3

818 71 132
                                    

قراءة ممتعة 🖤✨

_______________________________________

"مهلاً! دعنا نحاول التحدث أولاً! لا داعي لاستخدام العنف!"

نبس بها الأسمر بينما يرفع كفيه في الهواء، لا يريد استخدام قبضته على عكس رفيقه البندقي، وفورما أنهى جملته أمعن النظر بكف ذو النظارات، ما هذا ؟!

لمَ يده هكذا؟! قطّب حاجبيه بشدة وأخذ زمرديه يجولان في المكان، قصر في أعماق الغابة؟ أعين قرمزية؟ وأظافر أشبه بالمخالب؟ بشرة شاحبة؟

تراجع للخلف دون شعور منه لينبس وبانت على ملامحه الصدمة والجزع ممّ استوعبه لتوه.

" مهلاً.. لا تخبرني.. أنكم؟"

لم يكمل جملته، بدى الأمر غير قابل للتصديق حتى وإن رأى دلائله أمام عينيه، هذا مستحيل، ربما أفرط في تحليل الأمور مجدداً.

تراءى له ذو النظارات يتقدم نحوه بخطى متزنة والذي بغتة أضحى أمامه ليبتسم باتساع نابساً تزامناً مع توهج كهرمانيتيه خلف تلكما النظارات وتغير لونها من الكهرمان إلى القرمزي القاني!

" أجل! نحن ما تظنه تماماً!"

اتسعت زمرديتي الأسمر بجزع بينما يتراجع للخلف وخذلته ساقاه ليجثو أرضاً بحدقتين متسعة، لا بد أنهما سيشربان دمه حتى ينفد كله ويصبح جثة هامدة!

تراءى له أشيب الخصلات يضع يديه في جيوبه ويتقدم نحوه منحنياً بجذعه وابتسم باتساع تزامناً مع ظهور أنيابه لينبس " رائحة دماءك تفوح منذ وقت!ولسبب ما أشعر أنها مختلفة! .. ما السر؟! هل علي ارتشاف القليل لأعلم؟!"

انحنى بجذعه مع نهاية جملته بينما يبتسم باتساع، وفعله ذاك جعل الأسمر يتراجع للخلف يبتغي الهرب لكن لا مفر!

انعدمت المسافة بين محيى الأسمر والأشيب وشعر ذو الزمردين بأنفاس باردة تلفح عنقه، كان بوسعه الشعور بأنياب لوكاس تقترب من عنقه، بل ولاح له توهج قرمزيتيه.

بغتة أبعد كلاوديل لوكاس عن الأسمر وجعله يتراجع لينبس الأشيب معترضاً " ماذا تفعل؟! كنتُ على وشك الحصول على وجبة لذيذة حتماً!"

ابتسم كهرماني العينين ببراءة بينما يعدل نظارته بأنامله لينبس "تلقيت أمراً من السيد للتو، إن لمسته ستكون في عداد الموتى!"

إلتفت الأخير إلى الأسمر الذي يستجمع أنفاسه الضائعة لفرط ارتعابه، ليمد يده المشرّبة بالحُمرة وابتسامته البريئة لا تزال تعتلي محياه.

"إجابة على سؤالك، نحن في قصر السيد فلادمير كارجيل ماكميلان!"

بلع الأسمر ريقه وبعد تردد دام للحظات أخذ بيد كلاوديل واستقام واقفاً محدقاً بهما بترصد، وقبل أن يتسنى له النطق بشيء تهادى لمسمع الثلاثي صوت يحمل نبرة متمللة تزامناً مع صوت خطواته الذي صدح في المكان بغتة.

"بينَ غَياهِبِ النِسيانْ" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن