-1-

499 10 52
                                    

بسم الله
.
.
.

ما أقصى طموحاتك في الحياة؟،

حسنًا دعنا نطرح السؤال بصيغة أخرى؛

ماهى مخططات حياتكَ بعد اجتيازك المرحلة الثانوية؟.

لن تكون الإجابة موحدة بالطبع ولكن سيتفق الجميع على أنه لابد أخذ دورات تدريبية بمختلفِ المجالات ثم البحث عن عمل، فتاة لطيفة لتتزوجها، والكثير والكثير من المال.

كُلٌ سيبحث عما ينقصه، إذًا ماذا إن كنتُ زاهد بكل هذا؟.

لم أُرد بحياتي قط سوى البحث بِما وراء الأحداث، البحث بِما حدث بالفعل في التاريخ؛ فكما نعلم هذا ليس التاريخ الحقيقي فقد تم تحريفهُ لِما يناسب عقولهم..

هذا قاتلٌ وظالم لكن سنتوجهُ كأعظم محارب عرفته البشرية!.

وهناك يقبع الجبان الخائف ولكن لا بأس يمكننا التلاعب بأقلامنا وجعله أشجع الشجعان، وهذا الفاسد الذي تحولَّ من سارق إلى شريف..
والكثير والكثير من الأكاذيب!.

ولعلمي أنني لن أجد ما أبحث عنه بالجامعة التي أنا بها.. آداب تاريخ،
فضلتُ البحث متفردًا بعيدًا عن أسوار الجامعة..

جُلتُ المكاتب العامة والأسواق البالية بحثًا فقط عما يرضي فضولي لكنني لم أجد مايشبعه بَعد، أظن أنه عليَّ السفر لمكانٍ آخر ربما حينها فقط....

"ألآن!"
هتفت ميا لتيقظني من شرودي..

ربما يجب أن أذهب لطبيبٍ، فهذه الأيام كَثُرَ شرودي حول هذا الموضوع.. ربما يجدر بي السفر حقًا؟.

انتبهتُ لِمِيا ونظرتُ لها مطولًا ولقد لاحظتُ أنها قد قامت بقصِ شعرها الأسود للتو فقط، يبدو أفضل عليها فوجهها صغير للغاية وهذا الطول يبرز وجهها،

مهلًا.. ألهذا كانت تتشاجر معي وتسألني ما الذي تغير بها؟ حقًا عقل الفتيات به شيء ما!!..

وجدتها ترمقني بحدة ثم قالت مازحة: من الذي أخذ عقلك؟

حركتُ رأسي إلى اليمين حتى تجول عيني الحرم الجامعي أبحث عن إجابة تُشبع فضولها؛

فابتسمتُ بتلقائية فور ما وجدت شيء ثم هتفتُ بحماس مُشيرًا إلى فتاة مرَّت بالصدفة أمامي: هى مَن فعلت.

فنظرت مِيا تجاه تلك الفتاة التي تعمدت إخفاء عينيها العسليتان تحت نظاراتها، وملابسها غريبة الأطوار التي تملؤها السواد قد جلبت لها المتاعب بالفعل..

خلف أسوار الماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن