أتعرف ما هو أكثر ما يخيفني في هذه الحياة ؟
تلك الثقة العمياء التي يضعها بعض الناس بي ، أعني لا أدري لماذا ؟ كيف تثقون بي لهذه الدرجة ؟! حتى أنا لا أثق بنفسي هكذا ! عندما يتحدث أحدهم و يرمقني بتلك النظرة التي تجعل بدني كله يقشعر لجزء من الثانية و كأنه يقول :
أنا أصدقك ! أنا أعلم أنك لن تخذلني ! أنا أثق أنك تعلم ماتقوله أو تفعله ! أنا أعرفك حق المعرفة ! يستحيل أن تفعل شيئا كهذا ! أعلم أنك لن تكذب علي !كفى !
لا ...
أنت لا تعرفني حقا ! لا أحد يستطيع أن يعرف كل شيء عن شخص آخر ! جميعنا نملك ذلك الجانب القذر الخفي الذي يقبع بداخلنا و لا نريد لأحد أن يراه ! لست رمزا للمثالية كما تظن ! لا ترفع سقف توقعاتك للسماء كالأحمق ! نحن لا نعيش في عالم الخيال ...أنا انسان !
أصيب و أخطئ ،
أظلم أحيانا و يظلمني الآخرون أحيانا ،
أخون و أكذب ،
أندم و أتوب ،
أعتذر ،
يصيبني الغرور و الغيرة ،
أكتئب و أكره ،
أحب و أضحي ،
أنا انسان !
أنا كتلة أحاسيس متناقضة !
أنا في حرب دائمة ضد نفسي المثيرة للشفقة ، فكيف قمت يا سيدي برسم تلك الصورة المثالية لي في رأسك ؟!
ربما لأن من الطبيعة البشرية أن يميل الانسان لإخفاء كل ماهو قبيح فيه ، ففي النهاية أنت لا ترى سوى ما أبديه لك ... لكن يفترض أنك تعلم ! فأنت أيضا انسان ، أنت أيضا مثلي ! أنت أيضا تخوض حربك الخاصة ! كيف تجرأ أن تقرر أنه يجب علي أن أكون رمزا للمثالية و أنت تدرك في قرارة نفسك أنه لا شيء كهذا يوجد في البشر !توقف رجاءا !
تلك العينان الآملتان اللتان تقولان لي أنا أثق بك تجعلانني أشعر بالرغبة في التقيء ! تجعلانني أشعر في كثير من الأحيان أنني مجرد منافق ! لماذا علي أن أتقزز من نفسي و أتهمها بالنفاق مع أنك مثلي أو أكثر ؟ بل جميعكم مثلي ! لم تجعلني أمر بهذه المشاعر البشعة ؟! ما الذي تتوقعه مني ؟! أنا من البشر ! هكذا خلقنا و هكذا نعيش !
.
لذا توقف !
لا أريد هذه الثقة ! لا أريد أن تتوقع مني الكثير ! لا أريد هذه المسؤولية ! لا أريدك أن تبني آمالك الخيالية على ظهري الضعيف ...لأنني أعلم أنني سأتحطم ...
.
سأتحطم إلى ألف قطعة ...
.
عندما تستبدل تلك النظرة بخيبة الأمل ،
و أنا أدرك أنها ستستبدل حتما سواءا طال الزمن أم قصر ، لأن ماتتوقعه غير موجود ، و رغم معرفتي أن تلك اللحظة آتية لا محالة ، إلا أنني للأسف لن أستطيع حماية مشاعري من تأثيرها ، فأنا سأتحطم رغما عني ، مع أنني أعلم ما يجري منذ البداية ، إلا أن التحكم بالجوارح مستحيل و الأذى الذي سيلحق بي لا مهرب منه ...كل هذا بسببك أنت !
بسبب غبائك ! بسبب ثقتك العمياء و توقعاتك اللامتناهية ! نعم سوف تكون أنت الشرير في روايتي يا عزيزي
.
.
يا من تثق بي ...
.
.
.
أنت تقرأ
مهرج
Randomإليك أنت ! يا من تلعب دور المهرج في مسرح هذا العالم البائس ! إلى متى تنوي الاستمرار ؟ ■ملاحظات هامة : • الكتاب سيكون عبارة عن خواطر و أفكار عابرة و ربما قصص قصيرة ... • غلاف الكتاب ليس ملكا لي . • الرجاء الدعم عن طريق تقييم الفصول ، لا أنوي مناقشة...