9

504 52 111
                                    


قراءة ممتعة 🖤✨

_______________________________________

"إيلفيس؟!"

نبس بها الغرابي واعتلى محياه الذي لطالما كان هادئاً حيرة جعلت قرمزيه يتسعان، وذلك جعله يستقيم واقفاً من كرسي مكتبه بغتة، هو واثق أنه شعر بوجوده لوهلة ولو كان خافتاً! لكن كيف؟! هو شهد تلك اللحظة حين انفصل رأسه عن جسده وتهاوى راحلاً، ولم يتواجد أحد سواه ليحزن عليه.

خرج من القصر من فوراً وأخذ يقفز بين الأشجار بسرعة الريح، هو يبتغي تتبع ذاك الأثر الخافت، أخذت مجرتيه القرمزية تتوهج تزامناً مع خروج سِرب فراشه القرمزي والذي أخذ يرفرف باحثاً عنه في أنحاء الغابة.

رُغم أن باله كله مع الفوضى التي تحدث داخل القصر لكنه لن يستطيع تجاهل ذلك وحسب، مهلاً هل هذا تلميح ما؟! تلك إحدى عاداته لا؟!

توقفت خطاه واقفاً على أحد الأغصان حين أختفى ذاك الأثر فجأة،  كلا لا بد أنها خُدعة ما، أطبق جفنيه للحظات مقطباً حاجبيه بخفة يستعيد ما رآه تلك الليلة حيث رأى بنفسه لحظة إعدامه، وسرعان ما اشتدت تقطيبة حاجبيه إذ أنه يجدر به العودة للقصر حالاً.

ظهر بغتة بين أروقة القصر وتحديداً جوار غرفة البندقي ليدلف وتراءى له الأسمر فزعاً وآغنس فاقد لوعيه على سريره ومحياه يفضح حاله المزرية.

وفورما رآه جوليان اندفع نحوه نابساً وزمرديه متسعان لفرط قلقه ونبرته كانت مهزوزة بإفراط " لقد فقد وعيه فجأة! ألن تساعده؟!"

خطى الغرابي إلى النائم مزيحاً خصلاته المسدلة على جسده، وانحنى بجذعه نحوه يتفقده بإمعان، ليستقيم واقفاً ونبس يخاطب الأسمر بخفوت محدقاً به بقرمزيه الحادين " لا داعي للقلق، هو فقد وعيه لاستعادته لذكرياته فجاة، إنه بخير.."

خاتماً جملته بأن خطى بهدوء خارجاً من الغرفة، ومتجهاً نحو غرفة ڤيلين إذ سمع أنها استيقظت تواً.

_______________________________________

أخذت خطواته تنثر خلفها بتلات الجوري في أرجاء الغابة مُفرطةِ الحِلكة، وَسط نظرات المسوخ المرتعبة وافساحهم الفوري للطريق له ما إن تتلاقى أعينهم.

خلّل كفه الشاحبة في خصلاته الليلكية والتي تسلل إليها شيء من لون البنفسج وكأنما يُوقف حِلكتها، جالتْ نظرات قرمزيه الناعسين في الأرجاء يتأمل هذا القصر الفارع في وسط الغابة، هنا تقبع فريسته إذن؟!

أمال برأسه محدقاً بالقصر مطولاً، اقتحامه لن يكون فِكرة سديدة، هو يشعر بوجود الكثيرين هنا.

تنهد بقلة حيلة ليرفع المظلة التي استقرت بين كفه، الحظ ليس حليفه مؤخراً لا؟!

ابتسم بخفة لينبس بصوت مفرط الرقة " ربما علي نثر القليل  هنا وهناك.. هذه البتلات تبتغي المزيد.."
آخذاً يمد يده الشاحبة وتساقطت عليها بتلة أضحت سجينة كفّه.

"بينَ غَياهِبِ النِسيانْ" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن