس " ألا نفعل ذلك كل عطلة أسبوع؟ حسناً، لا تتأخر"

رمى الهاتف على الأريكة آخذاً يبعثر خصلاته بكفيه، دلف إلى غرفته وأشعل الأنوار مكتفاً يديه وكهرمانتاه تحدقان في ذلك المخطط المعلق على الجدار، قام بحل العشرات وربما المئات من القضايا، ما عدى قضيته، أمر مثير للاستفزاز بشكل لا يطاق!

أخذ يتلمس الصور بأنامله الشاحبة ورغم أنه لا يتذكر الكثير إلا أن ذاكرته أخذت تستحضر أحداث تلك الليلة.

صوتها الدافئ رغم زمهرير ما يحدث حولهما.. تراشق الدماء على محياه الجزع.. دموعها التي أمطرت من وجنتيها..شهيقها اليائس ونظراتها المتوسلة.. وطيف عينان قِرمزية مُبهم.

"بينَ غَياهِبِ النِسيانْ" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن