لطالما تساءلت كيف يفسد مزاج الانسان بسبب بضع كلمات قالها شخص اخر ... بضع كلمات تفسد عليك نهارك بأكمله ، ربما هذا راجع لارادتك الضعيفة ؟ او ربما لمكانة الشخص الذي قالها في قلبك ، فجروح الأحبة هي الأكثر عمقا و هذا معروف ، لكن ماذا لو أن تلك الكلمات لم تجرح مشاعرك ؟ قلبك يكاد يخلو من الاحاسيس و أصبح كالحجارة و تلك الكلمات تدخل من أذن لتخرج من أذن اخرى دون أن تحرك فيك ساكنا ، تبقى صامتا فأنت تدرك أن بعضا مما يقوله الاخر صحيح و نسبيا أنت المخطئ و هو يفرغ غضبه و استياءه منك على شكل كلمات جارحة ، هو بالتأكيد لا يقصد كل ماقاله ، ففي النهاية الانسان يتفوه بأقسى الأشياء لحظة الغضب حتى لو لم يكن يقصدها ، لكن أتعرف ما المخيف في الأمر ؟ بين ثنايا تلك الكلمات ، احيانا ، تخرج جملة من الحقيقة ، جملة يقصد القائل معناها تماما ، والمذهل في الموضوع أنك عند سماعها ستدرك ذلك ، ليست مجرد سب او عتاب ، انها نابعة من شيء عميق هناك في علاقتكما ، عندئذ ... حتى أقسى القلوب ستهتز و لو قليلا ... قد لا تجرح مشاعرك بالضرورة ، لكنها حتما ستشغل تفكيرك طوال النهار ، نعم ! ستفسد مزاجك و تجعلك تفكر عميقا أو ربما تكتب بضع كلمات لتناقش بها نفسك كما أفعل أنا الآن ...ربما هذا هو سبب أنني لطالما راعيت كلامي عند الحديث مع الآخرين بل و كنت أتعجب دوما من الناس الذين يتكلمون بلا مبالاة دون التفكير في مدى قوة و تأثير تلك الكلمات ، لكن أرجوك لا تسئ الفهم ! هذا لم يكن التأثير الوحيد لهذه المواقف على شخصيتي ! لأنني أؤكد لك أنه عندما يستلزم الأمر ، أستطيع تمزيق جوارح شخص آخر بسهولة بجملة واحدة ، لا أفكر كثيرا أو أخطط ، أنا ببساطة أعرف تماما إلى أين أصوب سهام الكلام و التي نادرا ما تخطئ الهدف إن كنت أنا من يحمل القوس ...
.
.
.
أنت تقرأ
مهرج
De Todoإليك أنت ! يا من تلعب دور المهرج في مسرح هذا العالم البائس ! إلى متى تنوي الاستمرار ؟ ■ملاحظات هامة : • الكتاب سيكون عبارة عن خواطر و أفكار عابرة و ربما قصص قصيرة ... • غلاف الكتاب ليس ملكا لي . • الرجاء الدعم عن طريق تقييم الفصول ، لا أنوي مناقشة...
