-4-

19 3 6
                                    

بسم الله
.
.
.

هُنا جُن جنوني وخللتُ أصابعي داخل شعري،
كيف تبدلا لشخصان آخران!.

حاولتُ تمالك أعصابي حتى لا تفزع ميا لأن وجهها بدى عليه القلق وبدأت تغضب قائلة: ماذا بكم يارفاق لِمَ لا يوجد أحد طبيعي هُنا غيري!.

كيف تريد مني أن أكون طبيعي بعدما رأيتُ العجائب بهذا القصر!.

شرعتُ بتهدئة نفسي، وبدأت ألتقط انفاسي براحةٍ ثم أغمضت عيني وقطبت حاجباي بقلةِ حيلة؛
كل هذا وميا كانت تنظر لي بقلقٍ وتحاول معرفة ماذا بي.

بعدما هدأت نظرتُ لها بابتسامة ثم قلتُ: أنا بخير لا داعي للقلق.. ما الذي كنتِ قادمةً لأجلهِ؟.

ما إن سألتُ حتى تناست قلقها وظهرت ابتسامة عريضة على وجهها ثم ابتعدت عني قليلًا ووضعت يديها على خصرها ثم صاحت: أنظر إلى ردائي!.. رائعًا أليس كذلك؟

تمعنتُ به فوجدته مختلفًا عمّا كانت ترتديه تينا من قبل، لقد كان أكثر وِسعًا وأقل زخرفةً ونقوش، من بعيد تبدو الخامة كأنها حرير.

كان واسعًا عليها للغاية ولكن عند الخصر ضيق، أكمامه طويلة وفضفاضة ويطغى عليه الإحتشام؛ ولكن ما لفت نظري هو أن لونه كان وردي، لونٌ يليق بشخصيتها للغاية.

ابتسمتُ مثلها فالرداء بدون مبالغة جميل للغاية لذلك أخبرتها بهذا فزادت ابتسامتها.

خرجنا لِنرى الوضع مع تينا فوجدناها تجلس على مقعد بمنتصفِ الجناح وتُمسك بيدها كوبًا من الشاي.

تعمقتُ بالنظر لها كما فعلتُ مع ميا، فوجدتهُ رداءًا مختلف عنها؛ هما نفس الشكل العام ولكن الذي يخص تينا به بعض النقوش الجميلة، كما أنها ترتدي تاجًا صغيرًا فوق رأسها وقلادة حول عنقها، عكس تينا فهى ترتدي قلادة فقط.

كِدتُ أنطق ولكن وجدتُ عينيها تحولت للزرقاء مجددًا فأغلقتُ سِحاب فمي فتلك ليست تينا الآن.

دخلت إحدى الخادمات لتُخبرنا أنه معاد العشاء قد أتى بالفعل، نظرتُ للشرفة التي تتواجد بنهاية الجناح فوجدتُ أنه بالفعل قد غَرُبَتْ الشمس.

تقدمتا الفتاتان بالسير أمامي، لكنني شعرتُ أنه يتوجب عليَّ أن أدخل الغرفة مجددًا.

دخلتُ للغرفة التي كنتُ بها فوجدتُ أن اللوحة عادت كما رأيتها أول مرة، الملك شاه زمان وتينا!.

ولكن الجملة التي كانت محفورة اختفت وتبدلت بأخرى فانتظرتُ أن تتم ترجمتها كما حدث بالسابق مع الجملة الأخرى.

خلف أسوار الماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن