6 | الفصل السّادس.

547 140 50
                                    

  

'الأطفالُ ليسو بخير، هُم يفعلونّ فقط ما يرونهُ على التّلفاز!'

-

عِشتُ أجواءَ هذا المهرجان منذُ بدايتهُ، كُنا متفرقين لأن والديّ كان يقف أما يتحدث مع بعض الرّجال، أو يقف عند أكشاكِ الحلويات لتذوقها..

كنتُ أمرُّ بين الأكشاكِ وأتناول كُل مآ يوجد على مَرئى عيني، تحمستُ كثيرًا في ذلك الوقت لكنني لم أعلم بأنهُ سوف أتقيؤ بعد هذا..

شعرتُ بنكزِ أحدهم لي، رأيتُ ذلك الفتى الّذي كان في المنتزه وقدم لي وردةً قائلاً بأنها تُناسبني عندما كنتُ في الثّالثة عشر من عمري، لاحظتُ أيضًا بتقديمهِ لي زهرةً ذات لونٍ أصفر..

كنتُ مصدومةً للحظةٍ، أي شخص عاقل يعطي فتاةً زهرة بينما وجهها وفمها مليئانِ بالطّعام بسبب كوزَ الذُّرة الّذي كنت أتناولهُ دون أي ذَرةِ أنوثة..

شعرتُ بقليل من الآحراج وانا أتناول الوردة من يديهِ وأشكرهُ، أخبرني بأنهُ لم يتوقع حضوري، لذا عندما لاحظني هنا ذهب لأخذ هذه الزهرة من سيدة عجوز كانت تقوم بتوزيعِها على أي شيءٍ يقابلها

في الواقع، لم أتوقع البتة إهتمام شخصٍ بي، خصيصًا إذ كان شخصًا من خارج المنزل ولآ يعرفني تقريبًا، لكن جميع من في الحيّ يعلم بشأن حالتي وبأنني في عائلة مُتزمتة إتجاه الفتياتِ

شعرتُ بإرتباكٍ في رؤية أي شخصٍ آخر لي والوشاية لوالدي بهذا، لكن تذكرتُ بأننا في وسط المدينة وبعيدينَ عن الحيّ الخاص بنا، كما أن عدد النّاس الّذي لا يعرفوننا من حولنا كثيرونّ جدًا وبعضهم قد لآ يكترثُ لك

لذا من هذه النّاحية شعرتُ بقليلٍ من الطّمأنينة!

سمعتُ صوت هاكاي وهو يناديني بسبب أن والديّ قد من مكانٍ قريبٍ منا ولآ نريد أن نقع في مشاكل ويُفسد المهرجان في قتل أبٍ لإبنتهِ..

"عليّ الذّهاب، شكرًا للوردة سوف أحتفظ بها!" رميتُ كلآمي على عجلٍ بينما حملتُ أقدامي لأبتعد قليلاُ

"بماذا فقط أستطيعُ مناداتكِ؟!"

"يوزوها!" لم أرد جعل الآخر يشعر بإحراجٍ من تركهِ بسؤالٍ كهذا لذا أخبرتهُ حتى قمتُ بتوديعهِ ولم أسمع منهُ إلا أنه سوف يحاول أن يتذكر إسمي عندما يراني مجددًا..

"من أين حصلتِي على هذه الزّهرة؟!" توترتْ وبشدة عندما سألني والدي هذا لكن نظَرات هاكاي أخبرتني بأنهُ لا يعلم أي شيءٍ عن الفتى، لذا أستطيعُ إختلاق كذبةٍ!

أخبرتهُ عن تلك المرأة الّتي كانت توزع الزّهور بين المتواجدين ولاحظتني وأعطتني إياها ولحسن الحظ قام والديّ بتصديق ذلك، ربما لآ يريد أن يفسد هذه الليلة

وشعرتُ بسعادةٍ غمرتْ قلبي، إحتفلتُ خارِج المنزل، أكلتُ ما إشتهتْ معدَتي منذُ سنينٍ عديدة، حصلتُ على زهرةٍ وإهتمامٍ صغير من أحد فتيان الحيّ، ونسيتُ إخبارهُ عن إسمهِ..

-

مُذكرة باهِتة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن