هاي !!!
ما الأخبار ؟! أخيرا نلتقي من جديد !
نحن لم نتحدث منذ زمن طويل ... كيف الحال في الداخل هناك ؟
ذلك المكان ... القابع في أعماق قلبي و تلافيف تفكيري التي لا أحيطها علما كاملا حتى هذه اللحظة ؟
....
هل أنت على ما يرام يا أنا ؟
أعتذر على تركك وحدك في كل مرة للمضي قدما ... لكن كلانا يدرك أنه إن لم يتحرك أحدنا للسعي في هذه الحياة فستكون نهايتنا لا محالة !!!لطالما قمت أنت برفع حمل كل تلك الجروح و الانكسارات المعنوية التي مررنا بها منذ أن فتحنا أعيننا على هذه الدنيا ، بينما كنت أنا من جهة اخرى ، أتجاوزها بأسرع وقت ممكن ، محاولا العودة لنمط عيشنا الطبيعي ...
و رغم أن كلانا كان يدرك أن التجاوز لا يعني أبدا الشفاء ، و أن التراكمات تثقل الكاهل ، و أن قدرة التحمل لها حدود ... إلا أننا فعلنا ذلك مرارا و تكرارا ، بل و لازلنا نفعل ذلك حتى الآن في بعض الأحيان !أذكر في احدى المرات أنك كنت قد تشبعت لدرجة هائلة فصرت تغلب علي مرات ، فتبرز تعاستك للعيان و تظهر مشاكلك النفسية بقيامك بتصرفات لا أفتخر بذكرها ...
لكنني...
كنت هناك ...
كنت أعلم...
أعلم أنه علي ايقافك ! أعلم أنه علي إعادتك للداخل !لكنني لم أستطع ... أو الأصح أنني لم أرد ...
لقد كنت كمن يصرخ طالبا و متوسلا أن أتركه يخرج القليل مما يخفيه بداخله لكي لا ينفجر ! القليل فقط ! فقط ... القليل ...
نوباتك تلك كانت تفطر قلبي ، فقد أدركت حينها أنك وصلت لأقصى حدودك ، و أنه علي تعليق قصة المضي قدما في الحياة حاليا ، لأن أهم جزء في نفسي لم يعد قادرا على المواصلة ...
حينها أذكر أننا جلسنا نراجع كل ما فات سوية ،
كل ليلة ...
نعيد تذكر الأحداث تدريجيا ، ما مررنا به من آلام ، المواقف المحرجة ، كل عزيز فقدناه ، الآثام التي اقترفناها و غيرهم الكثير ...
ذرفنا دموعا كالسيول ...
كانت تساعدنا على محاربة ذلك الشعور بالأسى الذي يقطع الفؤاد تقطيعا ...
عندئذ بدأت ذكريات سعيدة بالتدفق ، تلك المواقف التي شعرنا بها بالفخر ، بالسعادة ، بالانتماء ، بالحب ...
و طبعا ...
انهارت دموعنا كالسيول مجددا ...هذه الجلسة كانت ضرورية للغاية بالنسبة لنا عامة ، و بالنسبة لك أنت خاصة ! و يسعدني حقا أنك تبلي جيدا الآن !
التعافي لن يكون بغمضة عين طبعا ، و يحتاج المداومة ، حتى إننا أصبحنا نقوم بهكذا جلسات بين الحين و الآخر ، و حالتك تتحسن رويدا رويدا و نحو الأفضل حتما !لكن ...
حدث ما لم يكن في الحسبان ...
لم أتوقع يوما أنني سأقول هذا ، فلطالما اعتبرت أنك أنت الجزء الغير مستقر ، و أنه أنا من علي دعمك ...
لكن...
هذه المرة... إنه أنا !
أنا من لا يستطيع المضي قدما !
الأمر فقط أن الحوادث الأخيرة أتعبتني ... و يؤسفني أن أخبرك أن جسدنا في تدهور مستمر ، و من سيئ إلى أسوأ ...
أنا منهك ... لا أستطيع المواصلة ... لا يوجد نهاية لهذا ! كلما انتصرت على شيء يظهر شيء أسوأ ! ... كلما تقبلت شيئا يسوء شيئ آخر ! ...
المرض الذي يؤثر على سائر الأعضاء حتى لو لم يكن قاتلا أو خطيرا هو الأسوأ حتما ...الأمر أشبه ببالون مليئ بالماء ... كلما قمت بسد ثقب ما ، انفتح ثقب جديد أكبر من سابقه !
هذا أصبح لا يطاق بالنسبة لي ... أنا لا أريد اصلاح أي شيء بعد الآن ... و لم أعد أستطيع أن أتقبل أي شيء أيضا ... أنا لم تعد لدي أي خيارات ...في وسط كل هذا التخبط ، أتذكر خروجك من الأعماق لمواساتي ...
جملة واحدة ...
جملة واحدة هي كل ما قلته قبل أن تعود للداخل :" عدني بأن لا تفقد الأمل من نفسك ! "
ااااه تبا !! لماذا تتصرف كأنك الجانب الصنديد و الرائع الآن ... لقد كنت أريد الاستسلام حقا ... لماذا ظهرت أمامي ؟!!
جملتك تلك جعلتني أسترجع قليلا من قوتي ... جعلتني أرغب في المحاربة قليلا بعد ... من يدري ...
ربما ....
ربما قد ننجح هذه المرة ... معا !!!
.
.
.
.
.
أنت تقرأ
مهرج
Randomإليك أنت ! يا من تلعب دور المهرج في مسرح هذا العالم البائس ! إلى متى تنوي الاستمرار ؟ ■ملاحظات هامة : • الكتاب سيكون عبارة عن خواطر و أفكار عابرة و ربما قصص قصيرة ... • غلاف الكتاب ليس ملكا لي . • الرجاء الدعم عن طريق تقييم الفصول ، لا أنوي مناقشة...