8⇜استحواذ

88 7 35
                                    


___

خانتني صديقتي
مع أقرب الناس إليها كما ادَّعتْ

خانتني
بعد أن كُنّا الأقرب طوال الأيام التي مَضَتْ

خانتني
دون سابق إنذار
آلمتني
هزتني
وبات الليل طويلًا مُطلّقًا عن النهار

خانتني
فجّرتْ لي خبرًا على مسمعي
كسرتْ به صدري
وكأن السد أمامي قد تصدّع وطاف الدمع من عيني وهمًا وأغرقني

خنقتني... وخانتني
صادَقَتْ غيري
فيما كنتُ أنا الأصدق مما اختارتْ

ثقَبتْ قلبي مُدّعيةً البراءة
ببرودةِ أعصابها أخبرتني
"وجدتُ صديقة تستهويني"

وكأنها لم تكن يومًا تستميلني!

ألم تكوني سعيدةً برفقتي؟
صديقتي! هل حقًا ماتقولي!

خانتني
وأنا التي قد رسمتُ خُططًا مستقبليةً لكلتينا
أوهامًا قد لونتُها بمحبتي وتعلقي بها

آلمني رؤية تلألؤ عينيها سعادة
تبثُّ لي خبر غبطتها، وتفاصيلَ التقائها برفيقة عمرها

وكأن لم يحدث أن التقينا
أو مررنا بذات المصادفة
أو رافقتنا الكُروب والندوب والدروب المتعرجة بالمحن والمختومة بالأسارير

أسَرَّت أسرارها لبئرٍ غير بئري
دفَنَت حكاياها في جُبِّ صداقةٍ مزعزعة
لم تختبر متانتها بعد

خانتني بكل بساطة
طعنتني بسكين الصداقة

حاولتُ الصمود مُدّعية اللامبالاة
ولكن السواد داخلي قد تعدّى المأساة

تسردُ لي كم أن تلك الجديدة : رائعة
تروي تفاصيلًا أتفه من أن تُدركها.. وببراعة
وكأني أنا الصديقة المُعتّقة قَد بُلِيَتْ واهترأتْ
وهاقد عوّضتها بحديثَةٍ بالزيفِ تجمَّلَتْ

صديقتي قد خانتني
مع القشور
وهرست لُبّي بأصابعِ الجهل وعقلها المسحور

استصغرت لذة حلاوة عُتقِ صداقتنا
بمُرٍّ يُحتسى على عجلٍ وللألفةِ قد يُنسيها

أكانت تفتقر طعم الحياة معي وهاقد تلونت تنفسًا بعيدًا عني؟!
هل كنتُ لها حفرَةً عميقة!
ثقبًا أسودًا!
هل كنتُ بهذا القبح بعينها؟!

هل أبالغ بما أشعر!
هل أنا مَن كُنتُ للصداقةِ أفتَقِر!
هل ذنبي أنّي لا أقدر على منحِ مسافةً بيننا لأني عاجزةً عن الاكتفاء بما أخذت كما أنّبَتني؟!

🎉 لقد انتهيت من قراءة غُرفَة مُقفَلة | قصصٌ قبل الموت 🎉
 غُرفَة مُقفَلة | قصصٌ قبل الموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن