1 ⇜ أَكرَهُكَ!

574 55 122
                                    

غُرفَـــــة مُقفَلــــة
..

..

أَكرَهُكَ!

قراريَ الأخيرُ لكَ
ولن أقولَ غير هذه الكلمةِ في وجهكَ
سَأنسىٰ أنَّ هُناكَ ثَمانٍ وعشرونَ حرفاً متنوعاً، وسأحتفظُ منها فقط بخَمسَةِ حروفٍ تُشَكِّلُ هَذهِ الكَلمة التي اشتَاقَ لِساني للَفَظِها

أَكرَهُكَ!
و سأجمَعُ فيها كلَّ الشتائمِ التي أغرَقتَني بها، منذُ أن عرفتكَ و حتى هذه اللحظة، وجميعَ الإهاناتِ والاتِّهاماتِ الباطلةِ المُجحِفَةِ بحَقّي والتي أنسَبتَها إليَّ زوراً لتُرضي غُروركَ

أَكرَهُكَ!
و سأرصِفُ على جَانبَيها كلَّ صفعةٍ امتدّت يدكَ لتَطالَ وجنتَيّ التي ادّعيتَ تقبيلها لسدِّ نَزواتِكَ الثَمِلة..

أَكرَهُكَ!
و ما بَعدَ كُرهي لَكَ كُره..

أَكرَهُكَ!
بعُنفٍ؛ كَ تعنيفكَ تُجاهي؛ حينَ أحاوِلُ مَنعكَ عن اقتلاعِ شعري وقتَما تغضَبُ منّي بلا سبب؛ و عن رَكلِ مَعدتي وإسقاطي عن السريرِ حينَ تَنتَهي مِنّي و تَمَلَّ من وُجودي جانبك..

أَكرَهُكَ!
و سَأُعطِّرُ هذه الكلمةَ المُقّدسة ببَخُورِ روائحِ سجائِركَ التي أطفأتَها على نسيجِ ذراعيّ و عنقي و أحرقتَ بها جسدي الطائعِ لكَ؛ بحُجَّةِ أنّي مَنَفَضَتِكَ في الحياة ولا أَليـقُ إلّا لقَذارتك

أَكرَهُكَ!
و سأغمِسُها بألوانٍ زرقاءَ و بنفسجيةَ كتلكَ التي لوّنتَها لي بفعلِ حِزامِ بنطالكَ الحاقدِ الذي شَقَّ لي بَشرتي؛ عِوَضاً عن قبلاتٍ تمنَحَها لتلكَ المِسكينةِ التي بُحَّت حُنجُرتها ألماً
ما ضرُّك إن أخبرتها أنكَ لم تَقصِد أذيَّتها؛ حتى و لو كَذِبَـاً!!

أَكرَهُكَ!
و سأعَبّؤهَا بكُلّ ما تحملهُ الكلمةِ من كُرهٍ؛ و سَألعَنكَ على العَلَن، حتى تمتَدّ اللعنة لتصلَ إلى سابعِ جيلٍ مِن أجيالكَ اللاحقة.

أَكرَهُكَ!
و سأُعَلِّقُ على أطرافِ أحرُفِها شتىٰ أنواعِ الأمنياتِ الكريهةِ المُنسَبةِ إليك!

و سأَدعُو عليك!..
بأعَزّ الأوقاتِ استجابةً للدعاء، و سَأتضرَّعُ بقوّةٍ و باستعانةِ مختلفِ الأديانِ والطوائفِ، أن يمحقكَ الله و يعذِّبكَ و يُغرِقُكَ بهمٍّ و غمٍّ و قهرٍ لم تَذُق قَبلَهُ و لا بَعدَه.

أَكرَهُــــــكَ!
و أرجوا من الله أن يَفطُرَ قلبكَ و يمَزِّقهُ إلى ألفِ قطعةٍ مُشوّهة؛ أو يحفُرَ فيهِ أُخدوداً و يُسبِّبَ لكَ شِرخَاً تشهقُ وجعاً به، كما مزّقتَ قلبي و أحرقتَه بخيانتكَ لي أمامَ عينيَّ؛ وأحرقتَ لي مُقلتَيّ و هي تَرى شَفَتَيكَ تَستمتعُ مع غيري.

أَكرَهُكَ!
و سأُعِيدَها و أُكرِّرُها على مسمَعكَ، حتى أَثقُبَ لـكَ أذنيكَ التي لم تُصغي إلى أنَّاتي و حَنِيني لكَ يوماً!

أَكرَهُكَ!
و سأَلفُظَها بفمٍ ملآنٍ؛ كُرهاً لكَ و لكُلِّ ما يَتّصل بكَ في هذه الحياة

أَكرَهُكَ!
و أكرهُ الأرضَ التي تَحُطُّ فوقها قدميكَ، أكرهُ الأريكةَ التي تتكئ عليها ساعِدَيكَ؛ أكرهُ الهواءَ الذي تتنفّسهُ؛ أكرهُ كلّ ما يَؤولُ إليكَ..

أكرهُ وجهكَ؛ أكرهُ لمسكَ؛ أكرهُ هَمسكَ؛ أكره اسمكَ، حتى ظِلّكَ.... أكرهَهُ.

أَكرَهُكَ!
و سأُشدِّدُ على كُلِّ حرفٍ فيها؛ و سأَتَغَنَّى بنغماتها من بين أسناني بكلِّ ما يَحملهُ مَضمونها مِن حِنقٍ تُجاهك!

و سأهجُركَ ... و أطلِّقُكَ
سأمحُوكَ من حياتي و كأنكَ لم تكُن شيئاً يُذكَر

سأبتَعِد!... نعم، و سأركُض
بَعيداً... و بعيداً
و أُحلِّقُ بحُريّة
خارِجَ قَفَصِكَ الحَديديِّ الصَّدئ

و سأهربُ؛ وأُطلِقُ ساقيّ للريحِ
بحيثُ تَصلُ قَدميّ لباب غرفةَ نومي
و أفتَحهُ..
و أجدُكَ أمامهُ تنتظر!
و تنظُر إليّ
و عيناكَ اللامعةِ تُخبرني أن لا مَفَر

تبتسم إلي بلُطفٍ؛ و كأنكَ لا تعرفُ الكُره
و لم تنخُر لي عِظامي بقذفِ تلكَ الكلمة في وجهي مِراراً و تِكراراً و كيفما تَشاء

تخطُو إلي و تَقترب
بخطواتٍ واثقةٍ و رزينة!
و تقفُ أمامي بثباتٍ لا يهتزُّ لكَ جِفن؛ و كأن لا ذَنبَ لك..

رؤوس أصابِعَكَ تلمسُ خُصلةً من شعري برفق شديـــد؛
و كأنها لم تُقتلع من قِبَلِها بلا رحمةٍ عُمراً مَديـــد.

تُرجِعُها لخلفِ أذني التي عبّأتَها بكلامكَ السَّامُّ اللّاذعِ
حتى أصبَحَت صمّاء مَيِّتةً لا تَسمَعُ حتى ضجيجَ الشوارع..

لأتنَهّدَ بـقلّـــــةِ حيلة!
و أخرجُ أحمرَ الشفاهِ الذي مُحِيَ من أثرِ الاستِعمال
أمردِغُ شفاهي به حتى تتضرّجُ حُمرةً مُتوَهّجةً، تُخفي فيهما الجَفاف.
ثمَّ أُعيدُه إلى مَخبئِه الصغير، في الجيبِ الخلفي للبِنطالِ القصير

أنظرُ إلى ذاكَ الذي اقتربَ إلي بسكُون
و أنفاسهُ في وجهي يَنفُث
ابتَسِمُ له باتّساعٍ وكأنَّ شيئاً لم يحدُث
و عيناي تَسبَحُ بالدموعِ وكأن ما عِشتهُ؛.. في عقلي لم يَثبُت

أُطَوِّقُ خصرهُ القريبَ مِنّي، بذراعيَّ الهزيلَتَين
وأميلُ بثُقلي على صَدرهِ القاسِي وأُغمِضُ هذه العينَين
و أهمُسُ له بصدقٍ ما بعدهُ صدق،
نَطَقَتهُ تلكَ الشَفتَين

"أحبُّـــكَ!"

....
....
....

'غُرفَة مُقفَلة'
Author : кιм נυℓια נℓ
#εℓεмεηт_주리야

.
.

.

نجمة ثم تعليق لتثبتوا وجودكم


 غُرفَة مُقفَلة | قصصٌ قبل الموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن