تمتلئ القاعة بالمعازيم منتظرين العروس المخطوفة
يتحرك مازن من غرفة المراقبة ولكن توقفه فتاة ترتدي فستان طويل ازرق بأكمام واسع ذات بشرة بيضاء وشعرها طويل اسود مصفف في شكل ديل حصان
نور (بنت خالة مرام):مازن ...استنى
مازن:ايوا يا نور
-عرفتوا حاجة عن مرام؟
-لأ لسه
-طب وبعدين ...المعازيم مستنين
-مش مهم المعازيم يا نور...نطمن ع مرام الاول وبعدين يحلها حلال
-(بتساؤل) ع كده الفرح هيبوظ
يتطلع مازن لها بإستغراب
-اقصد يعني هيتأجل ولا ايه اللي حيحصل
تنهد مازن وترك نور مع افكارها فهو ليس ف مزاج يسمح له بالرد
ترى نور سميرة والدة مرام جالسة وقلقة ع ابنتها وتجلس بجانبها
نور:مالك يا خالتو خايفة كده ليه؟
-(بإستهزاء وعصبية من السؤال)طبعا صح اخاف من ايه...بنتي مخطوفة ليلة فرحها والله اعلم ايه اللي بيحصل معاها...المفروض افرحلها مش كده
-بس هو مش هيئذيها
تنظر سميرة بصدمة لنور
-ايه...ما انا وانتي عارفين مين اللي خطفها
-لو فكرتي يا نور انك تفتح بقك ساعتها ه...
تقاطعها نور:معقولة يا خالتو...بصي انا عارفة ان انا ومرام دايما في مشاكل بينا...دايما بنتخانق ودايما مش ع وفاق ...بس ده مش معناه إني اطلع سرها...انا برضه بنت زيها...واللي مرضاهوش لنفسي مرضاهوش لغيري
لم يكن لدى سميرة حل سوى تصديق كلام نور والإطمئنان قليلا
نور:بس انا اللي مخوفني حاجة تاني !
سميرة:تعرفي تسكتي عشان متوترنيش
-اسمعي يا خالتو...مرام كده كده هترجع ...بس انا خايفة هو في الوقت ده يأثر عليها ويخليها تغير رأيها بخصوص جوازها من مازن
-مستحيل...مرام لما بتدي كلمة لحد بتكون ملتزمة بكلمتها وعمرها ما بتخلف بوعدها ...ده غير انها مش عيلة صغيرة عشان تسلم دماغها لحد
-(بخبث)بس ده مش اي حد...ده الحب كله...الحب ياما وقع رجالة بشنبات يا خالتو
طفح الكيل بسميرة من كلام نور وقالت:انا هسيبلك الترابيزة كلها عشان ترتاحي
لتبتسم نور بخبث
..................................
انهى ماهر تصليح العربية وفرح عندما وجدها تعمل
-(بمرح)شوفتي...ولا اجدعها ميكانيكي
-لا رد
تحركوا بالعربية وظل كلاهما صامت إلا ان قاطعت مرام الصمت قائلة
-عاوزة ادخل الحمام
-دلوقتي ؟؟
-(بإستغراب)هو دخول الحمام بيبقى ليه وقت ؟
وجد ماهر استراحة قريبة وكانت السيارة ايضا بحاجة إلى بنزين فتوقف في الاستراحة
-اتفضلي
نزل كلا من مرام وماهر وذهبت مرام للحمام وترك ماهر السيارة ليملئها عامل المحطة بالبنزين وذهب لشراء قهوة...ظنت مرام ان ماهر بالخارج بجانب العربة وخرجت من الحمام الملحق بالاستراحة وذهبت لعامل الاستراحة
-لو سمحت كنت عاوزة موبايلك اعمل منه مكالمة ضرو..
يقاطعها ماهر بصوت عالي قائلا :القهوة
تنظر مرام له بسخط وتلتقط القهوة وتجلس باحد المقاعد الخاصة بالاستراحة ويجلس ماهر بجانبها
منظرهم كان ملفت للنظر فهي مازالت ترتدي فستان الزفاف وهو كان مرتدي زي عامل الفندق (بنطلون اسود وقميص ابيض مفتوح اول ازراره وقد شمر عن ساعده وفيست اسود ) من يراهم يظنهم عريس وعروس
تجد مرام فتاة حزينة وتبكي
مرام(بتساؤل):ممكن اعرف مالك ؟
الفتاة:مفيش ..وتمسح دموعها
ماهر :يمكن مش من حقنا نسأل سؤال زي ده ونتدخل ف خصوصياتك بس صدقيني الكلام بيريح ..ويمكن نساعدك
الفتاة :انا محتارة
مرام :ليه
الفتاة:عشان بحب
مرام(بملل):يخربيت الكلمة دي
ينظر ماهر لمرام بغضب ثم ينظر للفتاة :وهو اللي يحب يتضايق كده ؟
الفتاة ببكاء:هو وجعني قوي وجرحني
مرام :يبقى بزمتك يستاهل دمعة واحدة من عنيكي
الفتاة :لأ ميستاهلش
مرام :هو ده الكلام
الفتاة :بس مش هي دي المشكلة
ماهر:امال ايه المشكلة
الفتاة :هو دلوقتي ندمان وعاوزني ارجعله
مرام :ليه يعني لعبة ولا لعبة
ينظر ماهر لمرام بمعنى ان تسكت
ماهر:طب ايه المشكلة
الفتاة :انا مش هقدر انسى اللي عمله فيا
مرام :صح
الفتاة بعياط :بس انا لسه بحبه
تضرب مرام كفوفها ببعضهم فقد طفح الكيل بها من تلك الفتاة
الفتاة:شوفتو بقى ان مشكلتي صعبة
مرام:لا صعبة ولا حاجة الحل بسيط ...اللي باعك بيعه واكسر وراه قلة كمان ...بني ادم بيجرحني وبيعذبني ف حياتي احافظ عليه ليه ...ليه احافظ ع علاقتنا ان كان هو محافظش عليها
ماهر: بس هو ندمان ؟
مرام: وهي البت لعبة يعني...يعذبها وقت ما يحب ويندم وقت ما يحب ...وايش ضمنك انه ندمان...يمكن يكون بيضحك عليها
يزداد بكاء الفتاة من كلام مرام
ماهر يتطلع إلى الفتاة:بصي ....اللي بيحب بيسامح ولو حبيتيه فيوم من الايام سامحيه....قصة انك ترجعيله او لأ فدي حاجة ترجعلك انتي...بس عامة مينفعش ترجعيله غير لما تكوني متأكدة من الحاجتين دول
الفتاة :ايه هما ؟
ماهر : اولا انه يكون بالفعل ندمان ....ثانيا انك تكوني بالفعل قادرة تنسي اللي هو عمله فيكي
الفتاة : انا نفسي نرجع زي الاول ...نفسي نرجع تاني كل حاجة حلوة كانت بينا
ماهر :يبقى خلاص
مرام :هو ايه اللي خلاص ...هو ايه اللي خلاص...انت كده مش بتنصحها انت كده بتدمر حياتها ...يا بنتي افهمي البني ادم ده لو حبك فيوم من الايام عمره ما كان فكر انه يئذيكي...البني ادم ده اناني وميستاهلكيش
-معاها حق
يتطلع كلا من ماهر ومرام و الفتاة لصاحب الصوت وتنظر له الفتاة بصدمة ليكمل وهو يقترب منها
-انا فعلا اناني ...مستاهلش انك تسامحيني
مرام:كويس انك عا...
يقاطعها ماهر ويكتم فمها قائلا : متهيألي دي حاجة ما بينهم واحنا ملناش حق نتدخل
مرام (بتذمر):امممممم...اممممم
-انا عارف اني جرحتك...بس في حاجة واحدة بس تشفعلي
الفتاة بدموع : ايه هي
-اني مع كل كلمة بحبك قلتها ليكي كنت صادق فيها وعمري ما كدبت
-بس انت وجعتني
-هنسيكي كل الوجع
-انا مش عاوزة انجرح تاني
-وانا عمري ما حجرحك...بس صدقيني زي ما انا المرض...انا العلاج....اديني حقي ف اني اداوي الجرح ده
ارجعيلي وصدقيني مش هتلاقي حد يحبك قدي
يركع ع ركبته ويخرج علبة بها خاتم قائلا لها :تقبلي ترجعيلي
مرام تحرك سبابتها بمعنى لا :اممممممم امممممممم
ماهر لمرام : بس بقى
تنظر الفتاة لماهر فيومئ لها رأسه بمعنى ان تقبل
الفتاة : لو مكنتش ندمت كان ايه اللي حيحصل
-كنتي هتفضلي مستنياني لحد ما ارجع ....لإن ده (مشيرا لقلبها ) مخلوق ليا انا
-وانا عشان هبلة وبحبك معنديش حل غير اني اوافق
تمد الفتاة له بيدها ويلبسها الخاتم في فرحة ليصفق لهم كل الموجودين بالإستراحة وتدمع الفتاة دموع الفرحة ويقوم حبيبها بإحتضانها وسط فرحة الجميع
ينظر ماهر لمرام بإنتصار فحين تنظر الاخيرة له بغضب وتخرج من الاستراحة وتذهب لتجلس ف العربة ويلحقها ماهر
Flashback.......بقلم : Ana Su
مرام : ايه يا ماهر جايبني هنا ليه ؟
ماهر :تعالي وهقولك
- هتقولي ايه انت جايبنا فحتة مقطوعة ع المقطم
- متخافيش مس هستفرط بيكي
- متقدرش اصلا
- طب ممكن تسيبيني اعمل اللي جايبك عشانه
- اتفضل
يركع ماهر ع ركبته ويخرج خاتم من جيبه
مرام (بخوف ):ماهر انت ..
يقاطعها : هشششش...سيبيني اكمل بقى...بصي يا ستي ....من اول يوم جيتي فيه المستشفى ...مش هقول اني حبيتك من اول نظرة...بس لما شوفتك حسيتك لغز...لغز حياتي اللي اتخلقت عشان احله ....فضولي كان دايما بيتمحور حواليكي ...وبعدين الفضول ده بقى اهتمام ...باخد بالي من اصغر تفاصيلك
والاهتمام ده بقى تعود....التعود ده مع الوقت بقى ادمان....يومي لو مبتداش بيكي مش بحس براحة ...مش عارف اذا كان ده حب ولا لأ...بس الحاجة الوحيدة اللي متأكد منها اني مش متخيل حياتي مع حد غيرك انتي ..ومش متخيل انك تكملي حياتك مع حد غيري.....كل مرة بشوفك بحس ان في عمر بحاله لازم نعيشه انا وانتي سوا...ان كان ده حب....فأنا عاشق حتى النخاع
يمد ماهر لها بالخاتم قائلا بحب : تقبلي تكملي اللي باقي من عمرك معايا
تنظر له مرام بخوف ودموع
يأخذ ماهر يديها وشرع ان يلبسها الخاتم لكنها سحبت يدها بسرعة قائلة : انا عاوزة امشي
نظر لها ماهر بإستغراب وضيق ووجد انها ليست فحالة جيدة هم ان يسألها لكنها لم تنتظر سؤاله فقد ركبت عربيتها وتركته ورحلت ...كانت تنظر له من مرأة العربية وتدمع لكنها مسحت دموعها سريعا واسرعت في قيادتها
ينظر ماهر ع اثرها وهي ترحل بتساؤل وحزن
Back
ساد الصمت بين مرام وماهر حتى قطع الصمت سؤاله: اسمه ايه ؟
مرام :هو مين ؟
-اللي خلاكي تفقدي ثقتك ف الحب ؟
بحكم خبرة ماهر كطبيب نفسي عرف انها مرت بتجربة فحياتها ادت لذلك ساد الصمت بينهم حتى قطعته مرام
مرام : يوسف
تضايق ماهر فهو كغيره تمنى ان يكون الاول فحياتها
مرام : كان عندي ١٨ سنة...كنت وقتها منطوية ومجتمعي كله كان بابا وماما ....بإسم الصداقة يوسف اتقرب مني...كنت فرحانة بصداقتنا ....خصوصا انه كان مشهور ف الجامعة وبيشارك ف اكتر الانشطة والندوات ...كنت فرحانة انو بقى عندي اصحاب وخرجت من القوقعة اللي كنت فيها ...ثقتي بنفسي زادت والفضل يرجع ليه .....مع الوقت وبدون ما احس صداقتنا خدت منحنى تاني ...حسيت انه هو البني ادم اللي استنيته وقت طويل ..هو اللي هعيش معاه حياتي
بس فضلت ساكتة...لإنه بحكم مجتمعنا لازم الشاب اللي يبادر مش البنت ...كنت مقتنعة انه فيوم من الايام هيعرف ان مشاعره ناحيتي مشاعر حب وهيعترفلي ...بس اللي حصل غير كده خالص
Flashback
-يوسف انت خطبت
-ايوة .....الله يبارك فيكي ...اسف اني معزمتكيش ع الخطوبة بس كل حاجة حصلت بسرعة
- طب وانا واللي بينا
-(بإستغراب ) وهو ايه اللي بينا ؟ اللي بينا صداقة وبس
- بس تصرفاتك كانت بتقول عكس كده وحتى كلامك
- بصوت ملفت وواضح : انتي صدقتي نفسك ولا ايه ...وانا هحبك ليه يعني ...انتي اللي فرضتي صداقتك عليا ...وانا عشان محرجكيش وافقت...لكن ده مش معناه ابدا انك تدخلي فحياتي وتفرضي نفسك فيها....لحد هنا وكفاية قوي ...واتمنى اني مشوفكيش تاني
Back
وبعدين عرفت اني كنت مجرد رهان...تارجت يعني ...واني مش اول واحدة يعمل معاها كده ...ركزت فدراستي وحاولت ع قد ما اقدر اني اتلهي وانسى...بس بالرغم من كده قلبي فضل مجروح من اللي عمله ...خلصت كليتي ...وفؤجئت بعد التخرج بسنة ان في عريس متقدملي
يقاطعها ماهر قائلا : مازن الوكيل
مرام : تؤ....حازم الجبالي
تطلع ماهر لها بصدمة واكملت : اتجوزت وخلفت بنت وسمتها مرام...بعد ما ولدتها حصلتلي حادثة واطريت اشيل الرحم...اضايقت قوي ...اني مش هخلف تاني ..
انا دلوقتي عندي كل حاجة...الفلوس...المكانة...العيلة ....بس بالرغم من كده قلبي مش قابل انه ينسى الجرح اللي اتعرضله
.................................
تتذكر سميرة ماضيها مؤلم وتدمع وتقول لنفسها : مرام مش زيي ..هي اقوي مني...عمرها ما هتغلط نفس غلطتي....اكيد مش هتعمل كده
حازم: سميرة ؟!
مسحت سميرة دموعها سريعا : ايوا
حازم : انتي بخير
سميرة :اه انا بخير
حازم :متخافيش ع مرام ...انتي عارفة ان محدش يقدر يتعرضلها
سميرة تعلم جيدا انه بمقدور مرام ان تحافظ على نفسها ...هي كانت خائفة من شئ اخر...خائفة ان يؤثر ماهر ع مرام ويجعلها تلغي الزفاف
الساعة التاسعة
ماهر مازال يقود سيارته ف طريق الصحراوي.... شعرت مرام بالبرد واخذت تدفئ كتفها بيديها ...توقف ماهر بالعربة وازال عنه الفيست الاسود واعطاها إياه
مرام : شكرا مش محتاجاه
ماهر : حتى ف دي كمان هتتكبري
اخذت منه مرام الفيست بقلة حيلة وارتده واكمل ماهر قيادته حتى فوجئوا برجل وإمراءة يشاورون لهم ان يقفوا
مرام : حرامية
ماهر : بطلي سوء ظن بقى باين انه واحد ومراته عربيتهم عطلت في الطريق ومحتاجين مساعدة
مرام : وانا بقولك دول حرامية
ماهر :الطريق الصحراوي ده متأمن ع الاكيد مش حرامية
واوقف العربية
ماهر :محتاجين مساعدة
المرأة: شكرا ليكم بجد بقالنا ساعتين مستنين حد يساعدنا
ينظر ماهر لمرام نظرة انتصار وتحيد هي نظرها عنه
ماهر : اؤمروا
الرجل : الامر بسيط..ثم يرفع المطوة في وجهه ويكمل : انت والعروسة تدونا كل الفلوس اللي معاكم
المراءة:ده غير المتعلقات الشخصية...الموبايلات ..الساعات...بالمناسبة يا عروسة ...لازم اعترف ان المجوهرات اللي انتي لابساها شيك جدا ...الحتة الواحدة تعملها مبلغ محترم
مرام ببرود : كنت بتقول ايه بقى يا ماهر
انتهى البارت الرابع
Ana Su
YOU ARE READING
ليلة زفاف
Romanceالقلب ولا العقل....السؤال اللي كالعادة كلنا محتارين فيه ....يا ترى مرام هتلاقي إجابة حاسمة للسؤال ده