2

1.2K 85 187
                                    

قراءة ممتعة🖤✨

_______________________________________

"ألتقي بالسيد؟! من يكون سيدك؟! دعني أراه لا بأس! سأحطم وجهه فورما أفعل!"

نبس بها البندقي وهو يحاول التملص من قبضة ذو النظارات والذي كان يسير في الردهة بأريحية تامة ويسحب بندقي الخصلات من ياقته وكأنه خفيف كالريشة!

وخلفهما كان أشيب الخصلات الذي يسير واضعاً كفيه الشاحبة في جيوبه وسرعان ما ابتسم بسخط لقول البندقي لينبس ساخراً

" تُحطم وجهه ؟! سنرى بشأن ذلك! إن استطعت أن تتحرك في الداخل سأكافئك حتماً! أحمق!"

خاتماً جملته بأن أخذ يقهقه بسخط، ذاك البندقي لا يجيد قراءة الجو حوله لا؟ كل ما يهمه الآن هو الخروج من هنا.

"سترون جميعكم! حين أخرج من هنا سأقبض عليكم فرداً فرداً!"

ما كاد يختم جملته أو بالأحرى تهديده حتى قرفص أمامه ذو النظارات بنظرات جامدة مبتسماً بتكلف تزامناً مع إمالة رأسه لينطق

"حسناً، هذا يكفي آغنس، ها نحن ذا، سندلف للداخل وأي كلمة خاطئة ستتحمل عواقبها فهمت؟ "

لم ينتظر منه جواباً حتى، طرق الباب برسمية وحين أُذن لهما بالدخول فتحه وشعر جميعهم بحضور مشؤوم، طاقة جعلت البندقي يقبض على قلبه الذي تسارع نبضه، ما الذي يحدث له؟!

أغلق كلاوديل الباب وظل واقفاً جواره، بينما البندقي استقام واقفاً مقطب الحاجبين يحاول رؤية أي شيء فالظلام حالك عدى عن نور القمر الذي تخلل النوافذ.

"هذا لا يريحني"
كان ذلك جل ما يفكر فيه، لا يفهم شيئاً مما يحدث حوله والآن هو في مكان بعيد حتماً عن منزله، هل سيستطيع جوليان إيجاده ؟!

قُطعت أفكاره حين تهادى لسمعه صوت خطوات متزنة ثابتة تقترب منه، أخذ يحدّق بترصد لمصدر الصوت، ليُباغت هو بشخص غُرابيّ الخصلات وقرمزي الأعين، وسرعان ما استنتج أنه مصدر تلك الطاقة المشؤومة، ولوهلة شعر بأنفاسه تتلاشى لفرط الضغط الذي يشعر به.

صوت خطواته المتزنة التي تخللت أوتار الصمت.. قرمزيتيه حادة المرسم اللتان تحدقان بكهرمانيه الجزعين..كل ما يُسمع هنا هو صوت أنفاس آغنس المتسارعة.

عاجز عن الحركة هو، والجزع شل عقله عن التفكير، لطالما عُرف بشجاعته، لمَ يحدث عكس ذلك إذن ؟!

شعر بشعر جلده يقف حين انحنى غرابيّ الخصلات بجذعه وانعدمت المسافة بين محياهما، كان يحدّق سيد القصر بالأصغر بإمعان، وعجز هو عن الشعور بشيء حين تأمل قرمزيتيه، مجرد مجرة فارغة.

"بينَ غَياهِبِ النِسيانْ" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن