6⇜ قَدَر!

136 19 71
                                    


غُرفـــة مُقفلـــة

...
...
...

صُدفَة
لقاءٌ بيننا وسطَ شجارٍ مع أحدِ الرِّفاق

صُدفة
ما عَرفتُكَ حينَها؛ كنتَ طالباً غريباً قد اعتَدى بالضَّربِ على زميلِ دراسةٍ اعتبرتهُ فتىً مُقرّباً إلي

صُدفة
اتخذتُكَ العَدُو اللَّدُود الذي تساءلتُ دوماً لمَ كنتَ شخصاً منافراً عن البَقِيَّة

و كم كنتُ أُكذِّبُ نفسي عندما ألمَح ملامحكَ الخفيَّة..
أترى هل تبدو حزينة؟

صُدفة
أدخَلتُ نفسي عُنوةً وسط ذاكَ الشِجار
بِغَرَضِ فضِّ النِّزاع
فكنتَ أنتَ الضَّحِية
انتزعتُ ذراعيكَ عنهُ و لفَفتها خَلفَ ظهرك

قيَّدتُكَ

ركلتُ مَعِدتك

أثنَيتُ رُكبَتك

طرحتُكَ أرضاً

ثبَّتُّك أسفلي

شَتمتُك

كَـــرهتُك

في البداية

رأيتُ فيكَ سُوء الصُحبة
فأسرَفْتُ في تصرُّفي

-أنتَ فتىً عليَّ أن أُعادِيه-
-عليّ أن أحذَرَك-
هذا ما أخبرني به غبائي و جَهلي

ضربتُ رأسكَ مراراً بقبضتي
دفاعاً عن زميلي المُتفاجئ من غضبي
اعتقدتُ أني أناصر الحق بشجاعتي
فما رأيتُ في عينيك سوى احتقان الألم

كنتَ صامتاً
تدعني أُفرغ أساليب التعذيب عليك
باستسلام

و عندما رحل الجميع
وبقينا وحدنا
أنت مرميٌّ أرضاً
و أنا مُتربعٌ عرضاً

تلهثُ أنفاسك المتوجعة
و ألهثُ أنفاسي المُتعبة

رمقتني بنظرةٍ شذرة
و اهتززتَ بقهقهةٍ ساخرة

"لو كنتُ مُغتصباً أختكَ لما أحللتَ عليَّ كما الآن سقمك"

عُقدَ حاجبي بغضب، مستفسراً كلامك
وعندما هممتُ بالاقتراب منك دفعت صدري بقوة من أمامك

"لو امتلكَ قلبكَ عينين؛ لما ناصرتَ عدوك على مَن قاتل دفاعاً عنك"

اتَّسعت ملامحي و قد أدركتُ بعدها ما اقترفت يدي

كنتُ أحارب مَن يحمي سُمعتي في الخفاء
و كنتُ كالأبله أضربُ الحريق بالأغصان

 غُرفَة مُقفَلة | قصصٌ قبل الموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن