8 | الفصل الثّامن.

510 139 53
                                    

     
  

'ويبقى بصيصُ أملٍ ما على أن هناكَ رجلٌ إنقاذ سوف ينقذ اليوم!'

-

على مدارِ أسبوعٌ كامل، بدأ كل شيء في عائلتي يتدهور وينحرفُ للحَضيض أكثر فأكثر!

تَلقتْ عائلتي خَبرٌ عن موتِ أخي هاكاي، بسبب أن هناك سائقًا متهور كان يقود في سرعة عالية في شارعٍ عآم، ويبدو بأن هاكاي وبعضعة أشخاصٍ حاولوا عبور مَمر المشاة ليأتي ذلك السّائق ويدهَسهم..

كان الأمر أشبهُ بإنقطاعِ دقات قلبك للحظاتٍ معدودة وشعر بأنها طويلة، أو كأن الضوء في حياتك ينقطعُ فجأة دون إنذارٍ أو حتى أخبارٍ!

شعرتُ في مِثل هذا!

لطالما كان هاكاي أحد وأهم الأشخاص الّذين كانوا رفقتي عندما لآ أحد وافق على أن يقف بجانبي، لطالما كان الشّخص الّذي حاول مساعدتي عندما قطع أبي كل شيء مفيدٍ عنيّ

كان شقيقي رفيقَ روحيّ، ومُؤنِس وحدَتي!.

شعرتُ في نوبة عميقة وغصة حادة في قلبي وحلقي، أردتُ البكاء لكن جسدي لآ يتحرك، لم أشعر سوى بظلمة العالم تقتحم روحي مجددًا وتُغطى ملامح وجهي الباهتة

كنا في المشفى حتى نتلقى جثة أخي بينما روحهُ أصبحتْ في السّماواتِ، العالم غير عادلٍ في بعض الأحيان، يذهب كل شيءٍ تفوح منهُ رائحةٌ طيبة وتترُك لنا ما هو قذرٌ لنراهُ

أرى والداي وهما غارقانِ في بكاءِهما، كنت أتحرك نحو ذلك الجسد البارد ملفوفٌ في قطعة قماشٍ بالية إمتلأت بالدّماء، ذهبتُ حتى أعانِقهُ!!

وحتى في لحظة معانقتي لأخي الرّاحل أشعر بأذرِع والديّ وهي تُبعدنيّ عنه "أنتِ فتاةٌ لآ يجب عليك لمسهُ!" شعرتُ بغصة حادة آخرى تجعل قلبي ينفَطِر..

في مثل هذه الظروف أبي لا يحاول حتى جعلي الإقتراب لأرى أخي مجددًا لأودِعه للأبد، ذلك ما زاد علي غضبي أكثر من حزني على فقدان أخي

لا أصدق بأنهُ يفعل هذا بي حتى في أصعب الأوقات الّتي إحتجتُ بها لحضنٍ وإهتمام كنتُ وحيدة، لذا كات أخي يحاول مواساتي والبقاء بجانبي، والآن والدي يمنعني من رؤية ذلك الشخص الّذي أعطاني بصيص الأمل ذاك!

في ذلك الوقت، بدى كل شيء غير مهمًا في حياتي، شعرتُ بالعتمة تملئ المكان، كل ما كان يجول داخل عقلي ذكرياتٍ دافئة قضيتُها مع أخي الرّاحِل..

-

مُذكرة باهِتة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن