مهرج

الذل

ياااا الهي ! انظُر إلى ذلك الرجل الغبي ! يا له من أحمق ! كيف يسمح له بتوبيخه بتلك الطريقة ؟! حتى لو كان رئيسه في العمل ! و حتى لو أنه أخطأ و من حق رئيسه أن يعاتبه ، لكن أن يكلمه بهذه الطريقة و يذله أمام الاخرين !! أنا فقط لا أستطيع تحمل ذلك ! مقزز !!! كيف يسكت و لا يرد ؟ لماذا يتحمل ؟
هااه ؟ ماذا ؟ لديه أولاد ليطعمهم و لا يمكنه التخلي عن عمله ؟
تبا للطعام الذي يأتي من هكذا عمل !

....
انظُر !! إنه يحدث مجددا ! تلك المرأة الساذجة !! كيف تتحمل ضرب زوجها و إهانته لها ؟! كيف تعيش معه تحت سقف واحد بعد كل ما حدث ؟! هل لا تزال تعتبر الرجل الذي أذلها زوجا لها ؟!!
هااه ؟ ماذا ؟ تتحمل من أجل طفلها الرضيع ؟! حتى لا يعيش من دون أب ؟! سخافة !
تبا لهكذا أب !!!
....
ماذا ؟! مرة اخرى !! لماذا ترافقين مجموعة فتيات ينتقصن دوما من قيمتك ؟ لقد رفضوا مساعدتك في أبسط الأمور و ردوا طلبك ! يال الذل !!! أن تخفضي سقف كبريائك و تقصدي شخصا في لحظة حاجة ، ثم يردكِ خائبة بكلام جارح !! يال العار !
هاه ؟ صديقاتك ؟ 
تبا لهكذا صداقة !!!
....
لا أصدق !!! حتى أنت ! لماذا طفل صغير تم ضربه ضربا مبرحا من طرف شقيقه الأكبر سنا لأنه وجده يلعب خارجا مرتديا قميصه ، لا يزال يعامله بلطف ؟
لقد ركلك أمام أطفال الحي و شتمك !! ألا تحس بالذل ؟! يفترض أن تكون أنت من يغضب و لا يصالحه لأيام و ليس العكس !!! لماذا تبادر بطلب المعذرة مرارا و تكرارا لذلك المتعجرف الذي استخسر قطعة قماش فيك ؟
هاه ؟ براءة الأطفال ؟!!!
تبا لهكذا طفولة !!!
....
أيها المهرج ...
لماذا يرضى الناس بالذل في حياتهم ؟! إنه إحساس مهين للغاية يجعلك تلعن كل يوم في حياتك لمجرد كونك نفسك ! لمااذااا ؟!!
اه مهلا لحظة ...
لحظة فقط ... لقد نسيت لوهلة أنك الأسوأ من بينهم جميعا !
على الأقل هم لديهم أسباب يقنعون بها أنفسهم المثيرة للشفقة ...أما أنت ، أنت من اخترت ذلك الطريق أصلا !
لماذا ؟
لأنه الطريق الأسهل بالنسبة لك ... يتم إذلالك ... فإما أن تسكت و تتجاهل ، أو تقاوم ... و أنت اخترت السكوت ... لأنك كمهرج اختار هذا الدور في الحياة بنفسه ، لقد قبلت احساس " الذل " كجزء من حياتك بالفعل ...
هل لديك مشاعر أصلا ؟! حتى أحاسيسك التي تظهرها مجرد قناع ...
ما أنت ؟!
ماذا تكون بالضبط ؟!!

ماذا تكون أيها اللعين ؟
.

.

.

.